بقلم : أ.عائشة الحارثي
نظر إلى ذلك المنزل الكبير ذو التصميم الأنيق والأضواء المنيرة الساطعه والنوافذ اللامعه، حوله حديقة كبيرة خضراء ملفته للأنظار منزل فاره يكسوا الجمال جميع اجزائه،فأستوقفه جمال ذلك المنزل لتذكر منزله الصغير المتهشم ذو الطلاء الأصفر المتصدع عن جدرانه،ونوافذه المكسوره وأبوابه المحطمة منزل لا يلفت من نظر إليه بل يشفق على ساكنيه،بدأ مقارنه بين مظهر هذا المنزل الخلاب ومنزله الذي يشعره بالخجل والآسى.شعر بالضيق خلالها ورثى لحاله وحال منزله وأكمل مسيره،عائدا إلى والدته وأسرته المتماسكه التي تغشاهم المحبه والسكينة الداخليه
والبيت الدافىء السعيد من الداخل رغم كآبة منظره من خارجه.لم يكن يعلم حينها إن هذا المنزل الكبير الرائع كئيب من الداخل رغم رحابة مظهره خارجا التي تدل على أن سكانه تلفهم السعادة في غلاف ذلك المنزل .كانوا سكانه لا يشعرون بالإستقرار الداخلي والإطمئنان والسعادة يعيشون بلا هدف ولا جهد ولا شقاء كأنهم تحف ضخمه في زوايا المنزل منزلهم ضيق رغم اتساعه وأسرتهم مشتته ومشاكلهم كثيره ، إن خلف الأبواب المؤصده خفايا لا ندركها.وإن المقارنه بين ما يملك غيرنا وما لا نملك مقارنه غير عادله فنحن ينقصنا ما يملكون وهم ينقصهم ما نملك فهكذا هي الحياه تأخذ من هذا وتعطي ذاك وإن الحكم على مظهر الأشياء حكم كاذب فالباطن هو من يحمل الحقيقه،وإن الأرزاق مقسمة بين خلق الله فلا ترهق نفسك في النظر لأرزاق غيرك وأنظر إلى ما رزقك الله لأنه لو أخذ منك نظرت كثيرا إليه،فالمال ليس قنديل السعادة.
إنما السعيد من أغمض عينيه عن نعم غيره
وحدق النظر في ما بحوزته من النعم
ومن شكر الله كثيرا حتى نال الرضى
>