صحيفة عسير – أبها :
وجد احتفال مدينة أبها بلقب عاصمة السياحة العربية ٢٠١٧ م نهاية الأسبوع المنصرم، إصداء عالمية، وتناقلت عدد من الشبكات والمحطات ووكالات الأنباء العديد من التقارير عن الحدث واحتفاليته، إلى جانب إبراز معلومات عن المدينة والسياحة في المملكة، يأتي في مقدمتها شبكة CNN ووكالة ريترز.
وتناولت شبكة CNN الاحتفالية والأغنية الخاصة بهذه المناسبة، وما شهدته من ألعاب نارية وعروض عالمية وغيرها، متطرقة إلى اختيار المنظمة العربية للسياحة التابعة لجامعة الدول العربية المدينة للفوز بهذا اللقب، وأنه جاء استناداً على معايير ترتبط بالبنى التحتية، وحماية البيئة، والموارد السياحية، وتنوعها.
وقالت CNN: تُلقّب مدينة أبها الموجودة في منطقة عسير بـ “عروس الجبل،” وهي أول مدينة سعودية تحصل على هذا اللقب، بعدما حازت مدينة جبيل اللبنانية، على هذا اللقب في العام 2016، ومدينة الشارقة الإماراتية، التي لقّبت بعاصمة السياحة العربية في العام 2015، وعاصمة كردستان العراق إربيل، التي كانت عاصمة الثقافة العربية في العام 2014، مبينة أن هذا الحدث يأتي في خضمّ الجهود الحثيثة لتفعيل قطاع السياحة في البلاد، مستعرضة تصريحات سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بشأن تخصيص الحكومة مبالغ تصل إلى 720 مليون دولار لمشاريع سياحية داخل المملكة، بجانب الإشارة إلى إعلان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أوائل الشهر الحالي عن خطة لافتتاح أكبر منتزه ترفيهي ثقافي رياضي في العالم في منطقة الرياض، واحتضان المملكة لفعاليات أخرى مثل معرض “كوميك كون” وفعالية “يوتيوب فان فيست” في مدينة جدة، وفعاليات أخرى كالحفلات الموسيقية والغنائية.
واستعرضت CNN معلومات عن أبها كارتفاعها بأكثر من ألفي كيلومتر عن سطح البحر، وتميزها بمناخها المعتدل وتضاريسها الغنية بالجبال، والوديان الخضراء، والبحيرات، والشلالات، ما يجعلها مميزة بين المدن الخليجية الأخرى، والتي لديها المناخ الحار والجاف، ناهيك عن وجود المنتزه الوطني الأول في المملكة، والذي يمتد من جبال عسير حتى البحر الأحمر غربي المملكة والذي يضم مصعد تلفريك يصل بين سلسلة جبال عسير وقلب مدينة أبها، إلى جانب الآثار التي تعود إلى الحقبة العثمانية وما قبلها.
في المقابل، أكد وكالة “رويترز” أن أبها تختلف عن غيرها من مدن السعودية، وتشتهر بمساحاتها الخضراء الشاسعة وطقسها المعتدل ومناظرها الطبيعية الخلابة، وأن ذلك ساهم في إعلانها عاصمة للسياحة العربية 2017 لتصبح أول مدينة في المملكة تفوز بهذا اللقب.
وقالت “رويترز” إن: اختيار أبها عاصمة للسياحة العربية 2017 أكثر من مجرد رمز، فهو يعني أن المدينة سوف تتلقى استثمارا حكوميا للمساهمة في تعزيز السياحة والاقتصاد المحلي، مستشهدة بتصريحات رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وذكرت “رويترز” أن أبها بيئة طبيعية للعديد من الحيوانات البرية النادرة مثل النمر العربي والوشق والقط البري والذئب العربي، كما أن بها 359 مسجدا تاريخيا و510 مواقع أثرية، وأنه يتبعها مليون نسمة، وتضم 4000 قرية تراثية يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 1500 عام.
كما استعرضت “رويترز” آراء لمجموعة من الحضور للاحتفالية، فقالت طفلة من أبها تدعى فجر المقرفي أثناء حضورها احتفالات المدينة “أنا سعيدة لأن أبها مدينتي أصبحت عاصمة السياحة العربية، وإن شاء الله تكون هناك احتفالات أكثر”.
وأضافت امرأة من أبها تدعى مها محمد “أمدح مدينتي صراحة وأفتخر فيها لأنه أجواء (جميلة) وتعامل ناس راقي جدا وكل شي فيها تمام وأنصح الناس بزيارتها.”
من جهته، دعا أمين عام التنشيط السياحي بمنطقة عسير سابقا مساعد رئيس مجموعة MBC الدكتور محمد العضاضي إلي استثمار الأصداء العالمية لإطلاق أبها عاصمة للسياحة العربية باستحداث فعاليات ضخمة كالأنشطة الترفيهية والثقافية مع توجه الأنظار أكثر للمدينة حتى تستقطب السياح من كافة أنحاء الوطن العربي، مشيرا إلى أن المقياس في النهاية سيكون مدى استفادة السائح.
وأعاد بالذاكرة لتجربته في التنشيط السياحي قائلا: “أنني عملت في هذا المنصب آواخر التسعينات لرغبة المسؤولين آنذاك في إيجاد جهاز تنفيذي للفعاليات التي كانت تقام على مدار العام، خصوصا في فصل الصيف، وأبها كانت سباقة بالنشاط الفني والرياضي، مع استحداث مهرجان للتسوق وملتقى ثقافي، ونرى أن سمو الأمير فيصل بن خالد أمير المنطقة عازم على المضي قدما لمواصلة تطوير الأنشطة والفعاليات وحتى البنى التحتية”.
من جهته، أبدى مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة أمين عام اللجنة العليا لبرامج وفعاليات احتفالات أبها بلقب عاصمة السياحة العربية المهندس محمد العمرة سعادته بتلك الإصداء، مشيرا إلى أن العمل لن يتوقف عن الاحتفالية الكبرى التي رعاها سمو أمير المنطقة وبتشريف وحضور سمو رئيس السياحة والتراث الوطني وعدد من وزراء السياحة والسفراء العرب. بل سيمتد لتنظيم فعاليات تواكب الحدث الكبير، مؤكدا أن الآمال والتطلعات لتطوير القطاع السياحي في المدينة لا حدود لها.
>