عبدالله احمد القيسي
استعد رجلاً ليسافر لزيارة صاحبه الذي يصارع المرض في مدينة غير مدينته التي يبعد مسافة طويلة للعلاج ، جهز نفسه رغم حالته التي لا تهيئه للسفر ، ولكن حباً ونقاء قلبه أبٓى إلاّ في زيارته .
صاحبه المريض كان قبل أن يحول عليه المرض ، كان يبعد الاشخاص منه بالسب والشتم ووضع الامور في غير مواضعها ، وكان لا يأبى في حديث الا ان يذكره بسوء حتى في حله وترحاله ، رغبته سوى ان يكون هو العلم المرتفع وصاحبه الحبل الذي يرفعه !
وصل الصاحب الوفي المستشفى ، فكانت زيارته صادمة ، لم تكن التي تخفف من الآلام التي حلت به ، بل زادته واضافت الحسرة التي قد تسببها له،لم يكن حينها الاستطاعة فالتكلم ، من المساوئ التي فعلها له ،اعتقد صاحبنا انه المرض أصمته !
ما بالأعلى هي قصة رواها لي احد الأصحاب واقعية مضموناً وطرحاً ، ولكن كمثل هذه الأحداث لا تكون ماء في نهر يجري ، بل الوقوف تمعناً في الصاحبين السيء والوفي.
الوفي قد لا تجد وفاه مع أشخاص محددين !
بل مع الاشخاص جُلهم وفي جميع الازمنة .
السيء الذي لو مهدت له الارض ذهباً
قد تجده من خلفك ينبح بسوء الظن .
لن تفرق ايها القارئ أيهم الاخر ، ستجد السيء بمظهر الوفي و “وأوفى” ، ولن تعرفه إلا مع الأيام بعدما تتوجع حسرة.
>