رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 52- ” 6 “

صحيفة عسير

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 52-

” 6 “
الأمير حمود بن محمد آل خيرات أمير المخلاف
السليماني من سنة 1215- 1233هـ الموافق 1800- 1818م

وجود الشريف حمود في عسير من بداية سنة
1233هـ 1818م إلى منتصف تلك السنة ( 1 )
—————————————————————————————————————————-

 

( 1 ) فرسان من عسير صفحة 26 للدكتور صالح بن ناصر الحمادي , وللمزيد انظر ج1 تاريخ عسير في الماضي والحاضر من صفحة 160 – 164 , إضافة إلى ما جاء في نفح العود في سيرة الشريف حمود , وللمزيد انظر الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني للحسن بن أحمد عاكش الضمدي تحقيق أ . د إسماعيل البشري الصفحات 76 – 78 – 82 – 93 – 95 – 99 – 100 – 102 – 107 – 113 – 122 – 124- 125 – 127 – 130 – 135- 139 – 141- 146 – 148 – 151- 158- 160 – 163 – 171 – 175 – 183 – 184 – 190 – 197- 232 – 234 – 242 – 243 – 250 – 254 – 269 , وانظر ج3 تاريخ عسير في الماضي والحاضر الطبعة القديمة من صفحة 160 – 164 , وطبعة المئوية من صفحة 185 – 192 ,

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 53-

هو الشريف حمود بن محمد بن أحمد بن محمد من بيت آل خيرات الذي يُعَدَّ من

أشرف بيوت الأشراف وِلِدَ الشريف حمود سنة 1170هـ ( 1 ) ونشأ على الفروسية

وواكب الأعيان في ديوان إمارة المخلاف , وشَهِدَ النزاعات التي كانت بين إخوانه

عَقِبَ وفاة والده محمد بن أحمد سنة 1184هـ إذ تعاقب على إمارة أبي عريش

حوالي خمسة من إخوانه من سنة 1184هـ إلى سنة 1215هـ تنازع مع ابن أخيه

الشريف علي بن حيدر على الإمارة سنة 1214هـ عَقِبَ وقعة الحجرين ( 2 ) حتى

تنازل لهُ علي بن حيدر بالإمارة سنة 1215هـ كان الأمير حمود من دهاة زمانه إذ

تناقلتهُ أقلام المؤرخين والكتاّب والشعراء … حتى قال فيه حاكم بلدة

كوكبان في اليمن وقاضي حجة العلامة عبد الرحمن بن يحيى الآنسي الصنعاني ( 3 ) رحمه الله :

لِعُمرُكَ ما الليثُ الذي هوَّلوا بهِ = ولكنما الليثُ الهصورُ حمودُ

لهُ غابةً شبوا بمشتجر القنا = كما يبتدئ منها النهوضُ تعودُ

إلى لبوةِ الحربِ التي عَقُمَتْ لدى = سواهُ وأضحتْ وهي منهُ ولودُ

فأشبلها الأسدُ الضواري التي يُرى = لها جثماتٍ حولهُ وقعودُ

وبرثنه السيفِ الحرازِ ونابهِ = سنانِ صريرِ الحافتينِ حديدُ

وقمُصانهُ هذي الدروعِ وبيضها = قلانسهُ بيضِ الثيابِ وسودُ
حتى قال : أبا أحمدٍ باللهِ أشهد حلفهِ = على برها أهل الصلاحِ شهودُ
إلى أن قال : ( 4 ) على ودهِ لا رفدهِ أصلِ نظمها = وإني لأمجادِ الرجالِ وديدُ

فقوموا لها إن أنشدتْ عنده فقد = يقومُ بإحماس الرجالِ نشيدُ

فدتك الأعادي يا ابن بطحاء مكة = ومدّتك من عونِ الإلهِ جنودُ

( 1 ) الديباخ الخسرواني الهامش ( 2 ) صفحة 95 , مصدر سابق , وجاء عن هاشم النعمي في ج 3 صفحة 161 الطبعة القديمة وفي طبعة المئوية من صفحة 185 – 192 , أنه ينتمي حمود إلى الشريف خيرات بن أبي نمى الصغير بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الكبير من مشاهير أمراء مكة في وقته , وقد نزح الشريف خيرات مؤسس إمارة الأشراف آل خيرات في المخلاف السليماني في أوائل القرن الحادي عشر الهجري , ( 2 ) الديباج الخسرواني السابق , ( 3 ) المصدر السابق صفحة 96 , ( 4 ) المصدر السابق من صفحة 96 – 98 ,

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 54-

تحدّثَ عنهُ هاشم بن سعيد النعمي في ج3 من كتابة تاريخ عسير في الماضي

والحاضر من صفحة 160 – 164 ومما قال عن الأمير حمود ابو مسمار قوله :

عندما علم الأمير حمود بتأزّم موقف رجاله في عسير أسرع في حركةٍ خاطفة على

رأس جيشٍ كثيف يقوده بنفسه وفيه عددٍ غير قليل من عشيرته ولفيفٍ من رجال

بكيل ويام ومن غيرهم وسلك عقبة ضلع المطلة على أبها من الجنوب , وباغت

العسيريين على حين غرّة ( 1 ) فاستخذى أمامه من كانت تحدثهُ نفسه وظهر من

الطاعة ما كان قد أبطن واستولى على مواقع الترك في عسير وقضى على نفوذهم

قضاءً مُبرماً وأقبلت إليه قبائل عسير تعلن ولائها له وبتلك الشجاعة التي أظهرها

الأمير حمود استطاع أن يضم عسير إلى مملكته وأن يقضي على حكم الأتراك وحكم

الأمير محمد بن أحمد المتحمي على السواء وهكذا تولى على الحكم في عسير

قال النعمي : وطَلِعَ عام 1233هـ والأمير حمود في عسير والقبائل تتوافد عليه من كلِ حدبٍ

وصوب ليقدّموا الطاعة له ( 2 ) وقد ساعدهُ ما عُرِفَ عنهُ من حسن السيرةِ والعدل

والكرم والسياسة وكمال الصفات التي تصلح للملك , وكثرة الأجناد ولتلك الأسباب أطاعت لهُ قبائل عسير دونما تردد ولا التواء ,

وعلم محمد علي باشا باستيلاء الأمير حمود على إقليم عسير وضمه إلى مملكته

وطرد الحامية التركية من عسير , فأرسل محمد علي باشا جيشاً كثيفاً بقيادة المدعو

سنان اغا عن طريق القنفذة وعندما وصلت إلى حلي بن يعقوب انضم إليهم القائد

جمعة باشا هو وقواته المنهزمة في موقعة الحمة أمام جيش المخلاف جنوب رجال

ألمع بقيادة الحسن بن خالد الحازمي والحسن بن عطيف الحكمي , كما كان في

صحبة قوات محمد علي باشا الشريفين منصور بن ناصر وعلي بن حيدر لكونهما

ناقمين للأمير حمود أبو مسمار , وواصلت قوات الأتراك مسيرها إلى سراة عسير

حتى وصلت وادي تيّة وأخذت تتسلق عقبة شعار من ناحية بلدة الملاحة حيث

—————————————————————————————————————————

( 1 ) أقول كيف على حين غفلة وهناك مجموعة من قوم حمود أبو مسمار في سراة عسير بقيادة الحسن بن خالد الحازمي والحسن بن عطيف الحكمي , والحرب قائمة على أشدها .. ! وما هي مصالح رجال بكيل ورجال يام قد أنصرفوا من حدود درب بني شعبة … ولما سبق فقد يكون في النقل مبالغة ومغالطة !
( 2 ) لم افهم من خلال قراءتي أن حمود أبو مسمار قد طلب من أهالي عسير أي بيعة ولكن ربما وفد عليه بعض الوجهاء والقبائل رغبةً منهم لا رهبة ولا طلباً من الأمير حمود أبو مسمار ,

سائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 55-

————————————————————————————————————

تمركز الأمير حمود أبو مسمار وقواته , واشتبك حمود وقومهِ مع الغزاة في قتالٍ

عنيف إذ كان حموداً يقود قومه مباشرة , وبعد أن لعلعت قوابيس البارود بين

الجانبين والتحم الجيشان وما هو إلاّ يوماً أو بعض يوم حتى ولّتْ القوات التركية

الأدبار فانقضت قوات الأمير حمود أبو مسمار من كل جانب ووقعتْ الهزيمةً النكراء

في صفوف الأتراك وقُتِلَ منهم أعداداً كبيرة , وعلم رجال عسير الذين كانوا يتربصون

بأحد المنهزمين ( 1 ) فانقضوا خلف فلول الأتراك وقضوا على من بقي منهم , وكان

ضمن ضحايا تلك المعركة كلٍ من قائد الحملة التركية سنان اغا والشريف منصور

بن ناصر الذي ساند تلك الحملة ضد عمه حمود , وبعد نهاية المعركة عاد الأمير

حمود إلى مخيمه ببلدة الملاحة ورايات النصر تخفق فوق رأسه , قال النعمي :

إلاّ أن المنية عاجلته قبل أن يتمكن من جني ثمار انتصاره في عسير حيث أُصيب

بمرضٍ ألزمه الفراش مدة من الزمن وفي يوم الأثنين 14 من شهر ربيع الأول سنة

1233هـ توفي الأمير حمود أبو مسمار عن عمرٍ يناهز الثلاثة والستون عاماً إذ

كانت ولادته سنة 1170هـ ووفاته سنة 1233هـ فكان دفنه رحمه الله بالظهرة

المعروفة بظهرة حمود والواقعة على ضفاف كُظامة الملاحة في قرية الملاحة

إحدى قرى بني مالك عسير , يقول النعمي أنها لا زالت تُعرف باسمه حتى الآن .

وقبل ذلك في السنة 1217هـ كان بين أمير عسير عبد الوهاب بن عامر وبين

أمير المخلاف السليماني بعض الخلافات مما جعل أمير عسير يذهب إلى المخلاف

ببعض قومه ولكن الأمور قد ألت بين الأميرين إلى المصالحة وبقاء حمود أبو

مسمار على إمارة أبي عريش , وبعد ذلك استولى الشريف حمود على مدينة مور

اليمنية وبندر اللُّحية وامتدت يداهُ إلى الجهات ( 2 ) اليمانية ,,
———————————————————————————————————————–

( 1 ) أرى أنهُ كان أولى وأربى بالمتربصين من عسير أن يساندوا ويعاضدوا قوات حمود ضد قوات الغزاة الأتراك ,

بدلاً من التربص بمن سا ينهزم ! ( 2 ) الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني صفحة 102 ’

سائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 56-

————————————————————————————————————

ويمضي هاشم النعمي في الحديث عن حمود أبو مسمار حتى قال : وقد وفد عليه

الشعراء وامتدحوهُ .. ومنهم الشاعر شبيب العراقي الذي قال في قصيدة منها :

تَرَدَتْ جديلاً حالِكَ اللونِ مُرسلاً = وقامتْ فهزمت سمهرياً معدلا

تبـدتْ فـلـمـا آنـستـنا قد تـقـنّـعـت = وسلت من الاجفان سهما منبلا

فما حجبـت احداقها تبتغي الفتى = ولكن تقى سهماً لترصد مقتلا

حـــواجـبـها حُجــاَّبـها وعيــونــها = عيون تقى ورد الخدود المعثكلا

وشعشع من خلف البراقع كوكب = بـدا فـي جـلابـيـب الحـديـد مــسربلا

تـبـسم عــن در نـضـيـد تشرّبتْ = ثناياه من ريق الكواعب اعسلا

فما اسطعتُ عن ترشيفهِ من تبصّرٍ = فـــمــا صـــبر صـــياد تـنـور مـنهـلا

إلى غيرها من القصائد التي قيلت في حمود أبو مسمار عندما كان في بلاد

عسير والتي لم أرى أنهُ قد أتى من المخلاف ليضمها إلى مملكتة , ولكن لينقذها

هذا ومن خلال متابعتي لسرد مجريات الأحداث والتغيرات في عسير , وامتدادها إلى

داخل المخلاف السليماني وفي تلك الأثناء قد ظهر من التنافر الذي كان يغلب عليه

طابع التقارب ( 1 ) بين أُمراء عسير وبين بعض القبائل وأعيانها وكذلك نرى نفس

المعيار بين أُمراء عسير من آل أبي نقطة وبين بعض ُمراء المخلاف ومنهم حمود

أبو مسمار وحسن بن خالد الذين قضيا نحبهما فيما بعد وهما يُقاتلان فلول الغُزاةِ

الأتراك في ربوع سراة عسير, ونرى من تحالفَ معظم أُمراء عسير وأُمراء المخلاف

السليماني وقبائلهم عند الصعاب وخطب الملمّات وخطر الشدائد , مِثالاً نادراً لو ,,
———————————————————————————————————————–

( 1 ) هذه محاولة للتدليل على ما استنتجت من متابعتي لما قيل التنافر والتقارب عند الشدائد فيما يلي ” ” أ ” أستنتج من تدخل الأمير سعيد بن مسلّط اليزيدي المغيدي ومشايخ عسير في المصالحة بين الأمير محمد بن عامر وبين قبائل رجال ألمع سنة 1216هـ مؤشراً فريداً في حب تغليب وترجيح مصالح العسيريين العليا على الضغائن والمصالح الشخصية , وأستنتج نفس الشيء في الحفاظ على خارطة إقليم عسير بين أُمراء آل يزيد وأُمراء المتاحمة , ” ب ” تحالف الكثير من أُمراء عسير ومنهم سعيد بن مسلّط وعلي بن مجثّل ويحيى بن مرعي ومحمد بن دهمان إلى جانب الأمير محمد بن أحمد المتحمي ورفاقه من ربيعة ورفيدة مثل – محمد بن عائض بن جبران – و محمد بن أحمد حواّن – وأبو مانع – ومحمد بن زامر ” جثمة ” إضافة إلى معدي بن مهمل من بني مالك – ومشيط بن سالم من شهران – وبن حرملة ومداوي بن شفلوت من قحطان – ويحيى بن ناشع من بني شهر من قبائل رجال الحجر , وقد نجم عن ذلك التحالف إخراج قوات حسن باشا المتواجدة في بلدة طبب في منتصف سنة 1232هـ , طالع كتاب دور آل المتحمي من صفحة 147 – 159 , ” ج ” أيضاً تحالف معظم الأُمراء والقادة السابقين مع أُمراء المخلاف السليماني ضد حملات محمد علي باشا على عسير , وعلى أثر ذلك التحالف كان حسن بن خالد الحازمي وحمود أبو مسمار على رأس قوات المخلاف السليماني في سراة عسير وما ذلك إلاّ مناصرةً منهما ومؤازرةً لإخوانهم في الدين والعقيدة والانتماء , ويقيناً منهما أن ما حل ببلاد بعسير سيحل بأراضي المخلاف السليماني يوماً ما !, راجع من صفحة 231 – 254 كتاب الأُمراء اليزيديون ,

سائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 57-

—————————————————————————————————–

تتبعنا ما قد سبق ذلك التحالف من الخلافات بين بعض أُمراء عسير وبعض أُمراء

المخلاف السليماني وما نتج عن ذلك من الخسائر والتبعات التي قد أودت بحياة

البعض من القادة والأعيان والجند , ولكنهم قد تجاوزوا تلك السوابق وتبعاتها

تاركين الأحقاد والعصبيات والتنافرِ وراءَ ظهرهم , جاعلين من أمر الغزاة الأتراك

على الجزيرة العربية والمنطقتين هماً مُشتركاً وتحالفاً مُظَفّراً وحزماً وصموداً موفقاً

مما يبقي لهم سجلاً تاريخياً حافلاً بالتضحيات والبطولات , ما يُخلّدُ في ذاكرة التاريخ

وسيبقى لذلك التحاف أثره البالغ في تاريخ الجزيرة العربية , وتاريخ المنطقتين مما

تتوارثهُ الأجيال , لما يحويه ذلك التحالف من الأنفة والشرف والسودد ..

سبق للأمير حمود أبو مسمار خلال السنين من سنة 1217هـ إلى سنة 1223هـ

التوسع في الجهات الجنوبية للمخلاف السليماني , كما أسلفنا في بندر مور واللُّحيّة

وبلدة متسبّا من لواء حجة وبلدة الزيدية شرق الحديدة وأخذ الحديدة بعدها , ثم

أخذ الشرف وملحان وحفاّش وحجة , ودير عطا , وقضى على فساد الشيخ إبراهيم

الكلفود وقبائل الصليل ( 1 ) شمال الزيدية السالفة الذكر , كذلك أخذ الشريف حمود

مطرح الفقيه صالح العلفي , وجبال الشرف , وبلدة باجل شمال شرق الحديدة بمسافة

حوالي 55 كيلاً , ( 2 ) واشتغل الأمير حمود بالتملك في اليمن , وأختط بلدة الزهراء

أي الزهرة من بوادي وادي مور ( 3 ) وأحيا الشريف حمود أراضي كثيرة بتلك

النواحي , وبقيت الأمور بين الإستقرار والاستنفار لحمود أبو مسمار في جنوب

المخلاف السليماني , وكان إمام صنعاء المتوكل على الله أحمد بن علي بن العباس

يبعث عساكره لمناجزة قوم الشريف حمود في ضواحي زبيد , عن طريق والي

حجة يحيى بن علي بن سعد خصوصاً بعد مطلع سنة 1228هـ ( 4 ) لكن كان

النصر حليفاً لحمود أبو مسمار وقومه , وفي سنة 1229هـ جهّز المتوكل جيشاً ,,

——————————————————————————————————————–

( 1 ) جميع المسميات جنوب المخلاف السليماني هي من المدن والموانئ اليمنية عدا إبراهيم الكلفود وقبائل الصليل من قبائل عك باليمن .. الديباج الخسرواني من صفحة 102 – 106 ,

( 2 ) باجل مدينة من أعمال الحديدة بتهامة اليمن المصدر السابق صفحة 105 ,
( 3 ) وادي مور من أعظم أودية اليمن وربما أسماهُ بعض المؤرّخين القداما بوادي ” ميزاب تهامة ” المصدر السابق صفحة 107 ,
( 4 ) المصدر السابق الصفحات من 127 – 135 ,

سائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية الأمير حمود بن محمد آل خيرات الملقّب ” أبو مسمار ” – 58-

——————————————————————————————————————-

كثيفاً , وتقابلت الفئتان وكانت أحوال الفريقين متكافئة , ثم رجحت الكفة ( 1 ) لأصحاب

الشريف حمود في ذلك المقام , لكنه قُتل السيّد محمد بن خالد الحازمي ( 2 ) وبعد

ذلك طلب الشريف حمود السيّد محسن بن علي الحازمي من أبي عريش ومعه

بعض الرجال إلى بلدة ” حيس ” أو الحيس , وبعد وصول محسن إلى حيس دارت

الحرب بينه وبين يحيى بن علي بن سعد حول جبل الكولة وأنصاب محسن الحازمي

برصاصة أودت بحياته ( 3 ) , ودخلت سنة 1230هـ وبعد منتصف تلك السنة كان

هُناك خلاف بين بعض أشراف آل خيرات إذ أعتقل الأمير حمود ابن أخيه يحيى

بن حيدر, وعلى أثر ذلك الأعتقال خرج الشريف علي بن حيدر والشريف منصور

بن ناصر وغيرهما من الأشراف من المخلاف إلى الحجاز وعَقِبَ وصولهم إلى مكة

التقوا بحسن باشا فقرر لهم ما يقيم أحوالهم وحسّن لهم أن يكونوا بجهة حلي بن

يعقوب ووعدهم بالنصر عن طريق محمد علي باشا متى ما فرغ من الدرعية وفي

شهر شوّال من تلك السنة طرح الشريف في قرية الجربة ( 4 ) وقد صدر من أهل

جبل سلا مخالفة , فقصدهم حمود بقومه وحاصرهم حوالي خمسة اشهر لكن لم

يبلغ منهم حمود أمله إذ قُتِل من قومه الكثير إضافة إلى أحد قادته في تلك

الأثناء وهو السيّد ناصر بن حسين الحازمي ( 5 ) وعقب تلك الوقيعة جعل حمود

ابنه أحمد بن حمود الذي كان عاملاً لهُ على زبيد , بدلاً من ناصر الحازمي فهاجم

أهالي سلا بقبيلٍ من بكيل ففرقوا أهالي ذلك الجبل وشتتوهم في الجبال والشعاب ,

واستمر حمود أبو مسمار في انتصاراته على الناكثين والمتمردين في المخلاف

والنواحي الجنوبية حتى سنة 1233هـ التي صعد فيها إلى عسير وبقي بها حتى

وافاه الأجل بالملاحة , هذا يسيراً من مناقب الأمير حمود رحمه الله , ( 6 )

————————————————————————————————————————–

( 1 ) الديباج الخسرواني صفحة 132 ,

( 2 ) المصدر السابق نفس الصفحة ,
( 3 ) المصدر السابق صفحتي 133 – 134 ,
( 4 ) اسم الجربة يُطلق على عدة مواضع – منها قرية على ظفاف وادي مقاب – وقرية في بلغازي جهة العيدابي –

وقرية في جهة هروب صفحة 136 المصدر السابق , ( 5 )

المصدر السابق صفحتي 136 – 137 , ( 6 ) المصدر السابق سرد طويل من صفحة 138 – 198

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية ” الوزير الحسن بن خالد الحازمي

” – 59-

” 7 “
الوزير الحسن بن خالد الحازمي , ووجوده في عسير ..

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية ” الوزير الحسن بن خالد الحازمي ” – 60-

سنستعرضُ في هذا البحث أمراً يسيراً من نسب وسيرة الوزير الحسن بن خالد الحازمي العالم الجليل الشريف النسب إذ هو :

حسن بن خالد بن عزالدين بن محسن بن عزالدين بن محمد بن موسى بن

مقدام بن ( 1 ) حوّاس بن مقدام ابن علي بن الهماّم بن محمد بن حسن بن حازم

بن علي عيسى بن حازم بن حمزة بن محمد بن علي بن أحمد بن قاسم بن داود

بن إبراهيم ابن محمد بن يحيى بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنّى بن الحسن

السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه , وقد استوطن الحوازمة ببطن

وادي صبيا ( 2 ) ولكنهُ قد حصل بين الحوازمة وبين بعض أمراء جازان من

الأشراف القبطيين حروبٌ منذُ سنة 882 هـ 1477م تقريباً , إذ قام شريف الحجاز

محمد بن بركات بالحرب على أمير درب النجا الشريف أحمد بن دريب أبو الغوائر,

ومن بعد ذلك أتت قوات المماليك المصريين عن طريق السويس ومياه البحر الأحمر

في أسطولاً بقيادة حسين الرومي الذي تقدّم إلى جنوب الهند ( 3 ) ثم عاد إلى عدن

ومن بعد ذلك تأزمت الأمور بين قايتباي أحد مماليك مصر والعثمانيين سنة 884هـ

وازداد التوتر في عهد المملوكي قنصوة أو قلنصوة الغوري بشان احتلال بعض بلاد

القدرية بلدة (مرعش) التي كانت حاجزاً بين مملكة المماليك وبلاد السلاطين العثمانيين

مما حدى بقنصوة الغوري ( 4 ) إلى دعوة ملك فارس آنذاك للقيام بالحرب على تركيا ولكن دون جدوى ..

هذا وبالعودة إلى سيرة الوزير الحسن بن خالد الحازمي الذي نشأ ببلدة ضمد وقد

تعلم العلم في مقتبلِ عُمره حتى أصبح عصامياً نجيباً , إذ تلقى تعليمه الأولي على

يدي كُتّاب قريته الضمدية ثم ألتحق بحلقة الشيخ أحمد بن عبد الله الضمدي ,,

—————————————————————————————————————————-

( 1 ) من رسائل الوزير الحسن بن خالد الحازمي صفحتي 10 – 11, للدكتور عبد الله أبو داهش , وللمزيد انظر مادة كتاب الديباج الخسرواني للحسن بن أحمد عاش الضمدي , ( 2 ) المصدر السبق , من رسائل الوزير الحسن بن خالد صفحتي 12 – 13 , وللمزيد انظر نفح العود للبهكلي ,
( 3 ) نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود الصفحات 26 – 27 – 28 – 29
( 4 ) المصدر السبق صفحة 29 , وأنظر ما جاء عن جزيرة كمران في حواشي نفح العود من صفحة 25 – 28 ,

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية ” الوزير الحسن بن خالد الحازمي ” – 61-

ونهل منها من علوم الفقه والنحو حتى صار مرجعاً لأهل عصره ( 1 ) إذ كان من

أول من تعلم العلم على يدي عُلماء بلده , ثم أهتم بجُلِ العلوم وفتح الحلقات وبدأ

ب تعليم طُلاّب العلم من المبتدئن وبعض العلماء ومنهم الشيخ يحيى بن محمد القطبي الذي قال في الحسن بن خالد الحازمي :

أيا ولداً صرت لي والداً = ولا عَجَبَ أن يشيخ الوليد

لعلم الصغيرِ وجهل الكبيرِ = فينحط هذا وذاك يشيد ( 2 )

وإني يا ذا العُلاء والكمال = ويا من هو المستقيم الرشيد

أحبُّ حُضوريَ في مجلسٍ = بهِ الدرسِ علّي بهِ أستفيد

وتســـمعُ أُذني عِباراتكم = عسى أن يعيهُنّ ذهني البليد

فقل كيف قصّرتَ في ذا المرام = تركــتَ وغُـصـــنُـكَ رطـبٍ يمـيد

فأصبحتَ قد عَوجَ العودِ منكَ = فها هو على الغمـز قاسٍ شديد

إذا رمت بالغمز تقويمهِ = كسرتَ وأن تترُكَـــنّه يعـود ,

أمتد تعليم الحسن بن خالد الحازمي إلى أهالي عسير ونجد واليمن ( 3 ) إذ قيل أن

عبد الله بن سرور اليامي وبعض عُلماء عسير أخذوا العلم عن الحسن بن خالد ( 4 )

حين وجودهم في تهامة , إما أهل نجد فقد استفادوا من الحازمي عندما وفدَ إلى

الدرعية كما جاء عن عبد الله البسّام ( 5 ) من الحديث عن إجازة علمية للشيخ

سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب التميمي من الشيخ الإمام الحسن بن

خالد الشريف الحسني الحازمي وتجدر الإشارة في رسائل الحسن بن خالد الحازمي

إلى أن بعض طلبة العلم اليمنيين قد وفدوا إلى المخلاف السليماني في عهد الحازمي

وتتلمذوا على يديه ( 6 ) كذلك الحسن بن أحمد عاكش أحد تلاميذ الحازمي ,,
———————————————————————————————————————

( 1 ) من رسائل الوزير الحسن بن خالد صفحتي 20 – 21 ,
( 2 ) المصدر السابق صفحتي 23 – 24 , ( 3 ) المصدر السابق صفحة 26 , ( 4 ) المصدر السابق نفس الصفحة 26 , ( 5 ) المصدر السابق صفحة 27 , ( 6 ) المصدر الساابق نفس الصفحة 27 ,

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية ” الوزير الحسن بن خالد الحازمي ” – 62-

الذي وصفهُ بالقدرة الذهنية , وحسن التدبير وصلابة الرأي إذ جمع بين السياسة

والكياسة , كما وصفه العقيلي بإنهُ ذا علم ومعرفة ويميل إلى معالي الأمور ويتحلى

بروح الحليم , ويحسب للعواقب حسابها , خاطب القاضي العلامة عبد الرحمن البهكلي

بشأن سقوط الدرعية سنة 1233هـ مُستشعراً من ذلك توسعاً للبلاء ضارباً أروع

الأمثلة أخذاً من نواصي الكلم ودلائل الحكم , عالماً بما يتحتم على وزارته وما

تستدعيهِ سفارته في تلك الظروف ( 1 ) إذ كان قائداً لحملة المخلاف السليماني إلى

عسير لمحاولة صد عدوان محمد علي باشا على عسير سنة 1232هـ وتوحيد جبهة

موحدة للدفاع عن بلدان عسير والمخلاف ( 2 ) على حدٍ سواءَ , وقد قيل فيه شعراً

جاء السراةَ فدان العالمون بها = لما يقولُ لهم في الوردِ والصدرِ

وقام فيهم بأمر اللهِ مُحتسباً = بالعرفِ يأمر وينهاهم عن النُّكرِ

ثم استقر على ذا الحال آونةً = وبعدها جاءهُ جيشٌ من التترِ

فقام بالسيفِ يرديهم ويهزمهم = أذاقهم بعدَ صافي الماء بالكدرِ

لكنّهُ بعد ذاك الحال صادفهُ = من المنيّة محتومٍ من القدرِ ( 3 )

فكان مقتلهُ في وقعتٍ حصلتْ = في شهر شعبان تحقيقاً بلا نَكَرِ

وكان مشهدهُ في تربةٍ شَرُفتْ = على البقاعِ وكان القبرُ في شُكرِ

فقد أصبح الحسن بن خالد الحازمي من أبرز شخصيات المخلاف السليماني منذُ ما

يُقارب النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري ( 4 ) إذ كان قائداً ووزيراً لأمير

المخلاف السليماني الشريف حمود بن محمد آل خيرات , وكان للحازمي أثراً كبيراً

في المجال الفكري والأدبي والسياسي في المنطقة خاصة وفي بلاد الجزيرة العربية

عامة من قبل سنة 1217هـ حتى تاريخ وفاته ,,
———————————————————————————————————————–

( 1 ) من رسائل الوزير الحسن بن خالد الحازمي من صفحة 28 – 47 , ( 2 ) الأمراء اليزيديون من صفحة 261 – 271 , ( 3 ) في الأصل ( لكنه بعد هذا الحال صادفه ) ج3 تاريخ عسير في الماضي والحاضر لهااشم النعمي صفحة 166 , تقريظ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي , ( 4 ) الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني للحسن بن أحمد عاكش الضمدي تحقيق أ د إسماعيل البشري صفحة 63,

رسائل المَحبّي التاريخيّة في بعض شخصيّات الجزيرة العربية , الرسالة الثانية ” الوزير الحسن بن خالد الحازمي ” – 63-

في شهر شعبان من سنة 1234هـ ( 1 ) في سراة عسير ( 2 ) إذ بعث الشريف

حمود أبو مسمار وبالوزير الحسن بن خالد الحازمي , وبالقاضي الحسن بن عطيف

الحكمي في أواخر سنة 1232هـ على رأس حملة من رجاله إلى عسير وفي

طريقهما إلى بلاد عسير التقيا بحملة القائد التركي جمعة آغا ببلدة الحبيل جنوب

محافظة رجال ألمع اليوم ودارة بين الفريقين معركة حول جبل الحمة ( 3 ) أنهزمت

فيها القوات التركية أمام قوات المخلاف السليماني بقيادة الوزير الحسن بن خالد ,

والحسن بن محمد ( 4 ) عطيف الحكمي وواصل الوزير الحسن بن خالد سيره إلى

سراة عسير فاجتمع لهُ منهم الكثير إذ كانت للوزير الحسن بن خالد الحازمي منزلتهِ

الكبيرة وشخصيتهُ العظيمة التي قد تكوّنت من خلال الواقع الذي كان يعيشه

الحازمي في حين قد تناولهُ الكثير من المؤرخون والكتاب ومنهم :

الحسن بن أحمد عاكش الضمدي – ومحمد بن أحمد العقيلي – وعبد الله بن محمد

حسين أبو داهش – وصالح بن علي السنيدي – وعبد الله بن حمير السابر الدوسري

وهاشم بن سعيد النعمي – وأحمد موسى عباس – وعمر بن غرامة العمروي –

وعبد الله بن علي بن مسفر , وغيرهم , وتناولتهُ بعض الدوريات ومن أهمها مجلة

العرب , رحمه الله وأسكنهُ جنّات النعيم ,,
————————————————————————————————————————

( 1 ) الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني صفحة 63 , وللمزيد انظر تاريخ عسير ط1 ج3 صفحة 166 لهاشم النعمي ( 2 ) قُتِلَ الوزير الحسن بن خالد رحمه الله بين جبال المخابي والمذخرات , المسماة قديما ( شكر ) غرب جبل ضمك ومدينة الملك فيصل العسكرية اليوم ( 3 ) ج3 ط1 تاريخ عسير السابق في الهامش ( 1 ) أعلاه من صفحة 160 – 166 , تقريظ الشيخ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي وللمزيي انظر دور آل المتحمي الصفحات 313 – 314 – 315 , ( 4 ) تارة يُقال الحسن بن محمد عُطيف – وتارةً أخرى يقل الحسن بن علي عُطيف ! >

شاهد أيضاً

ينطلق الجمعة 19 أبريل..
 
“جمعة الماجد للثقافة والتراث” ضيف شرف مهرجان الجبل الثقافي الـ3

صحيفة عسير _ يحيى مشافي تنظم جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع دائرة السياحة والآثار …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com