ليلة وفاء لتكريم الموسيقارَين بثقافة وفنون جدة

صحيفة عسير _ يحيى مشافي

ضمن مبادرة تكريم الرواد والمبدعين التي أطلقتها جمعية الثقافة والفنون عام ٢٠١٨م وكرَّمت خلالها العديد من المثقفين والفنانين والرواد والمبدعين في كافة مجالات الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية، كرّمت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة مساء أمس الأربعاء 6 يناير 2021 م اثنين من أعلام الموسيقى في المملكة العربية السعودية؛ الموسيقار الأستاذ عبدالرحمن باحمدين، والموسيقار الأستاذ مدني عبادي في ليلة فنيّة مميّزة عنوانها الوفاء على مسرح الشربتلي بنادي جدة الأدبي، ترصَّعت بلآلىء الفـن الأصيل، وتـغنّى فيها بعد ذلك كلٌّ من : الفنان إبراهيم عبداللّٰه والفنان مصطفى أحمد.

وفي مُستهل الأمسية التكريميـة والتي تولَّت التقديم لها الأستاذة الإعلاميـة سهى الوعل المذيعة في إذاعة ألف ألف إف إم، ألقى كلمة الجمعية الأستاذ الموسيقار طلال باغر، متحدثًا عن تكريم رمزيـن من أهم رموز الموسيقـى في المملكة العربية السعودية، الموسيقار عبدالرحمن باحمدين والموسيقار مدني عبادي والذي استمرَّ عطاءهم لمدة خمسة عقود؛ قدَّموا خلالها الكثير من العمل الموسيقي الجاد، وصنعوا مجد الفنِّ العريق.
داعيًا اللّٰه تعالى أن يمُنَّ على الأستاذ عبدالرحمن باحمدين بالشفاء العاجل والذي مثَّل المملكة في العديد من المحافل الدولية. ثم تحدَّث الدكتور الشاعر صالح الشادي بكلمة عن أهمية تكريم الرموز والرواد والمبدعين واعتبر ذلك ظاهرة حضارية، وأشاد بحراك جمعية جدة الريادي في المشهد الثقافي.

تلى ذلك حوارًا ثقافيًا موسيقـيًا مع الموسيقار مدني عبادي، أدارهُ الإعلامي الأستاذ سعد زهير تحدَّث فيه الأستـاذ مدني عبادي عن شكره للجمعية وإدارتها واختلطت كلماته بدموعه المُعبره عن فرحته وتقديره لكل من شارك وحضر ليلة تكريمه، ثم تطرَّق لبداياته في عالم الفن حيثُ ذكر الأستاذ عبادي أنه من مواليد المدينة المنورة ونشأ وترعرع في مكة المكرمة، مُتحدثًا عن بداية حياته والمدارس التي ارتادها لكسب العلم، ومشيدًا بأنَّ مكة المكرمة هي جامعة الأمم، وأنَّ الإنسان المكي يُجيد التنوع.

وعن مشواره الفنيّ قال: بأنهُ كان يعزف على آلة الكمنجة، ثم توجّه للعزف على آلة القانون، وأنَّ القانون أصعب كذلك من آلة العود. وقد شارك مع رموز الأغنية السعودية، مُستحضرًا ظهوره في برنامج (وتر وسمر) والذي كان من إعداد وتقديم الدكتور جميل محمود واستمرّ هذا البرنامج لسنوات يُقدّم فيه الفن الراقي، موجّها تحيةً إلى الدكتور جميل محمود وإلى ذلك الزمن الجميل.
كما ذكر العديد من الأسماء لمنابع الأصول الموسيقية والفنون الحجازية على وجه الخصوص ممتدحًا أخلاقهم وطيبهم وعطاءهم اللاَّمحدود.
وأشار إلى أول حفلةٍ كانت على الهواء مباشرة في عام 1401هـ في فيفا – بمنطقة جازان.
وتطرّق في حديثه للمقامات وتعدُّدها، وتقسيمها وتفريعاتها مُبينًا أنه قد تحتوي الأغنية الواحدة على أكثر من مقام في أول الأغنية ونصفها.
وعن أعماله مع الفنانين قال الأستاذ مدني عبادي: يجب أن تكون هناك كيمياء بين الفنان والعازف،
موضِّحًا بأن الفنان يجب أن يؤدِّي الأغنية بشكل صحيح حتى وإن كان مبتدئًا.

وفي ختام حديثه الفنّي الهادف تحدّث عن العزف قديمًا وأن العازفين على آلة القانون كان عددهم محدود جدًا، أما اليوم افتخرَ الأستاذ مدني عبادي بهذا التطور الكبير مع وجود العشرات من العازفين لهذه الآلة، مُشيدًا بالتطور والنهضة في انشاء المعاهد الموسيقية وأنَّ من خلالها سيصبح هناك جيلٌ أكاديمي يُثري الساحة الموسيقية.

وقد تخللَّ ذلك الحوار معزوفاتٍ وتقسيماتٍ على آلة القانون قدّمها الأستاذ مدني عبادي بصحبةِ الفرقة الموسيقية، ثمَّ تغنّى بصوته الجميل مع العزف على آلة العود وسط إعجاب وتفاعل من كافة الحضور.
وقد كان من المفترض أن يشارك في الحوار الفنان الموسيقار عبدالرحمن باحمدين والذي تغيِّب لظروفه الصحية.

بعد ذلك تم تكريم الموسيقار مدني عبادي بحضور الأستاذ محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة، والأستاذ الموسيقار طلال باغر مستشار الجمعية ، كما تم تكريم الموسيقار عبدالرحمن باحمدين، تسلَّم التكريم نيابةً عنه ابنه وتحدث الأستاذ الفنان حسن اسكندراني بكلمةً نيابة عن باحمدين قال فيها بأن الجميع يحملون الحب والتقدير وعظيم الامتنان للموسيقار باحمدين صاحب العطاء الموسيقي المتميز والمستمر، داعيًا له بأن يمُّن اللّٰه عليه بموفور الصحة والعافية.

وقد استمّرت هذه الليلة الفنية بتقديم حفل غنائي رائع شارك فيه الفنان إبراهيم عبـداللّٰه، والفنان مصطفى أحمد بصحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عبدالله باحشوان،
وأشرف على برنامج الحفل الموسيقار طلال باغر مستشار جمعية الثقافة والفنون بجدة والأستاذ سعد الحارثي رئيس قسم الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون بجدة، وقد حضر التكريم والحفل نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين يتقدمهم الدكتور حمود ابو طالب والروائي عبده خال والدكتور الشاعر صالح الشادي والفنان محمد المغيض والممثل لؤي محمد حمزة.
وقد صرَّح الأستاذ محمد آل صبيح أن الجمعية بكل لجانها تعمل وفق امكانياتها المتاحة للارتقاء بالمشهد الثقافي وأضاف: أن لدى الجمعية برنامج ممتد لتكريم الرواد وستعمل خلال عام ٢٠٢١م على تكريم نخبة من المبدعين.

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com