صحيفة عسير __ محمد الفلقي:
توصلت دراسة بعنوان ” معايير الجودة في الأداء التدريسي لأساتذة مقررات الدبلوم العام في التربية بجامعة الملك خالد ومدى توافرها لديهم من وجهة نظرهم ونظر طلابهم”، إلى أن الأداء التدريسي لأعضاء هيئة التدريس في برنامج الدبلوم العام عال، طبقا لآراء كل من الطلاب والأساتذة. ودعا عميد كلية التربية الدكتور محمد حسن آل سفران، صاحب البحث، إلى الاستفادة من هذه الدراسة في تحسين الأداء التدريسي لأساتذة الجامعات السعودية وبصفة خاصة كلية التربية بجامعة الملك خالد. وتهدف الدراسة إلى التعرف على مدى توافر معايير الجودة في الأداء التدريسي لأساتذة مقررات الدبلوم العام في التربية بالجامعة من وجهة نظر الأساتذة ونظر طلابهم، ومعرفة مدى توافق وجهة نظر الأساتذة وطلابهم حول مدى توافر المعايير الرئيسية للجودة في الأداء التدريسي لأساتذة مقررات الدبلوم العام في التربية بالجامعة. كما سعت إلى التعرف على الفروق الراجعة إلى اختلاف الأقسام العلمية للأساتذة واختلاف تخصصات الطلاب (علمي، نظري) حول آراء الطلاب في مدى توافر المعايير الرئيسة للجودة في الأداء التدريسي لأساتذة الدبلوم العام في التربية بجامعة الملك خالد. وأشار الباحث في إطار مشكلته البحثية إلى أن “وزارة التعليم العالي تسعى إلى تحفيز الجامعات السعودية للحصول على الاعتماد الأكاديمي الذي سيؤدي إلى جودة العملية التعليمية، وجامعة الملك خالد من ضمن الجامعات التي تسعى للتقدم في هذا المجال، وكلية التربية تعد هي الأكثر نشاطا بين كليات الجامعة في مجال الجودة بحكم تخصصها، وما يتوجب عليها من جودة وتطوير، ومن ضمن البرامج التي تقدمها الكلية الدبلوم العام في التربية، الذي يعنى بتأهيل خريجي البكالوريوس للحصول على دبلوم تربوي يؤهلهم للعمل في التعليم”. وأضاف” لأهمية هذا البرنامج وبحكم أن الباحث هو المسؤول عنه فإنه يود أن يتعرف على مدى توافر معايير جودة الأداء التدريسي لأساتذة هذا البرنامج، وقد وجد أن أفضل الطرق وأنجعها للحصول على تقويم حقيقي تتمثل في معرفة تقييم الأساتذة الذاتي لأدائهم وتقييم طلابهم لهم، وقد اختار الباحث هذين التقييمين لأنه لا يتوافر غيرهما، خصوصا أنه لا يستطيع الحكم إلا من يستطيع ملاحظة الأداء داخل القاعة الدراسية”. وتحت عنوان مصطلحات الدراسة، عرف آل سفران معايير الجودة في التعليم بأنها “مجموعة من المواصفات والسمات والاشتراطات التعليمية والتربوية الهادفة إلى التعرف على مدى تحقيق الجودة في الأداء التدريسي لعضو هيئة التدريس في الجامعة”. واستهدفت الدراسة طلاب الدبلوم العام في التربية بالجامعة، وأساتذتهم، وتكون مجتمع الدراسة من حوالي (163) طالبا من الطلاب الملتحقين بالدبلوم العام في التربية بالجامعة في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (32/1433هـ)، موزعين على التخصصين العلمي والنظري، وطبقت الدراسة على المجتمع كله لصغر حجمه، بينما تم اختيار 17 مدرسا من أساتذة مقررات أسس المناهج، أصول التربية، وعلم النفس التربوي. وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها: يرى أساتذة الدبلوم العام في التربية بجامعة الملك خالد أن أداءهم التدريسي كان عاليا، ويصنف ضمن التقدير الممتاز، ويرى طلاب الدبلوم العام في التربية بالجامعة أن أداء أساتذتهم التدريسي كان عاليا، ويصنف ضمن التقدير “ممتاز” في معياري العلاقات مع الطلاب، وتطبيق أنظمة الجامعة والتمكن من المادة العلمية، وبتقدير “جيد جدا” في المعايير الثلاثة التالية: (تنفيذ التدريس، والتخطيط للتدريس، وتقويم التدريس). ووفقا لنتائج الدراسة، فقد اتفق الطلاب وأساتذتهم على ترتيب المعايير الرئيسة لمدى توافر الأداء التدريسي، وقد كانت على النحو التالي: العلاقة مع الطلاب، وتطبيق أنظمة الجامعة، فالتمكن من المادة العلمية، ثم تقويم التدريس، فتخطيط التدريس، وأخيرا تنفيذ التدريس، كما خلصت الدراسة إلى وجود اختلاف ذي دلالة إحصائية بين تقويم الطلاب وأساتذتهم للمعايير الرئيسة للأداء التدريسي، حيث إن الأساتذة يرون أن أداءهم ممتاز على عكس ما يرى طلابهم. وورد في نتائج الدراسة أيضا أنه يوجد تأثير للقسم العلمي عند تقويم الأداء التدريسي للأساتذة من وجهة نظر الطلاب، وقد كان لصالح قسمي علم النفس والتربية على حساب قسم المناهج وطرق التدريس، كما أثبتت الدراسة الحالية أنه لا يوجد تأثير لاختلاف تخصصات الطلاب (أدبي، علمي) على آرائهم حول الأداء التدريسي لأساتذتهم. وبناء على ما توصلت إليه نتائج الدراسة، فقد قدم الباحث جملة من المقترحات والتوصيات، منها: عدم الاقتصار على رأي فئة واحدة في تقويم الأداء التدريسي لأساتذة الجامعات (طلاب، وأعضاء هيئة تدريس)، وكلما تعددت الفئات المقومة كان التقويم أكثر صدقا، كما دعا إلى الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في تحسين الأداء التدريسي لأساتذة الجامعات السعودية وبصفة خاصة كلية التربية بجامعة الملك خالد، والأخذ بمعايير الجودة في الأداء التدريسي لتقويم أساتذة الجامعات، واقترح الباحث بأن تجرى دراسة مقارنة لأداء أساتذة عينة هذه الدراسة بأداء أساتذة برنامج أو برامج مماثلة.>