بقلم حسن بن مانع آل عمير
معظم الكتاب حول العالم يستمدون أفكارهم وأحداث رواياتهم من واقعهم الذي يعيشون فيه. في هذا المقال سأكتب عن أمثال وقيم ومبادئ وأخلاق سامية شاهدتها وعايشتها وتعلمتها من رجال كان لهم أثر رائع وبصمات حسنة على حياتهم وحياة من حولهم.
تعلمنا من كبار السن في عسير – حفظهم الله وأمد الله في أعمارهم على الخير والصلاح- الكثير من حكم الحياة والتي نعدها نظريات حياتية جديرة بالتطبيق ولها فوائدها الكبيرة.
استشرت أحد كبار السن من قبيلة آل رميان عن مشروع أود الاستثمار فيه، فقال أنا لا أستطيع أن أنصحك للاتجاه لهذا الأمر أو تجنبه، فقلت هل ابتعد عن هذا الأمر فقال ( عينك تدلك ورجلك تشلك ) أي بمعنى أنت المسؤول الأول والأخير، فقلت له هل هذه العبارة وردت على ذهنك الآن؟ فقال هذه حكمة نرددها من عشرات السنين وتعلمناها من كبار السن رحمهم الله.
طلبت منه أن يعطيني بعض الأمثلة التي تعلمها وسمعها من كبار السن في منطقة عسير السابقين فأخبرني ببعضها والتي سأوردها في هذا المقال.
( الرزق في مغابن الركب ) وفي هذا المثل حث على الحركة وعدم الجلوس ودعوة للعمل والسعي وطلب الرزق.
(رب ولدك لفقر ولا ليتم ) وفيها دعوة لإعداد وتربية الأبناء ليكونوا قادرين على مواجهة أعباء الحياة.
( شور مع شور ينفع ) أي أن الأراء وتنوعها وطلب الشورى من أكثر من شخص يفيد المستشير ويعود عليه بالنفع، وقد قيل سابقا ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
( عنز ما تناطح جبل ) أي الشخص الضعيف المختل الذي يحاول أن يعتدي بالقول على إنسان له مكانة وتقدير وشأن رفيع.
(ما يضحك بالناس إلا أخس الناس ) أي لا يسخر من البشر إلا السيء صاحب النية الخبيثة.
( هدير بارك ) والمقصود هو الجمل البارك الذي يهدر وهو قاعد، أي الشخص الذي ينتقد بصوت مرتفع ولا يحب أن يعمل ولا يبادر ولا يشارك بأي مهمة.
واختتم ذلك الرجل الرائع صاحب الذاكرة القوية بالمثل التالي ( انفخ يا شريم قال ما به براطم ) وأخبرني بأن هذا المثل يتناسب مع المديرين المهتمين بتوزيع الأدوار بين الموظفين،حيث أنه يجب أن يفوض الموظف القادر المتمكن صاحب المهارات العالية، لأن عديم المهارة لا يمتلك الإمكانات التي تساعده على الأداء.
حفظ الله لنا كبار السن فهم جامعات تسير على الأرض>