بقلم / ظافر عايض سعدان
التنزه مطلوب لأنه يريح النفس ويجدد النشاط ويزيد من ثقافة الإنسان
ياجماعة الموضوع فيه إن ّ،جملة تستحق القراءة
من ذكاء العرب ونباهتهم يختصرون الموضوع في عبارة ، ودائماً نسمع بعبارة
الموضوع في إنّ فهل تعرفون ما قصة إنّ ؟
فتعالوا معي آخذكم في نزهـة ذات أماكن خلابة
ومكان هذه النزهـة هو العقول ،قديسأل سائل كيف نتنزه في عقول الناس الجواب يمكنكم ( بالقراءة والإطلاع) فتشوا في العقول -الكتب-التي هي الآن على الأرفف ،لايخلو بيتاً او مكتباً اوحتى سيارة من عدة عقول مركونة فتشوا بها تجدون نزهـة جميلة ، نعود لصلب المقال
( الموضوع فيه إنّ)
فما قصة هذه الـ إنّ
كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ )، وكان تابعًا للملك
(محمود بن مرداس) حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق
طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب
وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحيانًا يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إذا مات الملك
شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًا، ولكنه كتبَ في نهايتها
إنَّ شاء اللهُ تعالى بتشديد النون !
لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شئ ما حينما شدّدَ تلك النون!
ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى :
( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )
ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة (إنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام )
بتشديد النون !
فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى 🙁 إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )
و اطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ
ومنذ هذه الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض :
(الموضوع فيه إنّ )
جميله تستحق القراءة والمشاركة .