الموروث والتراث يلتقيان في منطقة عسير

33333333333333

صحيفة عسير – شذى الشهري

:

تقع محافظة رجال ألمع أو قرية رجال ألمع في الجهة الغربية من منطقة عسير جنوب السعودية وعلى مسافة 45 كم غرب مدينة أبها ويتميز مناخها بشدة الحرارة صيفاً والاعتدال في فصل الشتاء بحيث يبدأ الجو بالاعتدال والدفء خلال فصل الشتاء لتبدأ انطلاقة سياحة شتوية مميزة من أبناء منطقة عسير إلى محافظة رجال ألمع تلك المنطقة الجبَلية التي يحدّها من الشرق مركز السودة، ومن الشمال محافظة محايل عسير، ومن الجنوب محافظة الدرب, ومن الغرب البحر الأحمر

هذا وتعتبر رجال ألمع من أكبر قبائل تهامة وأكثرها سكاناً إذ يبلغ عدد السكّان حوالي مائة وخمسين ألف نسمة تقريباً, ويعرفها البعض من خلال المتحف أو القرية التراثية القديمة والعريقة التي تتوسط قلب رجال ألمع ,وتحكي من خلال شرفاتها وجدرانها الحجرية قصص الأجداد والأمم السابقة التي كانت تعيش في جنبات القرية , والمتمثل حالياً في متحف « ألمع » الدائم للتراث الذي مايزال محافظاً على تراثه المعماري البالغ الإسراف في فلسفة التماسك ليشكل عودة إلى صحوة الحياة والى ذاكرة الزمن الغابر لتكون بلدة رجال بمحافظة رجال ألمع موقع المتحف وجهة سياحية خاصة لمن يبحث عن موجز لحياة تقع بين المعاناة والرفاهية، وتصب في حضارة رائدة ومتميزة.

وتعود قصة إنشاء متحف ” المع ” للتراث الى عام 1985 حين طرح أهالي ألمع اقتراحا لإنشاء متحف يضم تراث المنطقة بعد تزايد الهجرة الى المدن وتناقص عدد السكان بشكل سريع وإبقائهم لكل مستلزماتهم من الاثاث والسلاح والأدوات الشخصية والمهنية في بيوتهم , وحينها اتفق الجميع على تولي الباحث والأديب محمد حسن غريب مسؤولية التأسيس التي رأى الواقعيين على اختيار قصر آل علوان الذي بني عام 943 من السنة الهجرية المحقق لشيء من الطموح انطلقت رحلة المتحف ما بين إصرار البعض على بناء يستوعب أبعاد المنطقة وبالتالي تجليات العمارة التي ترسخ المفاهيم العمرانية القديمة ، و يذكر ان ” المع ” للتراث يزوره الكثير من الوفود السياحية من أميركا وفرنسا واليابان ومصر ودول الخليج ولاستمرار عمله والصرف على المتحف ويستحصل مبلغ رمزي مقداره 10 ريالات عن الزائر بغرض استغلالها لأغراض التطوير، وتوفرالشركة الوطنية للسياحة عدداً من الحافلات بالتعاون مع شركة النقل الجماعي لإيصال الزوار من مهبط «التلفريك» الى بلدة «رجال» مقر المتحف.

من جانب آخر اعتنى السكان في رجال ألمع بالزراعة عناية فائقة ومتنوعة حتى اكتفوا ذاتياً؛ وبدئوا بالتصدير إلى القبائل المجاورة وأحياناً إلى خارج الجزيرة العربية في ماضِ الأزمان. ومن أهم المحصولات: الذرة والدخن والبن وأنواع من الفواكه والخضروات وأشجار متنوعة تكسو المنطقة، واهتموا أيضا ً بتربية المواشي ورعاية الثروة الحيوانية واستخراج فوائدها. إذ عُرف كلٌ من اللحم والزبد المستخرج من اللبن بمذاق ذو جودة عالية وفريدة واعتمد السكان على هذه الثروة مع الزراعة في تكوين أساسيات غذائهم. وتشتهر رجال ألمع بتربية النحل وإنتاج وتصدير أجود أنواع العسل الذي يعتبره السكان غذاءً ودواء.

وعلى ضوء ذلك الاصرار من أهالى تلك المحافظة تم تشُكيل فريق من رجال ونساء ألمع للقيام بأعمال ترميم القصر ونقش القصر بأشراف السيدة الالمعية «فاطمة علي أبو قحاص» خبيرة الزخرفة في ألمع والبالغة من العمر 90 عاماً وتبرعت النساء بحليهن من الفضة وبعض مدخراتهن من الزينة فيما سعى أبناء ألمع لتقديم ما يحتفظون به من أدوات وأسلحة وأثريات هدية لتحقيق الحلم فيما ساهم البقية بالمال لشراء كثير من القطع الأثرية وتبع ذلك ترتيب محتويات المتحف وتجهيز الساحات المجاورة , وبعد اكتمال العمل في عام 1987 افتتح الامير خالد الفيصل امير منطقة عسيرسابقا المتحف ليبدأ في ممارسة دوره كقناة ثقافية سياحية منذ ذلك الحين مع استمرار بعض المهتمين بتزويد المتحف بالمقتنيات , التي احتواها المتحف قسمت على 20 قسما ووزعت فيه المحتويات حسب رؤية اجتهادية طبقاً لترتيب الاستخدام أو الدلالة التراثية المتجانسة مثل، شنعة النحل وغرفة الحارس والمطبخ ومكان تخزين الحبوب وطحنها وأدوات الزراعة والبناء والنقل وقسم للأسلحة والحلي والطب الشعبي والمصنوعات الحرفية وبيت الرجل الألمعي وبعض المخطوطات القديمة التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين.

وضم المتحف أكثر من 2800 قطعة تراثية و500 كيلو غرام من المصوغات الفضية القديمة على أن الكم الكبير من المقتنيات في قصر مساحة حجراته غير كبيرة وغير موزعة بشكل يناسب متحفا رغم أن الإضافات متواصلة والتجديد مستمر وما زال يخضع لدراسات تطوير وإثراء من قبل القائمين على الهيئة العليا للسياحة في ظل الفكرة الشاملة لمشروع جعل بلدة رجال بكاملها منطقة تاريخية وتراثية وسوقا شعبيا ومحطة استراحة وترفية , وعلى الجانب الآخر تقع المكتبة التراثية التي انشئت وفقاً لمشرفها المهندس فايع بن يعقوب الألمعي قبل 4 سنوات لتكون امتدادا لنشاط متحف ألمع حيث تهتم بتوثيق النشاط الثقافي التراثي القديم الموثق في كثير من المخطوطات القديمة تشتمل على ما يدور من نشاط سكاني سواءً في التعليم أو التجارة والزراعة والتقاليد الاجتماعية، وتقسم المكتبة الى 5 أقسام، القسم الأول: المصاحف والكتب المخطوطة وأدوات الكتابة. القسم الثاني: الحياة الاجتماعية. القسم الثالث: التعليم وأنموذج سكن قديم لمعلم. القسم الرابع: المعاملات التجارية. القسم الخامس: نماذج من وثائق أسرة آل الحفظي التي تضم أكثر من 700 وثيقة ومخطوطة وسجلات وطوابع وعملات.

ومن جانب أجتماعي ما زال ارتداء الزي التراثي الألمعي القديم موجود بالتزامن مع التطور الجمالي الممزوج بالاضافات الحديثة , بحيث يتنوع الزي الألمعي للذكور في المحافظة من مكان لآخر إلا اننا نستطيع حصره في وقتنا الحاظر في هيئتين: الأول و هو الغالب : الثوب و المعجر و الشفرة و الصمادة, و ينتشر هذا اللبس من شمال رجال ألمع إلى جنوب كسان تقريباً. و الثاني: الحوكة ( رداء و إزار) و ينتشر في الحبيل و ما جاورها ، اما الزي النسائي المتعارف عليه في المحافظة قديما هو الثوب العسيري (الجلابية) وقد عاد الآن بموضة جديدة، مشيرة إلى أن عدداً من المصممات السعوديات قمن بإحياء الزي العسيري ليتواءم مع العصر ومستجدا ته، و قمن بتطوير نقوشه، والقماش الذي يصنع منه باختلاف تطريزاته وألوانه، حتى أصبح زي الكبيرات والصغيرات في المنطقة بشكل عام و محافظة رجال المع بشكل خاص. إلا ان الزي النسائي الألمعي التراثي قديما كان يستغرق تفصيله مدة أربعة شهور أو خمسة، لأنه كان يعتمد على العمل اليدوي، ويقوم به رجال متمرسون في هذه الصنعة، وكان يستخدم في صناعته أجود أنواع الحرير والقصب، وأفضل أنواع القطيفة، وكان ثمنه قديما مناسبا بشكل يتيح لكل امرأة ارتداءه، أما الآن فهناك أنواع وخامات متعددة، والموضة تدخلت فيه، ولم تعد المرأة تريده مثل ما كان قديما، بل أصبحت تبحث عن الموديلات الجديدة في الثوب العسيري,و بشكل عام و في وقتنا الحاضر اصبح كلا الجنسين في الغالب يضيفون بجانب ذلك الزي التقليدي الزي المعاصر , فالزي الوطني السعودي يكون بالنسبة للرجال أما النساء واكبن ما يجري من تنوع واختلاف في التصاميم المعاصرة ، وأشتهرت نساء رجال ألمع ببراعة فنّ القط العسيري الذي حضي بأُعجاب الكثير بهذا الفن الباهر حتى أننا وفي الآونة الأخيرة شاهدنا الكثير من المتخصصين في الفنون يحضرون رسائل الدكتوراه في فن القط النادر والدقيق , وهو عبارة عن خطوط وتشكيلات جمالية هندسية ترسم علي جدران المنازل في منطقة عسير منذ اكثر من ٣٠٠ سنة. يستخدم في هذة النقوش الوان تتكون من عناصر بيئية مثل الفحم واحجار الجبال الحمراء و المر والارز المحمص. ويطحن يدويا ويضاف لها مادة الصمغ عند النقش. وتستخدم الريشة للرسم من شعر الاغنام المجذب للتحكم في خيوط الرسم. هناك انواع من فن القط منها: المشط والشبكة والمحاريب وغيرها. وهناك عدد من النساء اشتهرن بالاحتراف في هذا الفن برغم عدم معرفتهم حتى للقراة والكتابة.

وقد اشتهرت رجال ألمع بالعديد من الأسواق التي نشطت بها المنطقة وقد عرفها السكان وسموها بأيام الأسبوع؛ حيث يكون لكل قبيلة سوق تتولى فيه مسائل التنظيم والمحافظة على ديناميكية العمل التجاري بين مرتادي السوق من القبائل الأخرى, وبعض تلك الأسواق كانت تتجاوز العمل التجاري فتعقد فيها الاتفاقيات وتحل الخصومات. وكانت المنطقة مركزاً تجارياً مهماً للبلاد لأنها تستقطب قوافل تجار المناطق المجاورة والمناطق الواقعة على ساحل البحر الأحمر. ولا تزال هذه الأسواق ماثله حتى اليوم رغم أن الصبغة القبلية اختفت منها وغلب عليها التنظيم المدني الحكومي .22222222212217777777777171418888888888888555555555555555551866666666661399999999999>

شاهد أيضاً

وزير التعليم يرعى احتفاء الوزارة باليوم العالمي للمعلم

صحيفة عسير ــ متابعات رعى وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان اليوم، احتفالية وزارة التعليم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com