صحيفة عسير : فايع عسيري
يَا رَاحِلِيْنَ…
للشاعـر عيسى جرابا
مِنْ رَجْفَةِ الشَّوْقِ فِي أَعْمَاقِهِ ارْتَجَفَا
هَلْ يَسْتُرُ اللَّيْلُ مُشْتَاقاً بِهِ الْتَحَفَا؟!
مَازَالَ يَكْتُمُ مَا يَشْكُو… فَخَاتَلَهُ
دَمْعٌ جَرَى… فَضَحَ الأَسْرَارَ وَاعْتَرَفَا!
يَحْنُو عَلَى ذِكْرَيَاتٍ… بَيْنَ أَضْلُعِهِ
لَوْلَا نَدَاهَا… لَجَفَّتْ رُوْحُهُ أَسَفَا!
يُقَلِّبُ الأُفُقَ الـمُمْتَدَّ… مُذْ رَحَلُوا
وَكُلَّمَا لَاحَ نَجْمُ عَابِرٌ… وَقَفَا!
كَمْ بَاتَ يَذْرِفُ ذَوْباً مِنْ حُشَاشَتِهِ
مَا كََانَ دَمْعاً عَلَى خَدَّيْهِ… مَا ذَرَفَا!
مِنْ جَوْفِ نَايَاتِهِ… أَنَّاتُهُ انْسَكَبَتْ
لَظَىً… وَيَحْسَبُهُ مَنْ حَوْلَهُ عَزَفَا!
يَا رَاحِلِيْنَ أَخَذْتُمْ قَلْبَهُ… فَشَكَا
فَقْدَيْنِ… عَاثَا بِهِ حَتَّى هَوَى تَلَفَا
بِاللهِ رُدُّوا عَلَيْهِ القَلْبَ… فَقْدُكُمُ
يَكْفِي… أَلَا أَيْنَ مَنْ إِمَّا شَكَا عَطَفَا؟!
وَيْحَ الحَنِيْنِ الَّذِي هَبَّتْ عَوَاصِفُهُ
وَلَمْ يَزَلْ صَامِداً فِي وَجْهِهَا… أَلِفَا
يَطْوِي حَنَايَاهُ فِي صَمْتٍ عَلَى وَجَعٍ
لَا شَيْءَ فِي عَيْشِهِ مِنْ بَعْدِهِمْ… أَلِفَا
مِنْ رَحْمَةِ اللهِ لَمْ يَقْنَطْ… وَلَوْ ذَرَفَتْ
عَيْنَاهُ حُزْناً…! وَلَوْ أَمْسَى بِهِمْ كَلِفَا!>