الأبناء ثلاثة أنواع، أروعهم من يرفع رأس والده وكل من يعرفه بخلقه الرفيع وقيمه العظيمة والنجاحات المستمرة
التي وفقه الباري عز وجل لها،، والنوع الثاني هم نوع ال average متوسطي الأداء في كل شيء،، والنوع الثالث أعاذنا الله وإياكم هم أصحاب التصرفات السيئة والسلوكيات المخالفة ومدمري مقدرات الوطن وأهل المنكرات والخطايا خافضوا رؤوس كل من يعرفهم، نسأل الله لهم الصلاح والتوبة النصوح التي تعيدهم للصواب وطرق الفضيلة.
الجميع يذكر قصة ولي الأمر الذي استدعاه مدير الثانوية التي يدرس فيها أحد أبنائه، جاء الأب مسرعا ومبتهجا وحسن الظن يسيطر على تفكيره وكان يعتقد أن طلب مدير المدرسة له من أجل مشاركة مسؤولي التعليم في تكريم ابنه الذي كان يحسبه من المتفوقين وأصحاب التميز الدراسي والدرجات المرتفعة!! وللأسف حصل ما لم يكن في الحسبان حينما دخل الأب واتجه لمكتب المدير ولم يشاهد احتفال ولا مسؤولين ولا شهادات تكريم وإنما شاهد طالبا يلف الشماغ على وجهه ورأسه للأسفل!!
سيطرت خيبة الأمل على الأب واختفت علامات الفرح والفخر وحل مكانها طاقة إحباط وخسارة وعلامات الخيبة على محياه حينما اكتشف أن الطالب الملثم هو ابنه الذي كان يعتقد بأنه الطالب النجيب!!
طلب منه مدير المدرسة الجلوس وقدم له المحضر الذي يحتوي على مخالفات كبيرة فعلها ابنه والعقوبات التأديبية التي صدرت بحقه وعلى الأب التوقيع على ذلك المحضر واستلام إنذارا بفصل ابنه في حالة تكرار أي من تلك المخالفات.
أمسك الأب المسكين بالمحضر وسقطت دمعته على الورقة أثناء توقيعه ثم نظر إلى الإبن وقال يا بني إن لم ترفع رأسي بأفعالك وأخلاقك وانجازاتك فأرجوك لا تخفضه بسلوكيات قبيحة وأمور رديئة تحرمنا من الراحة وتجلب لنا المشاكل.
الكل يعرف قصة الأب الذي ذهب لمركز الشرطة لاستلام ابنته التي تم القبض عليها مع مجموعة من أصحاب المنكرات في إحدى الاستراحات!! سقط الأب مغشيا عليه وأصيب بجلطة دماغية جعلته يفارق الحياة بعد أشهر من القبض على فلذة كبده التي كان يعتقد بأنها عفيفة شريفة وصاحبة أخلاق إسلامية عالية.
أيها الأبن تذكر أن تسأل نفسك قبل أي تصرف تنوي القيام به أو أي سلوك قررت فعله، هل هذا الأمر سيجعل الله يرضى عني حينما أقوم به؟؟ ثق بأن ضميرك سيقدم لك الجواب الصحيح.
أيها الأبناء لا تفسدوا حياة الآباء والأمهات بأفعال مشينة تجعلهم يتحسرون على أنفسهم ويكرهون حياتهم ويتمنون مغادرتها.
ما أكثر جوانب الحياة المنيرة والمشرقة،، اجعلوها وجهتكم وتجنبوا مغارات ومتاهات السوء وأهل السوء.
وتذكروا دائما ( إن لم تسهموا في رفع رؤوس الأباء والأمهات فلا تكونوا سببا في خفضها ).
بقلم / حسن بن مانع آل عمير>