الحواشي : جريمة قرية الدالوه إرهاب للآمنين وقتل للأبرياء

image

صحيفة عسير – محمد الفلقي :

أدان واستنكر أمام وخطيب الجامع الكبير في خميس مشيط، الشيخ أحمد بن محمد الحواشي ، الجريمة الإرهابية التي وقعت في قرية الدالوه بمحافظة الأحساء الاثنين الماضي ، واصفاً إياها بإرهاب الآمنين وقتل الأبرياء، وقال: ” هذا عمل إجرامي ، ترفضه كل الديانات السماوية ، والقيم الأخلاقية والإنسانية ، وهو عمل مرفوض كائناً من كان وراءه . هذا العمل ديننا براء منه ، ومن قام به ( خوارج ) ، استحلوا الدماء ، والإفساد في الأرض والفساد في الأرض جرم عظيم ، فالله تعالى قال : { ولا تعثوا في الأرض مفسدين }. فعند النظر والتأمل في كتاب الله نجد التحذير من أنواع الفساد ، التي من أهمها الكفر والصد عن سبيل الله ، وإضلال الناس ، والتشكيك في دينهم ، والسخرية بالمؤمنين ، وإلحاق التهم بهم ، وسرقة الأموال الخاصة والعامة ، وسفك دماء المسلمين بغير حق ، وسفك دماء الآمنين وإخافتهم وترويعهم.. كل ذلك إفساد في الأرض ” .

واستدرك : ” ولكن يبقى قتل النفس التي حرم الله موبقة وجريمة نكراء ، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات ) ، وعدَّ منها ( قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ) ، فمن قتل مسلماً متعمداً فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل في قوله { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما ً} ” .

وبيّن الحواشي أن الأحداث الإرهابية التي شهدتها هذه البلاد، ومنها ما حدث في شرق الرياض في العام 2003م ، وغيرها من أنحاء وطننا الكبير ، في شماله وجنوبه وشرقه وغربه ، وآخرها ما حدث في بلدة الأحساء ، هي أعمال تختلف في طرق تنفيذها ، لكنها تمثل أعمالاً إرهابية ، لا يقرها دين ولا مجتمع ، هدفها زعزعة أمن وطننا وخلق الفتن ونقل الصراعات من هنا إلى هناك ، إلا أنها فشلت وواجهت قوة في ترابط المجتمع وتلاحمه ووقوفه صفاً واحداً في وجه كل عابث بأمننا وبلادنا .

وقال الحواشي : ” هؤلاء الخوارج قتلوا أرواحاً بريئة آمنة في الأحساء ، بين أطفال ورجال وشيوخ ، وقتلوا بعد ذلك عدداً من رجال الأمن ؛ لأن الفكر الذي يحملونه والتوجه الذي ينتهجونه لا يفرق بين صغير وكبير ، ولا ذكر ولا أنثى ، ولا سني ولا شيعي ، ولا شمالي ولا جنوبي ، ولا شرقي ولا غربي . وهذه الأعمال ديننا براء منها ، وبراء منهم . القتل والرعب وسفك الدماء ونشر الفوضى غايتهم . ولكن ما يثلج الصدر ويقر العين قوة التلاحم والتعاضد ، ووجود خليط ومزيج بين شرائح المجتمع السعودي من الصعب تفكيكه أو التشكيك فيه . وهذا الخليط زاد من قوة الوحدة الوطنية ” .

ونبه الحواشي وحذر من أن تكون تلك فتنة أراد بها من افتعلها خلق النزاع الطائفي ، معتبراً ذلك ” عدواناً ظالماً غاشماً ، لا خير فيه ، وإن كان نجح في أماكن أخرى بعيدة عن وطننا فلن ينجح أبداً في بلادنا ، في بلد تعايش فيه أبناؤه على مبدأ لا تفرقة ، وعلى التعاون وروح الجسد الواحد “.

وأكد الشيخ الحواشي أن هذه الأعمال تأتي من اليأس الذي يعيشه أعداء الدين وأعداء هذا الوطن بعد فشل مخططاتهم وتفجيراتهم ، وبعد نجاح الأمن السعودي خلال السنوات الماضية في وأد الإرهاب في مهده ؛ لذا سلكوا طرقاً أخرى لنشر الفتنة وتفريق الصفوف ، فتفرقت بهم الطرق .

وقال إمام وخطيب الجامع الكبير في خميس مشيط إن ما حدث زاد من تماسك المجتمع السعودي بشرائحه كافة ، وخلق نسيجاً مشتركاً من الحب والألفة ، لن تشقه أي أفكار أو مخططات أو محاولات لبث الفرقة . فأهلنا وإخواننا في الأحساء ليسوا كغيرهم ، بل يختلفون كثيراً عن غيرهم في أماكن أخرى ؛ فقد شكلوا نسيجاً وتعايشاً قروناً طويلة ، وظهر نجاح هذا التعايش الجميل في التفاعل الكبير والحزن العظيم الذي عم أرجاء الوطن لما حصل .

واعتبر الشيخ الحواشي أن ” من يعلم أي معلومة تساعد رجال الأمن في القبض على هؤلاء المفسدين ثم يكتمها فهو خائن لدينه ووطنه ، ومن يؤويهم أو يطعمهم أو يتعامل معهم فهو في الجريمة شريك، وخصمه رب العالمين ” .

وأوصى الشيخ الحواشي أبناء المجتمع السعودي بقوله : ” وطننا مستهدف، وتذكرون هذه المقولة على لسان وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله – الذي كان يعلم أموراً لا يعلمها الكثير عندما قال ( وطننا مستهدف ) . وأوصيكم اليوم وغداً في دينكم ووطنكم الذي أصبح هدفاً لأعدائه ، فالسعودية أعزها الله بنعمة الإسلام ، وشرفها بالبيتين ( مكة والمدينة ) ، وأتى الملك فيها برجال لا تأخذهم في الحق لومة لائم ، وجعلوا خدمة الدين سنام غاياتهم ، وخدمة الشعب أول اهتماماتهم. وطننا يعيش في نعيم لم يعشه أحد من قبلنا ، في الزمن البعيد والقريب ، ونحن مسؤولون أمام الله عن كل ذلك . يجب أن نعيش الواقع ، ونشكر النعم ، فمن أفدح الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه أن يجعل حاضره ينوء بأعباء المستقبل . ينبغي أن ننظر إلى ما بين أيدينا ، لا إلى ما ينقصنا . ينبغي أن نشكر النعم التي نحن فيها الآن . ينبغي أن ندرك عظيم نعم الله علينا عملاً بقول النبي عليه الصلاة والسلام ( من أصبح آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) ‏” .>

شاهد أيضاً

هيئة النقل تعفي الجهات التعليمية الأهلية من الحد الأدنى للحافلات

صحيفة عسير _ الرياض أعلنت الهيئة العامة للنقل عن استثناء الجهات التعليمية الأهلية من تطبيق …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com