لازالت الحياة توجعني

بقلم_ ألمعية

قد أصبحت مؤمنة بأن لاشيء يستحق أن أحزن لأجله، لأن الأصل في هذه الحياة هو الفراق والفناء، مهما عشت سعيدا أو حزينا.

ستترك كل شيء خلفك وتمضي لتلحق بركب الراحلين عن هذه الدنيا الفانية.
ولكن خلق الإنسان هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، فلا يفتأ يتوجد لفراق أحبة، أو خسارة عزيز ، أو ذهاب أمنية.
وحينما أضع رأسي على وسادتي وأنا أبكي بحرقة لايعلم بلهيبها إلا الله، وكل تلك الجراح تملأ قلبي، وأنا أشتم رائحة دماء قلبي النازف تمتزج بأنفاسي، وكل ذاك الحطام يملأ نفسي الحزينة، حين ذلك، أعلم أن عين الله الرحيم ترقب حزني وإنكساري ووحدتي، وأشعر بأن لطفه الخفي سيتسلل إلى روحي الفائضة حزنا وألما .
ماكان الله اللطيف الخبير، ليدعني أقاسي تلك الآلام لوحدي، أثق بأنه سيغمر قلبي الحزين الكسير بعطفه الكبير ولطفه الخفي، كيف؟ ومتى ؟ وأين؟!
لا أعلم، وليس ذاك شأني، بل هو شأن من هو كل يوم في شأن، يدبر الأمر كيف يشاء.
مع ذلك لازالت الحياة توجعني، وخوض صراعاتها كل يوم يرهقني ويستنزف صبري وطاقتي وتفاؤلي حد الفناء.
في كل صباح أفتح فيه عيني على الحياة مجددا ، أشعر بالخوف مما سيحمله لي هذا اليوم، وأتمنى من كل قلبي لو أني لم أستيقظ من نومي أبدا، ولكن أعود فأتذكر ماتمليه علي الحياة من واجبات تجاه غيري، فأستجمع البقية الباقية مني لأنهض ، محاولة لملمة ماحطمه الغير في، لأجل أن أعطي آخرين ينتظرون مني هذا العطاء، دون أن يعلموا أن ما أعطيهم ، هو من ذاتي وقوتي، وصبري وتجلدي .
في محاولة مضنية مني ،لإخفاء تلك الجروح النازفة، وكتم أنين روحي المتوجعة، وبذل مجهود مضاعف لإقناع كل من يلقاني أني بخير، بخير تماما.
وكم أحترم نفسي حينما أكون في قمة ضعفي وانكساري وخيبتي، وعيناي غارقتان بالدموع، ثم أمسح تلك الدموع بيدي وأعدل من هيئتي، وأستجمع قواي، وأرسم على وجهي ابتسامة عريضة ، وأخرج للآخرين وكأني أبدو في أفضل حالاتي.
هنا أحترم نفسي كثيرا، وأصفق لها طويلا، على كل تلك الشجاعة والتجلد الذين أبديتهما وأبديهما دوما للآخرين.
ولكن بمجرد انفرادي بنفسي، تتهاوى تلك الصابرة كجبل من الجليد، إنهار فجأة وأحدث دويا مريعا، لكن لم يرى ولم يسمع بذلك الإنهيار سواي أنا، أنا فقط.>

شاهد أيضاً

بإشراف من مدير فرع " فنون " بيشة
 
إشادة من المتدربين والجمهور لورش المسرح من ” الفكرة إلى الخشبة “

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : بإشراف من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون ببيشة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com