بقلم -حصة محمد
في فرصة سانحة حظيت بزيارة سريعة لمنشأة ما لأحدى الجهات استقبلتني فيها مسؤولة العلاقات العامة بحفاوة شكرتها عليها نهاية زيارتي ، وفوراً بدأت أُعرّف بنفسي بسرد سريع للبطاقة الشخصية والسيرة الذاتية بناءً على طلب المسؤولة ، وبدأت حديثي معها بمفردنا لكني أنهيته بوجود ثلاثة أشخاص آخرين في المكتب وقد تحولت المقابلة بشكل غير مُعد له إلى إجتماع طارئ انتهى بتوقيع عقد الاتفاقية، حينها تأكدت من تمام ونجاح الإستراتيجية التي أستخدمتها خلال الدقائق القليلة التي أسهبت فيها الحديث.
هذه الإستراتيجية منتشرة على نطاق واسع وقد حظيتْ بإهتمام الكثير لكنهم قلة الذين يستخدمونها ويطبقونها ولعلي اصبحت مؤخراً أحد هؤلاء القلة حينما ذُهلت بالنتائج التي رأيتها، وهي تقوم على عدة أسس قيمة، ولعل أهم هذه الأسس هي الثقة بالنفس بالإضافة إلى القدرات والمهارات التي يمتلكها الشخص.
هذه الإستراتيجية تسمى بـ “التسويق الذاتي او تسويق الذات” وهي أن يقوم الشخص بالتسويق لنفسه والتعامل معها كمنتج يُسوق له، حيث يُرغِب الطرف الآخر بهذا المنتج.
وأهم أساليب المسوق وهو الطرف الأول “المنتج” في التسويق هي المهارات التي يحتاج إليها الطرف الثاني “المستهلك” حيث يقوم بسرد قدراته التي تعتبر مركز قوة تميزه عن “منتج آخر” فيقوم بالتركيز على النقاط التي يَرغب بإظهارها و يؤكد عليها وهذا من خلال تجاربه التي خاضها مسبقاً “الخبرة” ثم يستند على نجاحاته السابقة، وهكذا يكون قد قدم نفسه بشكل جيد كمنتج ذَا جودة وقيمة.
هذه الإستراتيجية رغم شهرتها الذائعة كأحد أهم الأساليب الناجحة إلا إنني لم أخذها بعين الإعتبار كثيراً وهذا قبل الفترة الاخيرة كما ذكرت سابقاً، لكنها بالتأكيد اصبحتْ اهم الركائز التي أعتمد عليها مؤخراً بجميع مقابلاتي الشخصية سواءً في الجانب العملي او حتى الإجتماعي.
هذه الإستراتيجية هي ما يستخدمها المعلم مع طالبه حتى يحبب إليه المادة فنراه من أوائل المتفوقين لديه ، وهي ذاتها التي يستخدمها الباحث عن العمل مع جهة التوظيف ، وصاحب المناقصة مع صاحب المشروع، والبائع مع العميل بمراكز البيع.
وهي الإستراتيجية التي يستعملها من أصبحوا في قائمة المؤثرين مؤخراً والتي غيروا من خلالها معرفاتهم الشخصية في مواقع التواصل الإجتماعي من مجرد “نك نيم” إلى معرف آخر لا يقل عن ثلاثة أسطر كمشروع أستثمار يسرد به مجاله وبناءً عليه يبني نجاحاته.
إذاً فالتسويق الذاتي إجراءٌ يضمن نجاحنا غالباً، بغض النظر عن نوع المقابلة او نوع الغرض القائم خلفه.
جربوها كما فعلت وستعتمدونها كطريقة موثق بها أيضاً كما فعلت.
>