10 محرم كل عام وأنتم للخير أقرب

بقلم أ. سعيد عبدالله ال جفش
العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو يوم كنت أشهد فيه والدي رحمه الله يحرص على صيامه ويذكرنا به ويشجعنا عليه من قبل أن نبلغ الحلم ومازلت أذكر وأسترجع تلك الذكريات الجميلة وهو يحمل كتابه ويقرأ لنا الأحاديث النبوية الشريفة والمواعظ المؤثرة ونحن صغار السن ولكنه حريصا على زرع القيم فرحمه الله رحمة واسعه وهذا اول يوم عاشوراء يمر علينا بعد وفاته رحمه الله ورحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين
أردت أن أكتب عن يوم عاشوراء فوجدت أنه من ناحية التشريع والحوادث المرتبطه به سيأخذ مني جانبا كبيرا وقد بحث فيه الكثير وكتب عنه الكثير فرائيت أن اعرض لمن سيطلع ملخص غير مخل للتعرف على هذا اليوم يوم عاشوراء فهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه
لقد كان السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام يوم عاشوراء هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – عند مسلم شكراً – فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه) وصادف في هذا اليوم حادثة تاريخية مؤلمه وهي إستشهاد الحُسين بن علي بن أبي طالب -في اليوم العاشر من المحوم لعام 61 هـ / الموافق – 10 أكتوبر 680 م هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب سيد شباب أهل الجنة فقال:«الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، وهو خامس أصحاب الكساء كنيته أبو عبد الله.
يلخص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله موقف أهل السنة من مقتل الحسين رضي الله عنه يلخصه شيخ الاسلام ابن تيمية في الكثير من أقواله ومؤلفاته وعي كثيرة له ولغيرة من علماء المسلمين وهنا اعرض ماقاله رحمه الله : ” وقد أكرمه الله بالشهادة وأهان بذلك من قتله أو أعان على قتله ، أو رضي بقتله وله أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء ، فانه وأخوه سيدا شباب الجنة ، وقد كانا قد تربيا في عز الاسلام لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر والأذى في الله ما ناله أهل بيته فأكرمهما الله بالشهادة تكميلا لكرامتهما ورفعاً لدرجاتهما وقتله مصيبة عظيمة .
والله سبحانه وتعالى قد شرع الاسترجاع عند المصيبة بقوله تعالى:
” وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” مجموع الفتاوى (4/511). ولمن وفق في صيامه فإني أنصح أن يجعل من يومه جزء كبير من الدعاء قال عز وجل (قد أوتيت سؤلك ياموسى) في مثل هذا اليوم قبلت لموسى سبع حاجات أجابها الله دفعة واحدة..
أحشد حاجاتك ورغباتك وأمنياتك وأدع وأستكثر فعند الله أكثر وأكثر…
اللهم كما آتيت موسى عليه السلام سؤلنا إنك الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأنت على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وليجعل من دعاءه جزءاً كبيراً
للدعاء لهذا الوطن الغالي والشامخ بقيادته الحكيمة الرشيدة وشعبه الوفي بدوام التوفيق والعز والنصر والتمكين َ وهم كالجبال الشم التي لاتضرها نطحات ضعيفة من أعداء ضعفاء لائام
كماقال الأعشى
كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها
فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وقادتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين قادة المسلمين والعرب وحماة المقدسات الإسلامية فهم أعانهم الله لهم منا صادق الدعاء وخالص الولاء لهم والانتماء للوطن.
أرجو أن أكون قد وفقت في عرضي الموجز هذا والله ولي التوفيق لي ولكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم تسليما كثيرا ورضي على أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.>

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com