أ/جميلة علي الغامدي.
(أخطاء في القدر بعد وقوعه)
أن أقدار الله واقعه لامحاله ،وهناك أخطاء تقع من الناس بعد وقوع تلك الأقدار عليه وهنا سوف نوضح بعض من تلك الأخطاء:
١- الاعتراض على الاقدار: فما أكثر الاعتراض على الأقدار،وما أقل المسلمين لله فيها.
ومن صور الاعتراض على الأقدار قول بعضهم إذا أصيب بمصيبه:ماذا فعلتُ ياربي؟ أو أنا لا أستحق ذلك! وكذلك ما يقال إذا أصيب شخص بمصيبة: فلان مسكين لا يستحق ما جرى له،لقد ظلمته الأقدار،وجارت في حقه،وقست عليه!
فمثل تلك الأقوال مما يكثر على الألسنه،وذلك من الاعتراض على قدر الله،ومن جهل بحكمتهعز وجل فلا يجوز إطلاقها؛ لان لله ما أخذ،وله ما أعطى، وله الحكمة البالغة في شرعه، وفعله[ لا يُسْأَلُ عَمّا يَفّعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ].
٢-قول كلمة( لو)،أو كلمة (ليت) عندما تحل المصيبة إذا كان الحامل عليها الحزن ،والضجر،والجزع،كحال من يقول إذا نزلت به مصيبة ، كخسارة مال ،أو تلف زرع ،اوفقد نفس اوغيرذلك:لو أني فعلت كذا وكذا لما كان كذا وكذا أو لكان كذا وكذا.
فهذه المقولة خطاء وسفه،وجهل،ذلك أن العبد مأمور عند المصائب بالصبر
والاسترجاع ، والتوبة ،وقد نعى الله عزوجل على المنافقين مقولتهم :(لوكان لنا من الأمر شيء ماقتلنا هاهنا )ال عمران ١٥٤.
٣-القيام بفعل مايشعر بالاعتراض على الأقدار:كفعل بعض الجهال عند المصيبة من شق الجيوب ،ولطم الخدود ،والنياحة ،وحلق الشعر،والدعاءبالويل والثبور وهو من أفعال الجاهلية الأولى التي تنافي الإيمان بالقدر .
٤-الحسد:فالحسد داء عضال ،وسم قتال، لا يسلم منه إلا من سلمه الكبير المتعال ،ولهذا قيل :لا يخلو جسد من حسد ،ولكن اللئيم يبديه ،والكريم يخفيه .
والحسد في حقيقته هو اعتراض على قدر الله ،لأن الحاسد لم يرض بقضاء الله،ولم يسلم لقدره .
٦-تمني الموت :فهناك من اذا ابتلي ببلاء،واشتدت به البلوى تمنى الموت ليتخلص-بزعمه-مما ألم به!
وهذا خطأ فلايجوز للمؤمن أن يتمنى الموت ،فإن كان لابد متمنيا للموت فليقل :اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ،وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي .
٧-الاقدام على قتل النفس والانتحار
رغبة في الخلاص من الدنيا والراحة من عنائها ،فهذاالصنيع مناف للإيمان بالقدر ،والتسليم لله عز وجل في كل أمر ، وهو من الأمور التي حرمها الله وحذر من فعلها ،وتوعد مرتكبها بالوعيد الشديد ،قال تعالى(ولاتقتلوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيما ،ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا )سورة النساء ٢٩-٣٠
٨-قول بعضهم عند التعزية :البقية في حياتك :فمن الناس من إذا أراد التعزية في الميت قال :البقية في حياتك ،اوماشابه ذلگ .
وهذا خطأ فأي بقية بقيت،والله_ عز وجل _يقول:(فإذا جاء أجلهم لايستاخرون ساعة ولا يستقدمون )سورة الأعراف:٣٤.
والسنة أن يقال في التعزية :لله ما أخذ ولله ماأعطى ،أو أعظم الله أجرك وأحسن عزائك ،وغفر لميتك ،وهكذا.>