بقلم / سعيد محيا
الناس اليوم في الصداقة ألوان، منهم من يراها وهماً لا وجود لها ، يا أصدقائي.. ليس هناك أصدقاء إلا قليل من تجد صديق حقيقي اليوم ! كما أن هناك من يؤمن بوجود صديق صادق ، ولكنه يرى أن الباحث عن الصداقة الحقيقية كالذي ينقب عن المعادن النادرة، لذا يقول هنري آدمز ( إذا كان لك صديق واحد فأنت محظوظ، وإذا كان لك صديقان فأنت أوفر حظاً، فإن كان لك ثلاثة فذلك مستحيل ) .
من يعيش مع تجارب الأصدقاء يجد أن هناك أصدقاء للقلب يبقى لهم الوجود إلى جانبك وتجد كل منهم يسأل عنك ويبحث عنك ولا يسمع إلا لك ، وربما يجلس ويأكل معك ويشرب القهوة معك ، وأصدقاء مصالح سرعان ما تنتهي تلك المصلحة بعد ما يجد غيرك وسرعان ما يتخلى عنك وينكر جميلك عليه وهؤلاء هم أحقر الناس في المجتمعات ولا يثمر فيهم المعروف ، والعلاج أن تعتبرهم أموات بعيداً عن تفكيرك أو الانشغال بردة تصرفاتهم القذرة والوقحة..
لذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: «إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً * فدعه ولا تكثر عليه التأسفا..
الصداقة قيمة كبيرة و يجب الحفاظ عليها دون صدمات أو زلات تعكر صفو تلك الصداقة ، وتبقى تلك الصداقة عنوان التقدير والاحترام المتبادل بين الصديقين.
إن الصداقة أجمل معاني العلاقات الإنسانية، و الصديق الحقيقي هو قد يكون سبباً في سعادة صديقه ، لكنه يحزن وقت حزنه ويفرح بفرحة .
ليس الصديق هو من يشاركك أيام الرخاء، لكنه الذي لا يتخلى عنك حين عوزك.. تلك هي الصداقة وهذا هو الصديق بكل ما تعنى كلمات الصداقة .
>