صحيفة عسير : – شذى الشهري –
لم ترق تسريحة احدى الطالبات لمديرة مدرستها بعد عودتها من إجازة منتصف العام، فقررت الأخيرة معاقبتها بإلزامها ارتداء الحجاب طوال العام الدراسي إلى أن يعود شعرها لطوله ولونه القديمين ، ولم يكن أمام الطالبة طبعاً إلا أن استجابت للعقاب الذي وصفته بـ «الفريد من نوعه بين مديرات المدارس».
نهال : طالبة أخرى غيرت لون شعرها إلى الأشقر الفاتح واختارت له قصة حديثة احتفالاً بعقد قرانها الذي أتمته أيضاً خلال إجازة منتصف العام ، وكانت نهال ترغب في تغيير طلتها أمام الشاب الجديد الذي دخل حياتها والمرحلة الجديدة التي أقدمت عليها، لكنها اصطدمت بدورها بفرض الحجاب عليها من جانب وكيلة المدرسة أثناء الطابور الصباحي ، ولا تزال تراقبها يومياً وتفتش عنها من بين كل زميلاتها.
أم وليد : طالبة في المرحلة الثانوية تزوجت وعمرها 15 عاماً ، سبق أن خاضت تجربة مماثلة في الفصل الدراسي الماضي إذ غيرت لون شعرها كنوع من التغيير بعدما أنجبت طفلها وليد ، ولم تكن تعلم أن الحجاب سيرافقها إلى أن يختفي ذلك اللون عن شعرها ، فما إن عادت إلى مقاعد الدراسة بعد إجازة الأمومة التي دامت 40 يوماً حتى ألزمتها إدارة المدرسة بلبس الحجاب ، والتعهد بعدم تكرار فعلتها باعتبار أنها « تقليد للكفار » على حد تعبيرها.
والواقع أن وزارة التربية والتعليم السعودية منحت الطالبات حرية أوسع من خلال تعديل لوائح السلوك والمواظبة التي أعطت الطالبة حق التزين داخل المدرسة، إلا أن بعض مديرات المدارس يخفين ذلك التعديل عن الطالبات ليفرضن عليهن المحافظة على مظهر واحد لا يفرق بين طالبة وأخرى فتحظى المدرسة بلقب الانضباط والمثالية.
وتؤكد مرشدة طلابية ، فضلت عدم ذكر اسمها لـ « عسير » أن عقاب الطالبة بارتداء الحجاب إلى أن يطول شعرها، «مؤلم نفسياً وقد يصل إلى تدميرها معنوياً ويعيق بالتالي تحصيلها الدراسي»، لافتة إلى أنه «ليس من المنطق أن تحرم الفتاة طوال حياتها الدراسية من قص الشعر أو صبغه، لا سيما وهي على أبواب الثانوية، وهذا فيه هضم لحقوقها كشابة تميل للتزين والاهتمام بمظهرها».
وتقول: «فرْض الحجاب كنوع من أنواع العقاب داخل مدارس البنات السعودية بحق الطالبات اللاتي يفضلن التغيير في قصات شعورهن وألوانها بين الفينة والأخرى، اجتهاد شخصي من جانب إدارات المدارس كي تحد من انتشار الموديلات الغريبة».
وتوضح أن «لائحة السلوك والمواظبة تدرجت في معالجة مخالفات الطالبات، إذ بدأتها بالتوجيه والإرشاد وألحقتها بتنبيه الطالبة، ومن ثم استدعاء والدتها وإخطار ولي أمرها ولكنها لم تفرض لبس الحجاب حتى يطول الشعر».
وتنفي مديرة إدارة التوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم ليلى المترك : أن يكون فرض لبس الحجاب من ضمن ما يتم التعامل به في حال مخالفة الطالبة قواعد السلوك والمواظبة الصادرة حديثاً.
وتقول المترك لـ « عسير »: «من ضمن القواعد أن مخالفة التقيد بالزي المدرسي أو الدخول إلى المدرسة بهيئة مخلة بالنظام المدرسي ويقصد بها إدخال التقليعات الغريبة الدخيلة على المجتمع وغير المقبولة على الملابس، الأظافر، الشعر، الوجه والبدن … يتم التعامل مع هذه الأمور وفق إجراءات تربوية تبدأ أولاً بالتنبيه الشفوي الانفرادي من المعلم أو إدارة المدرسة عند مباشرة الموقف وبأسلوب تربوي حكيم ، وإن تكررت المخالفة تقوم إدارة المدرسة بإشعار ولي أمر الطالب كتابياً وهاتفياً بمخالفة الطالب السلوكية والتنسيق معه لتعديل السلوك المخالف».
وتشير المترك ؛ إلى أن «قواعد السلوك والمواظبة لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية تتضمن ست درجات للمخالفات السلوكية كل درجة فيها تتضمن حزمة من المخالفات الشائعة في المجال المدرسي وهذه القواعد الجديدة هي المطبقة حالياً».>