السفر إلى مدن الأمس

أحمد صالح الشهري

كم احب السفر إلى مدن الأمس..كم أحلم بالماضي..
الأحلام جنان بلا عناوين.تقابل فيها أصدقاء الطفوله .تعودون أصدقاء لبعض الوقت.
بلا أسماء,بلا مساكن,الأهم من ذلك كله.بلا أسئله عن كم لديك الآن !
ترانيم في وتر يعزف بالبنان.شريط في مسجل !
خلاخيل تنشد في أقدام بيض ..عجائز يحملن حلوى
كؤوس مرتعشه في أيد لم تسكر قط..شاي الجمر لا يسكر
تلك كانت صباحات الصغر!
حين كانت الأيدي اصغر من أن تحيط بها السلاسل . ذكريات منحوتة في جدار روح, لكنها آفله .يا للندم!
حلمت البارحه..بها .كتبنا معا فصلا من رواية رمليه.وافترقنا قبل أن تستيقظ الشمس.
قالت:في روحي نار وأجبت : الجمر أعراب وقلبي خيمة شيخ
نوايا ترفرف كحمام عائد قبل غروب.لا يفهم لغة الحمام من ولد في عصر الكهرباء!
من لم يستيقظ ذات ليلة على غيمة تقول بلغة الماء : إدخل دارك.
من لم يشاهد الثياب معلقة في حبل يمتد من شجرة إلى حجر ناتىء في بيت شعبي
ما أجمل الماضي وهو يخطر في خطى لا تخشى الدروب
خطى تولد وتشيخ كل يوم من فرط الفرح.
لتنام على أذان العشاء بعد أكثر من قبله.من شمس ,أعني أم ,تشرق كل لحظه.
لا كلمات قبل النوم. الكلمات في تلك الأيام نجوم في سماء النوم!
الكلمات في الأحلام تأتي راقصه.كأعشاش على شجرة سمر تصلي على “زبير”
تركع وتسجد كلما أذنت الرياح..تصلي لله ولا تسقط الفراخ
أحلام تلك الأيام…
وسائد للقلوب المتعبه.من فرط الضحك.ومطاردة اليعاسيب.كم أشفق عليهم!
ليس اليعاسيب فقد طارت ولم تسجن..بل هم..
جيل نيدو !
من لم يسمعوا نقيق الضفادع من حقل مجاور ليلة مطر.
من لم يشعلوا الفانوس اكثر من مره والفانوس يرتجف.
من لم يروا شعلة الميفا في الصباح!
من لم يروا القطعان وهي تودع صغارها قبل أن تغادر باتجاه الوادي البعيد
من لم يشربوا الماء النائم في برك المطر بعد إستئذان العناكب الحمراء
بنات الغيوم الهائمات في الحقول الممطوره
من لم يحموا ” العذوق “من تائهات العيون!
من لم يصرموا ومن لم يرمدوا,,
من لم يعتمروا السعف ولم يتعطروا بالريحان ولم يغنوا لغيمه!
ذهبت اللغة كثيرا باتجاهك يا تهامه!! لنعد!
عندما كنت صغيرا…كنت أحلم اكثر..أحلاما بلون السماء قبل المصابيح
كم فكرت .أين يقيم أولئك الذين نقابلهم في الأحلام
لا يشبهون سكان القرى ولا يلبسون أردية المدن
هل يأتون من فردوس يستوطن قلب طفل.
أم من جنة مخبأة خلف جفن ملاك
لماذا تلبس الفتيات منهن الفساتين العربيه.
الأولاد لماذا يبتسمون بلغة الحمام البري.
سمرة الوجن وحناء اليدين وميمات تسكن أحداق الكلمات.
مثلنا في كل شيء
ومع كل ذلك لا يخرجون من خنادق النوم
أحلام الماضي عيون رضع واحلام اليوم كفوف ذات أخاديد
أحلام الماضي أجمل .>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com