يعاني الكثير من الشباب في المنطقة الجنوبية من مشكلات أوقات الفراغ وكيفية قضائها وبناء على إحصائيات مركز أسبار في 2014 نجد أن 93.5% من الشباب والشابات لديهم وقت فراغ يتراوح من ساعتين إلى 12 ساعة كما في ( الشكل1). 55.4 % من هؤلاء الشباب يبدون اهتماماً في قضاء وقت الفراغ. ونجد أن الكثير منهم يقضي هذا الوقت فيما لا ينفعه، فنجد أن 55.5% يلتقي بالأصدقاء، و14.1% منهم يقضيها في الاستراحات، 32.5% منهم يقضيها في الدردشة بالهاتف، و 10.7% منهم يقضيها في ارتياد المقاهي وهذا يبينه ( الشكل2 ).
وبالتفكر في حال الشباب وما نلاحظه في الواقع، الكثير من الشباب ينام أوقات الظهيرة إلى ساعات العشاء ثم يبدأ يومه بعد هذا الوقت إلى الظهيرة من اليوم التالي، وفي الساعات المتأخرة من الليل نجد أن الشباب لا يجدون لهم متنفساً سوى الاستراحات والمقاهي برفقة الأصدقاء، ولهذا التحليل مصداقية كما توضحها دراسة مركز أسبار، كثير من مراكز الترفيه الشبابية تغلق أبوابها في الساعة 11 أو 12 صباحاً ليبقى الوقت بعد ذلك إلى الصباح بلا استغلال.
هذه الإحصائيات جعلتني أفسر أسباب بعض السلوكيات السلبية وانتشارها بين الشباب كالتدخين وتعاطي المخدرات وتخريب المرافق العامة في ظل غياب المتابعة من المسئولين في البلديات. كما أنها أبهرتني وتركت في ذهني عدة تساؤلات لعل هناك من يجيب عليها أو يهتم بها:
- لماذا يسمح للمقاهي بفتح أبوابها إلى ساعات الفجر ولا يسمح للمراكز الترفيهية باستمرارها إلى الفجر كما هي لدى المقاهي؟
- لماذا لا يستغل رجال الأعمال هذه الفترة ويقوموا بصناعة الترفيه الموجه والمقنن لفئة الشباب في فترة استيقاضهم؟
- لماذا لا يستغل الشباب هذا الوقت في أعمال تطوعية تخدم المجتمع أو ثقافية تفيدهم في الحياة العامة كالقراءة والكتابة؟
- من المسئول عن كل هذا الهدر في الوقت لدى الشباب؟
وأنا هنا لا أتجاهل الجهود المبذولة والمشاريع الجبارة التي تقوم بها بعض الجهات كأندية مدارس الحي والمراكز الصيفية والملتقيات الدعوية التي يقيمها المكاتب الدعوية والجمعيات الخيرية في معظم مناطق الجنوب ولكن الحاجة ماسة وشديدة في إستمرار بعض المشاريع طوال العام أو موافقتها لأوقات فراغ الشباب وخاصة في الصيف، فإذا لم نستطيع تعديل سلوك الشباب في النوم فعلينا استغلال هذا السلوك فيما ينفعهم ويعود عليهم وعلى المجتمع والوطن بالخير.>