عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم – نورة العمودي :
الصبر مدرسة ، طلابها البشر وأساتذتها المواقف والشدائد وقائدها القدر ، هناك من ينجح بإمتياز ، وهناك من هو أقل فأقل وهناك من يرسب ، الصبر من الصفات القوية التي تتسامى بها الشخصية الصابرة الراضية بأقدار الله ، لسان حالها يقول ( أيامٌ معدودات ) يزيد بها الأجر وتعظم بها المثوبة، النفوس الصابرة تعلم تمام العلم وتتيّقن تمام اليقين
أن الصبر والرضا نتائجه الفرج في الدنيا و الدرجات العلا في الجنة ، النفوس الصابرة يقودها الأمل في الله وحسن الظن به
إلى بر الأمان ، يقينها بالله أنه لم يخلقها ليعذبها بل ليبتليها إبتلاء يمحص به ذنوبها ويرفع به درجاتها ، النفوس الصابرة تتعلم من صبرها الحلم والتأني وعدم الإستعجال فكل محنة معها منحة ، وإن طال الإنتظار فكل ليل لا محاله آت بعده نهار وكل ظلمه يأتي بعدها نور وكل ضيق يأتي بعده فرج .
قال الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ، كل ما يكابده ويقاسيه الإنسان المؤمن من الشدائد في الدنيا خير له يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عجب لأمر المؤمن كله خير اذا صابته سراء شكر فكان خير له وان أصابته ضراء صبر فكان خير له ) .
هذه الحياه خلقت لكي نعمل ونصبر ونتحمل لكي نفوز بجنة الآخرة التي ننعم بها بالراحة الأبديه والسعادة التامة التي يتمناها كل مسلم ومسلمة الذين يعملون ويجاهدون في اليوم والليلة لكي ينالو جزاء ما صبرو عليه .
فهنيئا لكم أيها الصابرون ، أنتم مثال يضرب به لكل من يأس في هذه الحياه وقصر أمله وبات يجني حطام يأسه فيستفيد منكم بأخذ صفاتكم النبيلة وتغيير نظرة اليأس و القنوط ،وليعلم كل مبتلى أن الصبر مفتاح الفرج .
إجعل يومك سعيد مليء بالفرح والسرور ولا تكن مكتئب واصنع لذاتك يوما تزيح عنك الهموم والمشاكل .
اجعل من وقتك لقراءة القرآن والمداومة على ذكره
والمحافظة على الصلاة في وقتها والمداومة على قيام الليل فمن كان همه رضى الله لا يحزن وسوف تأتيه البشارات من كل الاتجاهات وتشرق له شمس الأمل ويأتيه الفرج ويسعد بيومه الجميل ويكون من السعداء .
