العروس أبها.. وغيرة إسطنبول!

IMG_3168

أحمد عبدالله آل مسفر

من وسط الغيم وزخات المطر وحقول الزهور وبساتين الورود وبين أحضان الضباب وملامسة السحاب، تتألق لوحة فنية من وحي الخيال لتظهر من بين مدن المملكة الغالية نجمة ساطعة تضيء سماءها. أتدرون ما هي؟ إنها أبها (فسبحان من خلقها) لتتنافس مع كبريات العواصم والمدن السياحية في عالمنا العربي لتستحق وبكل جدارة لقب (أبها عاصمة السياحة العربية لعام 2017م).

هذا اللقب جعل جاراتها من المدن السياحية تغار منها.
وصلتني رسالة من زميل الغربة الأخ عائض الصيعري لأجد فيها مقالا بين الصفحات ، مقالا شدَّني بعفويته كتبه الأخ الأديب محمد حطحوط والذي كان بعنوان (لهذا تغار أبها من إسطنبول).
تعمّقت بين أحرف الكاتب الكريم لأجد وصفا شيّقا لإسطنبول انتهى باختياره إسطنبول مصيفا له بديلا عن أبها، لأن أبها غالية المسكن! كما ذكر.. وهي كذلك!!
نعم أخي محمد أبها غالية بجميع الأوصاف، كيف لا وقد أبحر كبار الشعراء في وصفها، وتغنى بها رواد الفن ونالت إعجاب أهل الرسم، والقلم.
أحببت أن أذكر الأستاذ الكريم وكل من يحمل سيف القلم بأن لا يكون التركيز على جانب واحد مع التغافل لمئات الجوانب كان بينها ما سبق ذكره، كونه يصب في مصلحة السياحة الوطنية، إذ أبها رائدة في ذلك.
غصت أكثر فوجدت طريق الملك خالد والمسمى بـ(طريق الفن) يتغلب على آيا صوفيا بكبرها وتاريخها، كيف لا وهو يحتوي على طبيعة ربّانية من بين وادي أبها إلى تطور الإنسان السعودي في تصميم بحيرة السد وسد وادي أبها ليقابله من الناحية الأخرى سوق الثلاثاء الشعبي والذي يحتوي على تراث أهل البلد! كما تتوسطه قرية المفتاحة التراثية بما فيها من مسارح ولوحات فنية رائعة. لأجد أن المقارنة صعبة بين عبق تراثنا وتراث الغير! نعم تراثنا وهويتنا أغلى، وثقافتنا أجمل.
فيها أروع الفعاليات التي تبقى في ذاكرة من اختار أبها مصيفا له، على سبيل المثال لا الحصر: مهرجان الكوميديا، ليالي المحافظات، أمسيات أبها الشعرية، فعالية رالي عسير، كرنفال الأسرة بساحة المفتاحة، الباص السياحي، البطولة الدولية (الطيران الشراعي)، هايكنج الجبال، فعالية الدراجات الهوائية، مهرجان الفروسية، ماراثون عسير الأول، مهرجان العسل، مهرجان السودة للترفيه والتسوق، القرية التراثية بالسودة، برنامج الأسر المنتجة والحرفيين، صيف المحافظات، مهرجان طيور الجنة، الخيمة الدعوية.. لأجد التنوع في الفعاليات هو رمز السياحة هنا ناهيك بالمتاحف المتناثرة بالمنطقة والقرى التراثية بخلاف المنتزهات والمطلات التي حينما تذكرها يأخذك الفكر مباشرة إلى (ممشى الضباب) والذي يحتوي على إطلالة ساحرة من شفا أبها حتى عقبة ضلع وأودية تهامة يغنيك عن إطلالة مضيق البسفور.
وبحسب ما قرأت حول المساكن في أبها فقد بلغت نسبة الإشغال بها إلى أكثر من 90% على لسان مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير في صحيفة الاقتصادية.
ولعل خلف هذا الإبداع الأبهاوي كله يقف فارس أبها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الذي يتابع النجاح ويدعمه أولا بأول بتوجيهات القيادة الرشيدة ثم بتعاون رجال ومسؤولي المنطقة وتكاتف الأهالي الكرام.
كل مقومات الجذب الجبّارة في أبها وغيرها من مدن الوطن المعطاء تحتاج الظهور اللائق في الإعلام من رواد الفكر وأصحاب الأقلام.
فأهلا بالضيف في أبها وأهلا برجال الأعمال للاستثمار في أبها وزيادة التنافسية وفك الاحتكار إن وجدت.
قبل أن أختم أستذكر قول الشاعر
(يا سحايب سراة أبها تعـدَّي شمـال واستعيري دموعي سيِّلي كل وادي)
لعلها تسيّل الوديان في إسطنبول لتتمتع بما يتمتع به المصطاف في أبها.>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com