بقلم د. صالح الحمادي
بصرف النظر عن تضادات زيارات الوزراء للمناطق، وما يصاحبها من مد وجزر ، وما ينتابها من قدح أو مدح، ففي كل الحالات نحن أمام مشهد متناقض في مخرجاته، واحيانا بعيدا عن الواقع بسبب التعتيم الإعلامي ، وبسبب زوايا الرؤيا المتعددة.
أخر زيارة لمسئول لمنطقة عسير كانت لوزير الشئون البلدية والقروية المكلف ماجد الحقيل وصاحبها شنة ورنة، وتجاذبتها الأراء والأهواء، ولن انجرف مع المادحين وامسك بيد قلم وأخرى طبلة، ولن اتجه مع تيار القادحين فلعل لهم عذر ونحن نلوم.
الذي عرفته واطلعت عليه إن المجلس البلدي في أبها مثلنا على أفضل وجه ، وإن برنامج زيارة الحقيل كانت ثرية للغاية ، حيث التقى الحقيل برجال الأعمال والمجالس البلدية، واستمع لشرح مفصل عن مشاريع عسير، وشاهد عرض عن مشهد عسير الحضاري، واستمع لموجز عن كل مشروع ، واجتمع مع الأمين ورؤساء البلديات وناقشهم في تفاصيل التفاصيل، ثم قام بجولات ميدانية على أبها وحي الموظفين والمطار وخميس مشيط ومشاريع عديدة، وعندما أشير للدهشة فليس ذلك مبني على هذا البرنامج الثري بقدر دهشتي من وجبة الغدا بعد يوم ساخن في أحد مطاعم مدينة أبها دون بهرجة.
ننتقل للمفاجأة الجميلة المدهشة وهي زيارته لـ “حسوة” وفيها اكتشاف وجهة سياحية رائعة، وقرية مشابهة لقرية رجال ألمع الشهيرة، وستكون هذه القرية بجمالها وموروثها والطبيعة الخلابة التي تحيط بها مفتاح لوجهة سياحية قادمة حتى وإن كان المواطن البسيط في تهامة بقضها وقضيضها كان ينتظر مفتاح واحد للإسكان وكانوا يرسلون السؤال الصامت لمعاليه .. إين مفاتيح الإسكان؟ وكانوا ولا زالوا يستقبلون الزائر بالتراث الفلكلوري تعبيرا عن فرحتهم بالزائر وما يحمله لهم من مفاتيح خير وعطاء حتى وإن طال الزمن، أما ما يقدم من سفر طعام فهي من قوتهم اليومي يجبرهم عليها الحياء وشيم وقيم القبيلة، ولا علاقة لها بمفاتيح “القصام” !!!!
جولة الوزير شملت محافظات القطاع الشمالي، والتقى بنفس الآلية مع المجالس البلدية، ومجالس المحافظات ورجال الأعمال وشاهد عروض عن المشاريع ووقف عليها ميدانيا ، وقد تأتي الحلول وقد تتأخر فهذه تحكمها عوامل وظروف خارجة عن الإرادة في وقتنا الراهن.
تعالوا إلى السلبيات بعد اطلاعي ومعرفتي ببرنامج هذه الزيارة الرائعة في كل شيء ، فقد كان هناك تعتيم إعلامي مبالغ فيه، وسياسة أبواب مغلقة لم نعدها من قبل، واللوم يقع على مسئولي الوزارة ولا علاقة للأمانة وبلدياتها، والمجالس البلدية بهذه الثغرة ، وقد يكون هناك عدم رضا عن استقبال الوزراء بالرقصات الشعبية، والوجبات المحلية فهذه لا علاقة للوزراء بها والدليل جلوس الوزير على هذه السفر إذا دعي إليها وجلوسه في المطعم لتناول وجبة غداء مبسطة للغاية ، أما الشيء الذي اتمناه فهو المحافظة على تأدية الرقصات في مناسباتنا الوطنية، وفي اعيادنا والزوجات وكل مناسبات الأفراح والليالي الملاح، وترك الوزراء يقدمون هوية أعمالهم ومنتجهم أمام ولي الأمر، والرأي العام دون زمر وطبل، ودون تكاليف مالية على المواطن البسيط، كما أمل مبادرة المجالس البلدية الذين يمثلون المواطنين بإصدار بيان ختامي عقب كل زيارة ، وما قام به المجلس من نقل وجهات نظر ناخبيهم ” المواطنين”.
الشيء الذي لفت انتباهي هو مبالغة البعض في النقد دون معرفة التفاصيل ، وسوء الظن الذي يجنح إلى اقصى اليسار أحيانا، والتطبيل أحيانا من جعجعة لا نرى لها طحنا ، وكل حزب بما لديهم فرحون.>