أ.د. فالح بن رجاء الله السلمي
مدير جامعة الملك خالد
قفزة نوعية تاريخية خطتها “المملكة العربية السعودية” حين أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مشروع “نيوم” الضخم الذي سيكون علامة دالة في تاريخنا الوطني ، وتحولا إيجابيا للاقتصاد السعودي الذي سيحقق من خلال هذا المشروع الرؤى الكبيرة التي نظَّرت لها رؤية 2030 ، عبر تركيز المشروع على عدة منطلقات تفيد من موقع المملكة عموما ، والمشروع خصوصا ، وهو ما يعد فرصة استثمارية هائلة للشركات العالمية في ظل وجود مناخ استثماري متميز يعطي الثقة والاطمئنان لرؤوس الأموال .
إن الرؤية السعودية الجديدة رؤية نوعية على كافة المستويات ، وهي بداية حقيقية لوعي استثماري حقيقي ، يدخل في شراكات عالمية ، ويستثمر خبرات هذه الشركات ، وإمكاناتها لبناء مستقبل واعد للاقتصاد السعودي ، منطلقة مما سبق وأشار إليه سمو ولي العهد من خصوصية موقع “المملكة العربية السعودية” المتميز والملائم تماما لمثل هذه المشروعات ، وهي رؤية تأكدت اليوم وفق رؤية فكرية ثقافية واضحة صاحبتها ، وقد أشار لها سموه بكل وضوح حين أكد أن المملكة لن تسمح لقوى التطرف والظلام المتلبسة بالدين أن تعيق هذا التوجه ، الذي يعتز “بالإسلام دينا وسطا” وهي الوسطية التي نراها بوضوح في المواطن السعودي المتسامح الراغب في الاستفادة الاقتصادية ، وضمان مستقبل أولاده وأحفاده .
لقد كانت نبرات سمو ولي العهد ، ولغة خطابه واضحة جلية للجميع وهي تؤكد أن الدولة لن تسمح لأحد أن يعيق هذا التوجه الحضاري المستنير ، فنمو وازدهار الاقتصاد السعودي غير الريعي توجه علمي واع ، يقف خلفه قرار المسئول الفطن ، ورغبة المواطن المؤمل ، ولن تسمح الدولة لكائن من كان أن يقف في وجه هذا التوجه الجديد ، باسم التطرف وتلبس عباءة الدين والمتأمل لحديث سمو ولي العهد اليوم سيقتنع أن التوجه الجديد توجه حضاري يؤكد على قيم الوسطية الإسلامية العالمية ، حين قال :” إننا سنعود إلى ما كنا عليه ، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى الأديان ” وجاءت الإشارة المهمة الثانية في لقائه حين قال :” 70% من الشعب السعودي دون سن الثلاثين ، وبكل صراحة لن نضيع ثلاثين سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة ،سوف ندمرهم اليوم وفورا ” وأقول : إن التحولات التاريخية الاقتصادية المثمرة هي التي كانت تنطلق من رؤية تنظيرية تعي الإشكالات الثقافية والاجتماعية ، وهو ما بدا واضحا في رؤية سمو ولي العهد حفظه الله ، وأثق أننا قادمون على تغييرات إيجابية متميزة على كافة المستويات . ولن يكون هناك تراجع أو تخاذل بحول الله ، فالجميع متضامنون مع الرؤية الاقتصادية الواعية ، حريصون على أن يعيشوا حياتهم في سلام وحب وأمن واستقرار وسكون حزم المسئول ضمانا بحول الله لهذا المستقبل الحافل الواعد . >