موسى القبيسي
حينما ألحظ مشروعاً ناجحاً في وطننا الغالي أحيل ذلك النجاح إلى وجود خطأ في ذلك المشروع، ولهذا فإنني أتمنى أن تكون كل مشاريعنا أخطاء.
لا أعرف ما الذي دعاني إلى ذلك النمط من التفكير لكن الواقع يجبرني على قبول ذلك، فالكثير من المشاريع التي تنفق عليها الملايين من الريالات لا يحالفها التوفيق إما بتأخر إنجازها عن الوقت المعلوم أو فقدان الجودة فيها أو سوء صيانتها بعد اكتمالها.
دائماً نتذمر ومن حقنا أن نتذمر لأننا نريد أن ننعم بحياة كريمة توازي حجم الانفاق على مشاريع الوطن ، أرقام فلكية تعلن في الميزانية وترسية المشاريع على شركات ذات خبرة وربما استحقت علامة الجودة ولكن تفاجأ بمنتج دون المأمول.
أنا لا أتكلم عن الواقع الحالي لمشاريعنا فنحن نعي ونفهم ما يمر بوطننا الغالي من أحداث نسأل الله أن يرد كيد الباغين ويهلك أعداء الدين ولكن أتكلم عما سبق من مشاريع تم اعتمادها في حال الرخاء ومع ذلك لم تلق ما تستحق من الوفاء.
طريق التعاون الذي يربط مدينة أبها وجامعة الملك خالد بطريق الطائف كان وما زال بدون إنارة وتشجير وأرصفة وكأن ذلك الطريق أُعد لقاطعي الطريق أو ممارسي التفحيط رغم الكثافة المرورية التي يعيشها ذلك الطريق على مدار الساعة.
نفق المعارض بخميس مشيط الذي تم البدء فيه منذ زمن طويل ولم تفلح في انجازه الشركات المكلفة بتنفيذه بل أصبح مشروعاً فاشلاً ومشوهاً لمدخل المدينة رغم عدم الحاجة أصلاً لمثل ذلك المشروع وكان يكتفى بالجسر بدلاً من النفق ولكنه الهدر المالي الغير مسؤول.
حديقة المطار التي تم افتتاحها من قبل المواطنين قبل الافتتاح الرسمي لها وهي لم تنجز بعد ولم يتبقى على انجازها وانهاء الأعمال فيها إلا النزر اليسير وهي مع ذلك تعتبر المتنفس الأفضل لأهل المنطقة لما تتميز به من سعة المكان وتوسط الموقع.
يبقى أن أقول هناك مشاريع جبرت كسر المواطن فيما حدث من خلل في المشاريع السابقة وأقف على مثالين منها ، المشروع الأول طريق الأمير سلطان الرابط بين أبها وخميس مشيط هذا الطريق الذي اتسم بالجودة والسعة والإنارة والتشجير وخدم الألوف من أهل المنطقة وأصبح معلماً بارزاً فيها.
المشروع الثاني الكبري الخماسي بخميس مشيط والذي يمثل رمزاً من رموز النهضة والتقدم الحضاري في وطننا الغالي وهذا المشروع لم يكتمل بعد لكن جودة المنتج ودقة العمل واتقانه رسمت نجاحاً وبُعداً مستداماً لحياةٍ عصرية متقدمة.>