المسكنات الفارغة أنهكت الجسد

بقلم _ حسن سلطان المازني

في كل كارثة تحل بمنطقة من مناطق المملكة يتقاطر الوزراء ووكلائهم مسرعين الى مكان الحدث ثم يعودون مسرعين ايضاً ترافقهم التصريحات الرنانة كالرحاء الخالية من الحب لتكون جعجعة بلا طحين …
ليت معاليهم يريحونا هم ومتحدثوهم الرسميين لتلك الوزارات من التصريحات التي لا تعدو كبنج موضعي يتسلون به على آلام ومعاناة المواطن المكتوي بنار الضياع والاهمال …المواطن لم يعد بحاجة الى مسكنات فارغة بل يبحث عن عمل فاعل حقيقي ترتسم معطياته وابعاده على ارض الواقع لقد تعب المواطن من الاحلام واتعب معه مفسروا تلك الاحلام (الاضغاث) التي هي في واقع الامر لاشئ…
يأتي معالي الوزير الى موقع الحدث وهو في عجلة من امره تتسارع خطاه الى حين اتى تاركاً خلفه كل المعناة ومسبباتها وهكذا دواليك في كل ملمة تلم بالارض والبشر ويبقى المواطن يلوك خيبة الامل بمرارة فمعالي الوزير لم يفتح ملف من ملفات المعاناة واسبابها خلال زيارته الخاطفة… سمع ورأى معاليه بعض المعاناة ولكنه لم يسمع ويرى تفاصيل مسبباتها فعاد كما جاء …
الدولة لم تقصر ونحن نظلمها لو قلنا انها قصرت فقد ضخت مليارات الريالات بسخاء على مشاريع البنى التحتية ولكن من اشرف ونفذ هم المقصرون هم من تسبب في هذه الكوارث التي لاتلبث ان تأتي رشة مطر إلا وتكشف سوءة التنفيذ في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط من وطننا الحبيب الدولة يحرسها الله لم تبخل بل صرفت على المشاريع ما لا يتخيله عقل ويدركه حس الا من كان ملتصقاً بتلك الجهات التي وللاسف اقول إن الامانة لدى الكثير ملقاة على رصيف الضياع وهناك سببين جوهريين اولهما غياب الضمير وللاسف الشديد وثانيهما غياب المحاسبة الحقيقية لكل مقصر فإذا غابا الضمير والمحاسبة ضاعة الطاسة معهما…
نحن بحاجة الى مراقبة حقيقية على المصروف من مبالغ طائلة لتلكم المشاريع وبالتالي متابعة التنفيذ لها بضمير حي ومحاسبة اي مقصر محاسبة قوية تعطي المدلول الحقيقي على ضبط الايقاع وعدم ترك الحبل على الغارب لكل مفسد ومتهاون فقد جاءت الامطار الاخيرة وما قبلها لتكشف وبجلاء حجم مستوى الاهمال والفساد ولم يعد بمقدور الجهات المعنية حجب الحقيقة بغربال مهترئ…
اوقفوا الاهمال والفساد بقوة وبحزم فقد أستنزف خزينة الدولة يا رعاكم الله…
لنا كبير الامل في الله ثم في سلمان الحزم والعزم وولي عهده الامين وولي ولي العهد التدخل العاجل والفوري لمعالجة وضع الاهمال والفساد ولو كان آخر العلاج هو الكي لكل مهمل وفاسد بل البتر لكل عضوٍ فاسد لتستمر عجلة التنمية لهذا الوطن كما خطط لها قادتنا وكما يأملون ونأمل نحن والله من وراء القصد.

 >

شاهد أيضاً

رحيل البدر مكتملا .. ساحة الوطن العربي تودع قيمة أدبية أبدعت في إستنهاض إيقونة الشعر

صحيفة عسير _ رصد ومتابعة : أحمد السلمي ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر شوال …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com