صحيفة عسير __ متعب الوايلي:
اعتبر مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة برامج وزارة الإسكان المتوقعة بـ “الفرصة الذهبية” لإعادة الطراز المعماري والعمراني العسيري إلى الوجود، مقترحاً الاعتماد على الروح العسيرية في تصاميم المنازل التي يعتزم تنفيذها.
وأكد العمرة في تصريح صحفي أمس أن انحسار نمط العمران العسيري ووحدته المعمارية يعود إلى قلة الأيدي العاملة الماهرة وتطور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وضعف دور الجهات الحكومية والمجتمع المحلي ومؤسسات القطاع الخاص وغياب الثقافة المجتمعية.
ولمواجهة الانحسار، شدد مدير عام السياحة بعسير على أن آليات الإحياء للطرز العمراني والمعماري تشمل تأهيل الكوادر البشرية وتأسيس إدارات متخصصة في الأمانة والبلديات والتوعية إعلاميا بأهمية التراث العمراني وتوظيف المباني التراثية والتاريخية في استخدامات سياحية جديدة وتفعيل دور الجهات المختلفة في تنمية وتطوير التراث العمراني، بجانب التشريعات والقوانين الخاصة به، وإعداد تصاميم معمارية تحاكي روح العمارة العسيرية القديمة.
وأضاف: “منطقة عسير اكتسبت أهميتها الإستراتيجية في موقعها الجغرافي المميز والتنوع الهائل في المناخ والتضاريس بين الهضبة والجبل والساحل، وكونها تشكل مركزا سياحيا وطنيا، وتضم مراكز حضارية هامة وكثافة سكانية كبيرة تمثل جزءا هاما وفعالا من القوة العاملة السعودية”، مشدداً على أهمية المحافظة على التراث العمراني ونشر ثقافة التراث ومفاهيمه والارتقاء بموارده محليا ووطنيا وتقييم الوضع الراهن ومناقشة فرص الاستثمار في مواقعه ومبانيه وحث آليات التمويل لمشاريعه، بجانب تهيئة أجيال تؤمن بثقافتها وتراثها من خلال استراتيجيات مختلفة عبر التعليم والإعلام والمجتمع، وتعزيز دور الشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة، وبحث الإشكالات التقنية التي يعاني منها التراث العمراني.
وتابع: “المنطقة تضم تراثاً معمارياً فريداً ومتنوعاً، ما بين 20 مدينة و915 تجمعا قرويا أساسيا و7760 تجمعا قرويا مشمولا، يظهر في التباين الواضح في الطرز المعمارية، وأساليب البناء، مثل: العشش والأكواخ الخشبية التي في ساحل عسير البحري (الحريضة والقحمة في ساحل عسير البحري)، الأبنية الحجرية متعددة الطوابق في مناطق الأصدار بأواسط الجبال (قرية رجال بمحافظة رجال ألمع)، القرى المتكتلة المبنية على هيئة القلاع في قمم السودة (قرية السودة التراثية)، القصور مشتركة الطرز المعمارية ما بين الحجر والطين مع الرقف في الجبال المخفضة (مدينة أبها وضواحيها ومحافظة سراة عبيدة)، القصور والأبنية الطينية التي تعتمد على نظام المداميك وتكون في المناطق الصحراوية (بيشة، ظهران الجنوب)، منوهاً بأن من أهم العوامل المؤثرة في نشوء الأنماط العمرانية والعمارية، هي: عوامل المناخ، عوامل الطبوغرافيا، العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
وحول أهداف ومخرجات تطوير التراث العمراني ضمن مبادرة “عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام”، قال العمرة: “إن من بينها تأهيل القرى التراثية وتشغيلها واستثمارها والحفاظ على مواقعها”، مفصحاً أن المبادرة تضم مشاريع ضمن الخطة الشاملة لها، هي: تأهيل وسط مدينة أبها، تأهيل وسط مدينة النماص، تأهيل قصر ثربان بمحافظة النماص، الإشراف على مشروع تأهيل قرية رجال المع التراثية، الإشراف على مشروع تأهيل السوق الشعبي بمحايل عسير، الإشراف على تأهيل السوق الشعبي بظهران الجنوب، التوثيق المعماري لعشر قرى تراثية، تنظيم ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع، الإشراف على ترميم خمس قرى تراثية، دراسة لتأهيل وتطوير البلدة التراثية بظهران الجنوب، تأهيل أحدى قرى المنطقة لتكون مركزا تعليميا حرفيا طوال العام للطلاب من مختلف مناطق المملكة لتعلم اللغة الإنجليزية والفنون والحرف.
وختم مدير عام السياحة بالمنطقة بدعوة الجميع للحضور والمشاركة والتفاعل مع ملتقى التراث العمراني الرابع وهو الحدث الفريد الذي ستحتضنه المنطقة من 9 إلى 12 صفر من العام المقبل الموافق من 1 إلى 4 ديسمبر القادم.