هذه الكلمات ، لايمكن أن تقرأها إلا ملحنة ، إذ أنها جاءت على لسان الشاعر الشعبي محمد بن ثايب الشهراني … ، وهو يحذر من الانسياق إلى بؤر التوتر في مناطق الصراع ، التي يقال إن فيها جهاداً ، إذ يذهب الشاب فيُحرق ، وكأنه حطب …
وبالرجوع إلى ( أقعد عندي ) فالشاعر لا يرى الخروج ، فهو يفضل القعود بدلاً عنه ، والقعود هنا أليق من الجلوس ، إذ إن القعود يعني الالتصاق ، والمكوث في المكان ، وفي المعجم : أقْعَدَ بِالْمَكانِ : أقَامَ بِهِ
وهو يطلق على من كان واقفاً ، إذ يؤمر بالنزول والقعود على مقعدته ..
ولو قال : اجلس عندي ، لما أدت المفردة المعنى المطلوب ؛ لأن الجلوس يطلق على من كان نائماً ، أو مائلاً : وفي الحديث : كان متكئاً فجلس .
وفي قوله عندي : لفظ يرمز إلى الوطن ، فحفظ الراس ( مقعدن في الوطن ) وإنه وطن ليس ككل الأوطان ، فبلدة طيبة ورب غفور ، وصحة في بدن وأمن في وطن … كلها مغريات بالقعود …. والتمتع بالحياة الكريمة فيه ….. ويعرف هذا أهل الخارج ، أكثر من أهل الداخل ، وللأسف …..
وفي ظل استتباب الأمن ، تنهض الحياة من حولنا ، فلا خوف ، ولا جوع ، ولا فقر ، ولا مرض . بحول الله
وماذا لو تهيأت الحياة من حولنا ، ولا أمن فيها … فلن يكون للحياة لا طعم ولا لون ، وليتها تذهب كل عناصر الحياة ويبقى الأمن “الأمنُ مع الفقر خيرٌ من الخوف مع الغِنَى”.
ويكفينا الأمن فقط ….“فالأمنُ أهنأُ عيش، والعدلُ أقوَى جيشٍ”
وفي قوله : ( برتكان ) دلالة على نمو الحياة ، إذ أن البرتكان- برتقال – في النبات من فروض الكفايات …… ومن المكملات الغذائية غير الأساسية ، وإن أرضاً يأكل أهلها البرتكان ، وهو غذاء غير أساسي ، لن يعدم فيها الميرة ،…. الأساسية ، وأهله لا تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير …. ، وإذا كانوا كذلك ، فلن يبيعوا أوطانهم فجأة ، إنهم يعرفون نعمة الله ثم لاينكرونها .
هذه المعاني : لعلها دارت في ذهن الشاعر ، فقالها شعراً ولعلها لم تدر …. .
د. علي يحيى السرحاني
google.net2@hotmail.com
جامعة الملك سعود بن عبدالعزير الصحية – الرياض>