بقلم / لاحق العاصمي
ولأن بلاد العم سام هي من يقود العالم ويدير دفته . فلابد من الحديث عن مايحدث فيها مؤخرا.
كما تعلمون فإنه بعد مقتل المواطن الأمريكي ” جورج فلويد” على يد أحد عناصر الشرطة الأمريكية بطريقة لاتمت للإنسانية بصلة.
ثار واشتعل ثم احترق الشارع الأمريكي ضد طريقة مقتله العنصرية والوحشية.
يرى البعض الكثير بأن ما اجتاح أمريكا من عنف ومظاهرات وجريمة وخراب ودمار ليست سوى انعكاس لصوت “جورج فلويد” . وأن ضجيج المتظاهرين وصرخاتهم ليس سوى جملة “فلويد” المبحوحة التي كان يرددها قبل موته.
وأن هذه الاحتجاجات الملتهبة هي ترجمة لعقيدتهم التي تؤمن بالمساواتية – التي لاتعني العدل بطبيعة الحال – وتكفر بالعنصرية.
أيضا هنالك بعض آخر – وأعتقد أنه كثير أيضا- يرى بأن هذه الحدة والوتيرة المتصاعدة وشبه المنظمة للمظاهرات والخراب والدمار ليست سوى عمليات أناراكية منظمة برعاية وتنظير اليسار وتنفيذ وتطبيق اليسار المتطرف “منظمة أنتيفا” أنموذجا. والتي صنفها مؤخرا الرئيس ترامب منظمة إرهابية.
ويرى أيضا هؤلاء بأن اليسار هو من يشعل الحرائق في أمريكا.
– وأظنه أيضاً يحترف ويمتهن إشعال النيران في أماكن أخرى غير أمريكا-
كذلك أن لدى بعض هؤلاء – البعض الآخر الذين أعتقد بأنهم كثير أيضاً – إيمان قديم واستنتاجات جديدة وعميقة بأن اليسار بجل مخرجاته هو الذي سيقضي على حضارتهم. وأنه الفيروس الذي سيشل ويدمر آخر أشكال الحضارة البشرية – الحضارة الغربية –
ومما يذكر في هذا السياق هو الحوار الذي أجرته صحيفة العرب اللندنية عام ٢٠١٧ مع الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري. ومما قاله في ذلك الحوار “بأن هيمنة الفرد الأناني المطالب والمتبجح من أعراض إنهيار الحضارة الغربية”
ويرى أيضا هؤلاء أن ما آلت إليه فلسفات اليسار بعبث في مفهوم الحرية وإسراف في مفهوم الحقوق. يرون بأن كل ذلك عائق لحماية ووجود الأمة الغربية وحضارتها .
ولعل كتاب “موت الغرب” لمؤلفه السياسي الأمريكي “باتريك جيه بوكانان ” أشار وفي غير مرة إلى أن مفاهيم اليسار هي من سيقود الغرب نحو موته.
وفي النهاية ولأجل لحاقي بموعد – لاأظنه من اهتمامتكم معرفته – أتمنى أن يأتي اليوم الذي أثرثر وربما أكتب -ولو نقداً- عن حضارتنا لأنها هي من يقود العالم ويدير دفته.>