عسير صحيفة عسير الإلكترونية
إنطلقت مبادرة (فطن بداري) من خلال مكتب تعليم محافظة الخميس معلنة ولوج البيوت بالمحافظة لتسكن بدارهم وتصبح أنيسهم ومضمد لجراحهم, فهذه المبادرة ليست وليدة صدفة بل هي من أهم الحاجات والضروريات الدينية التي يجب على الجميع تأصيلها وتنشئة الأبناء على مفرداتها وقيمها.
وما يثلج الصدر ويطيب الخواطر ويشيع البهجة في النفس أن الوطن الغالي يحوي من الأوفياء المخلصين من أبنائه الكثير الكثير, فما أن لوحت مبادرة فطن بداري بغاياتها وأهدافها السامية في أفق أهل الصدق والوفاء, إلا وهبوا إليها مخلصون مبادرون ولتحقيق التعاون مساندون, ليتحد مكتبي التعليم بالمحافظة بنات وبنين لتأتي الشراكة المثمرة بكل أطيافها الوطنية في تساند وتعاضد آلي, فهذه استاذة الاجتماع والخدمة الاجتماعية د/فتحية القرشي بجامعة الملك عبد العزيز تسمع النداء ملبية لتاتي إلى المحافظة من جده تاركة كل شيء لتنادي بأعلى صوتها الوطن لايعدله حب ولا يقاس برهان, نادت الأمهات بمرارة الخوف على الوطن من طيش الشباب والإنصياع والضياع وراء المرجفين المنافقين, وهذا أستاذ الاجتماع وعلم الجريمة, جامعة الإمام بالرياض, د/ إبراهيم الزبن يصوت من شرق السعودية عبر الهاتف بأعلى صوته كلنا نحمل هوية وإنتماء رافعًا راية التربية السليمة والقيم الجليلة بأنها تبنى من الداخل, والأسرة هي النواة, وهذا صوت البلدية بخميس مشيط, يشارك بنشر الثقافة في الشوارع ليساعد في تسكين فطن بالدور والمنازل, وهذا صاحب وكالة إعلان وهذا رسام وتلك مصممة ألوان وتلك مدربة تدرب العقول والأذهان, وهناك صاحبة إحصاء ونسب ومؤشرات تقيس وتحلل وتستنبط, وهذا إعلامي ومرشد تربوي يحارب بقلمه كل فكر ويضيء بكتابه أرض الوطن, ليكتظ المكان بالأمهات ولم يبق فيه قيد أنملة, ومع هذا كان الهدوء يخيم على المكان بصمت مطبق لسماع كل كلمة تبنس بها مدربة أو راعية للمكان, فحب الوطن لايضاهى, فتفاعلت الأمهات هنا والأباء هناك منددين بكل فكر منحرف مجددين الولاء للوطن ولا غير الوطن, ويجتمع الجميع تحت عباءة وطن حبيب عزيز لا نرضى جميعًا غيره وطن.
ويأتي الصوت من بعيد مناديًا لمجتمع المحبة والرشاد هلموا يدًا واحدة ضد فكر متطرف ومؤثر عقلي يعيق التنمية لتجتمع القلوب وتنضوي مشروعين وطنيين تحت لواء واحد هو الوحدة الوطنية, فيصافح المشروع الوطني الوقائي فطن تملكه وزارة التعليم, ويمثله مبادرة (فطن بداري) مثيله المشروع الوطني نبراس مالكه وزارة الداخلية ويمثله مبادرة (حصين) فتتفق الرؤى وتتمتع بأرضهما الأهداف السامية ليصبح لسان حال فطن بداري لاخوف علي إذا كان نبراس معي ويقع بجواري, وشيء بدهي يتصافح الأوفياء وتتفق المبادرات وتسعى الأمنيات بتوحيد الصف والعيش بأمان, فقد كانت وما زالت المجتمعات الإنسانية تبحث طيلة عمرها الموغل في القدم، إلى منهج يحقق لها الحرية والكرامة والعدل والمساواة بل فطرتها كانت دائمًا تطمح للوئام والسلام, وكلما أُرْسلتْ إليها نبوة صادقة هادية، تأخذ بيدها إلى صراط مستقيم عتَّمت عليها بعض الأفكار الضالة والجاهلية الجهلاء، وحرَّفَ تعاليمَها أحكامًا لم يأت الله بها من سلطان.
ذلك أن المبادئ القويمة للعدالة والمساواة والكرامة، تقتضي ألا يكون بين البشر استبداد وظلم, وإنما اشتراك في التدبير العام لأمرهم، حسب مقاييس القدرة والخبرة والصلاحية والتوزيع العادل للمهمات، والإستفادة المتوازنة من الخيرات, وعليه كم نتمنى أن يسكن فطن بداري كل وزارات المملكة ومؤسساتها, لنزداد عمقًا بكل معطيات الإنتماء والتنمية.
ولدحض وطرد أصحاب الضلال والفكر المضل وأن لا يحولوا بيننا وبين أبنائنا يجب أن نسمع ونصغي أسماعنا لتنبيه قادتنا بوجوب الإنضواء والتكاتف من أجل البقاء بأمن وسلام وأمان، ولتتداعى في قلوبنا بذلك الأماني بأن يحفظ الله قادتنا وينصرهم على من يعاديهم, فيزداد الواثقون بربهم ثباتًا وصلابة وعزيمة وقوة اندفاع وتسديد، وتنشحذ أذهاننا وقلوبنا بحثًا عن الطريق واستجلاء لمجاهله واستبيانًا لغياهبه، وبذلك تتقلص بيننا على تباعدنا الفوارق وتلغى المسافات، في استقصاء نَيِّـرٍ رشيد للوسائل والغايات, ونحن بذلك أيضًا نحرص على الحق لا نعير أهمية لمن يقرع أجراس النذالة، لأننا على حق في نفوسنا، عَرَّف به كبيرُنا و صغيرنا, ضعيفنا و قوينا, فالمؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
مشرفةالتخطيط والسياسات
هيلة فنيس فهد القحطاني
مكتب التعليم بمحافظة خميس مشيط
>
