((نبض عسير 584 أُسرة ال مجثل ، قِبلةُ، وقبوُل ، ووفاء ، وولاء))

بقلم / بندربن عبدالله آل مفرح

مُؤسس إمارة ال مجثل هو ، الامير الجليل ، علي بن مجثل ، الذي حكم أقليم عسير منذُ عام ، ١٢٤٢ الى ١٢٤٩ للهجرة ، وقد تحدث عن ديانته ، وشجاعته ، ورحمته ، وحزمه ، وعدله ، مايُقارب (الثمانون ، مرجعاً تاريخياً ) ومماقيل في الامير علي بن مجثل مايلي :
١-الدكتور ، عبدالله ابوداهش
(إتسم عهدُه بوضوح العقيدة ، وسلامتها من لوث البدع ، والمُعتقدات الباطلة ..
٢- محمد رفيع (كان الامير علي بن مجثل سعيد الطالع ، ميمون النقيبةُ)
٣-د محمد بن زلفة ( نال شُهرة واسعة في الداخل لعدله وسِيرته الحسنة في رعيته ، وفي الخارج لإقدامة وحنكته السياسية)
٤-الشيخ هاشم النعمي( الامير علي بن مجثل على جانب من العِلم والدهاء وسيرتهُ حسنة ، ويتصف بالعدل والشجاعة والإقدام والدهاء العشائري وقد إستطاع أن يجمع أهل قُطره على محبته)
٥- الرحالة الفرنسي ، موريس تاميزيه والذي عاصره ( كان الامير علي بن مجثل ، حكيماً وذكياً)
٦-العلامة حسين أحمد الضمدي (كان بن مجثل شُجاعاً ومقداماً ، وقد حكم الى تخوم الطائف ، وأفتتح اليمن بمن معه واستولى على المخا وتلك الجهات وجرت بينه وبين الاشراف والاتراك حروب كانت العافية له) وقد أناب الامير علي بن مجثل ، أبن عمه محمد بن مفرح ، على إمارة الحديدة ، ومخا ، وزبيد وماجاورها عام ١٢٤٩ للهجرة ، بعد هزيمة وطرد الغُزآة ، والحفظي قاضياً ، وقد عاد الامير علي بن مجثل ، مُنهكاً ، ومُتعباً ، ومحمولاً على أكتاف الرجال لمرض ألم به اوائل شهر شوال ١٢٤٩ ، وأستقر لغرض التطبيب عدة ايام في قصره بالمُفتاحة بمدينة التاريخ والحضارة أبها ، والتي نهضت أسواقُها ومبانيها ، ومساجِدُها في عهده الميمون ، والحال في معظم أرجاء أقليم عسير التابع لإمارته ، وفي يوم ١٢شوال من ذات العام ، توفي الاميرالعادل صاحب السيرة العطِرة علي بن مجثل ودُفن في قرية السقا ، وكان من أبرز المُناصرين والداعمين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وعلاقته بالدولة السعودية الثانية في اثناء حكمه كانت علاقة مُميزة يسودها الود والتقدير والاحترام ..
٧-المؤرخ عثمان بن بشر ( كان الامير علي بن مجثل غاية في الشجاعة ، والديانة )
٨-عبدالله بن علي بن مسفر ( الامير علي بن مجثل ، كان اهل دين وتقوى وقد بذل المال الكثير في سبيل المبرآت)
من أهم قراراته الادارية :
١- بناء قلعة وقصر النصر بالمفتاحة ، وسُميت بهذا الاسم تيمُناً بفتوحاته العظيمة .
٢-أمر بحفر الابار وبناء الحاميات الحربية ، وموآقع للسبيل على مستوى الاقليم الذي يحكمه ، ومن أهم القلاع التي أمر ببنائها (٨)قلاع بالقرب من مدينة ابها شرقاً كانت غاية في الابداع ، إضافة لابها ، وبيش ….الخ
٣-إختط بن مجثل ، عدد من المعاقل والحصون في قرية السقا التاريخية ، المقر الرئيسي لحكمة ، والحال كذلك في قرية ريدة ، حيث أتم بناء مسجدها الاثري الذي بدأهُ الامير سعيد بن مسلط ، والذي تعرض للاضرار على خلفية المعارك الطاحنة ، التي كانت في عهد بن مسلط وبن مجثل ، واستمرت في عهد ال عائض الاب والابن ، ولازالت أُسرة ال مجثل ، تعتني بالمسجد ، وبقرية ريدة حتى وقتُنا الحالي ، ومنهم من إستقر بها ، ويعتاد النزول إليها باستمرار من الابناء والاحفاد ، ويُعتبر المشائخ محمد بن عبدالله ، وسعيد بن عائض وعلي بن عبدالله ، ومحمد بن عائض ، ومحمد بن علي وابنائهم ممن أحيو ريدة وتعهدوها ، بالذكر ، والزراعة ، والكرم ، وبالمحافظة على أهمية المكان وصيانته من الإمتهان ، وقد يكون الشيخ سعيد بن عائض أهم شخصية من أسرة ال مجثل ومن مُلاك ريدة عموماً ، في مقدمة من حافظ على جمال وبهاء وروعة ريدة ، التي إختزلت بعض فصول التاريخ العريق (لبعض) حكام منطقة عسير من المغيديين في الزمن الماضي …
ويُعرف بأن علي بن مجثل ، ومحمد بن مفرح بانهما مُحركا الثورة ضد العُثمانيون ، في عهد الامير (سعيد بن مسلط) حيث إستعجل القدر بالامير بن مجثل كما أوضحت أعلاه ، وتأخر القدر تجاه الامير محمد بن مفرح الذي بقي يُصارع لذة المقاومة ضد الاتراك في عهدي الامير عائض بن مرعي وابنه الامير محمد بن عائض ، اللذانِ كانا يُنزِلانِه منزِلة تليقُ بقدرِه ، وأشارت بعض المُكاتبات بينهما الى إبتدائُها
(بالعم محمد)تقديراً من الاميرين ، لسنه ومكانته وشجاعته ودوره المحوري في المقاومة ووضعه الأسري ، وقد تحدث المؤرخون عن الدور البطولي ، لابن عائض وبن مفرح ، اللذآنِ أُصيبا ، بإصابات بليغة في إحدى المواجهات مع العُثمانيون ، حيث إستبشرت القيادات الميدانية التركية ، وكُتبت في ذلك الخطابات للمقامات العالية فرِحين ، بإصابة مايُسمونه ( الأتراك بالأشقياء) إلاأن الله قد نجاهما من الموت وشافاهما ، حيث واصلا الكِفاح المُسلح ضد الوجود التركي البغيض ، وسنُكمل الحديث عن الامير الخالد ذِكُره علي بن مجثل في نهاية هذه الاسطُر ، التي دفعني لكتابتها ، عشقي لهذه الأُسرة التي إتصفت بالهدوء والسكينة والولاء المُطلق للقيادة السعودية التي رأت فيها العدل والحكمة وتطبيق الشريعة الاسلامية ، حيثُ إنقاد لها أُمراء ومشائخ وافراد القبائل على إمتداد تُراب الجزيرة العربية ( المملكة العربية السعودية) بفضل الله ثم بفضل ال سعود على امتداد الدولة السعودية الاولى والثانية (والثالثة التي كانت مُعجزة ، قام على تحقيقها بفضل الله وقوته الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود ) طيب الله ثراه ، ومن يعرف أسرة ال مجثل يقف لها تقديراً واحتراماً ، فهي تُمارس حقها في الحياة ، بأدب واحترام وتواضع ويتمتع رِجالُها ونِسائُها ، بارفع درجات الانتماء الوطني 🇸🇦

((أبناء الأمير علي بن مجثل ))
١- الأمير ، عبدالله بن مجثل ، من أشهر القادة في عهد الأمير عايض بن مرعي ، الذي أوصى له بالإمارة من بعده ، إلا أنه رفضها ولم يقبل بها ، وقيل بأنه حكم لمُدة قصيرة لاتتجاوز شهراً واحداً وتنازل بها لمحمد بن عايض ..
٢-الأمير ، سعيد بن مجثل والمتوفى عام ١٢٦١ للهجرة .
٣- الأمير ، محمد بن مجثل ، من القادة البارزين حيث قُتل في حصار ، ريدة مع الأمير محمد بن عايض عام ١٢٨٨للهجرة ..
((إضاءة على أحفاد الأمير علي بن مجثل))
١- الشيخ ، محمد بن عبدالله بن محمد بن مجثل رحمه الله ، خلف من الأبناء : عبدالله ، وعلي ، وم/عبدالر حمن ، وجميعهم على قيد الحياة ، ويقومون بادوارهم الوطنية خير قيام ومن أبنائه الشاب ، سعيد الذي توفي في ٩ محرم ١٤١٠ …وقد إنتقل الشيخ محمد بن عبدالله ، الى الرفيق الاعلى ، شهر جماد الاخر ١٤١٩ ، بعد أن قام بمهام نائب قُرى السقا التاريخية لعدة عقود ، ويمتاز بالذكاء ، والإقدام ، والكرم ، وسعة الاُفق ، ورحابة الصدر ، إضافة الى أختياره من قبل بعض القبائل الاُخرى لحل خلافات أُسرية ، وجنائية ، وقبلية ، وكان لماحاً وقاطعاً في الحق ، وأنيساً بين أُسرته ، وقبيلته ، ومُنطقة عسير بأسرها ، وقد سبقه في المنصب عمه ، الشيخ علي بن محمد بن مجثل ، رجلُ البر والإحسان ، والتُقى والصلاح ، والذي خلف من الأبناء ، الشيخ محمد بن علي ، والشيخ عبدالله بن علي ، وهما بأسر حال ، ويسيران على نهج اسلافهم ، كما سبق الشيخ علي بن محمد في نوابة قُرى السقا وريدة ، أخيه الشيخ عبدالله بن محمد بن مجثل ، والذي يُعتبر رجل دولة من العيار الثقيل ، وقد زارالملك عبدالعزيز ، ضمن كبار الشخصيات التي مثلت المنطقة عدة مرات ، وخلف من الابناء الشيخ محمد والشيخ علي والذي سبقت الاشارة اليهما 🇸🇦
٢-الشيخ ، سعيد بن عائض بن محمد بن مجثل ، قام بمهام ، نائب عموم قُرى السقا التاريخية وريدة لمايُقارب من ستة أعوام ، وكان إلى جانب مهام النوابة وماسبقها وتبعها ، يقوم بمهام الخطابة بمسجد ريدة الاثري لعدة أعوام ويتولى صيانة وعمارة المسجد الاثري بسخاء ، ويتصف سعيد بن عائض بن مجثل ، بالشجاعة ، والالتزام ، والمصداقية ، والكرم الحاتمي ، الى جانب تفقده لاحوال الفقراء ، والارامل ، والايتام ، ويُعد في مُقدمة من يُتابع المطالبات التنموية والمجتمعية لدى الجهات الحكومية ، على مستوى ريدة ، والسقا ، وقد عُرف الفقيد بانه الرجُل الذي تنتهي على يديه القضايا الاُسرية ، والقبلية المُعقدة ، وكان بلامُنافس قبل وأثناء قيامه بمهام النوابه ، رجُل السلم المُجتمعي الاول ، دون منافس ، وفي الثالث والعشرون من شهر رجب ١٤٢٥ ، توفي الشيخ ، سعيد بن عايض بن محمد بن مجثل رحمه الله تاركاً خلفه أثراً طيباً ، وذكراً يتجدد بين الناس بالخير ، وقد خلف من الابناء محمد بن سعيد وبدر بن سعيد ، ويقومان حالياً بدورهما الوطني على ماسار عليه السلف الصالح 🇸🇦
٣- الشيخ علي بن عبدالله بن محمد بن مجثل ، نائب عموم قُرى السقا التاريخية ، تقلد المنصب قُرابة السبعة عشر عاماً ، ويتصف بالتديُن ، والكرم ، وسداد الرأي ، رجلُ أنيق في مظهره ، يهتم بصلة الرحم ، يتحدث للاخرين بكل تواضع ، يحترم كبير السن ، ويُقدر من يُماثلهُ في العمر ، ويعطف على الاصغر سناً ، مُنظم في تادية مهامة الاُسرية ، والقبلية ، وفي يوم الاحد الحادي عشر ، من شهر جماد الآخر ١٤٤٢ توفي الشيخ علي بن عبدالله بن محمد بن مجثل ، بمستشفى ابها الخاص ، وخلف من الابناء ، حسن ، ومحمد ، وعبدالله ، وسعيد ، وجميعهم يواصلون العطاء الوطني بحده الاعلى🇸🇦

أُديت صلاة الجنازة على المتوفين :
النائب ، محمد بن عبدالله بن مجثل ..
النائب ، سعيد بن عائض بن مجثل ..
النائب ، علي بن عبدالله بن مجثل ..
بحسب تاريخ وفاة كُل شخص منهم ، بمسجد السقا الاثري وتم دفنهم بمقبرة الاسرة في القرية التاريخية بالسقا ، والتي كانت عاصمة لحكم أقليم عسير في عهد جدهم الامير المُظفر علي بن مجثل رحمه الله ، وقدم العزاء في هذه الشخصيات الكبيرة نيابة عن القيادة الحكيمة أصحاب السمو الملكي الامراء ، خالد الفيصل وفيصل بن خالد ، وتركي بن طلال ، وعدد كبير من داخل المُجتمع العسيري وخارجه ، إلى جانب العُلماء والمشائخ والمسؤولين رحمهم الله 🇸🇦
(لمحة عن الاُسرة حالياً)
١-يُعتبر الشيخ ، محمد بن عايض بن محمد بن مجثل ، هو كبير أُسرة ال مجثل حالياً ، ويُعد من صفوة الاُسرة والقبيلة ، ديناً وخلقاً وأمانة وتواضُعاً ومن المشهود لهم بالخير والهدوء ولين الجانب والتروي والكرم ، وله من الابناء م/ أحمد ، الذي قام برئاسة اللجنة المشكلة من عموم جماعة اهل السقا ، والتي أشرفت على إزالة جامع السقا المُسلح القديم ، المُلاصق للمسجد الاثري وإعادة بنائه على نفقة فاعل خير وفق احدث التصاميم الهندسية الراقية ، وعبدالرحمن ، وصالح ، ويمتازون ابناء الشيخ محمد ، بالهدوء والتواضع ، وبر الوالدين ، ويتخذون من الادب والخُلق ومكانة الأسرة خارطة طريق للمستقبل 🇸🇦
٢- الشيخ ، محمد بن علي بن محمد بن مجثل ، الرجل الثاني في الاُسرة ، يُعتبر بيت خبرة في أُسرته وعلى مستوى قُرى السقا ، حيث كان قريباً من النواب السابقون من اسرته مما اكسبه بعض المهارات والمعارف ، بل كان مستشاراً أميناً لهم وله من الابناء :
أ علي
أعبدالله
الرائد عبدالرحمن .
وجميعهم على درجة عالية من الادب والتربية الصالحة والاخلاق الفاضلة🇸🇦
٣- الشيخ ، عبدالله بن علي بن محمد بن مجثل ، النائب الجديد لقُرى السقا خلفاً للفقيد الشيخ علي بن عبدالله بن مجثل الذي توفي كما اشرنا في الحادي عشر من شهر جماد الاخر ١٤٤٢-الشيخ عبدالله ، قائد تعليمي ، حاصل على درجة البكالوريوس، ويُعد من أبرز رجال التربية والتعليم بمنطقة عسير ، لاكثر من خمسة وثلاثون عاماً ، يمتاز بالاستقامة ، والخبرة الواسعة في التعاطي مع إيقاعات الحياة ، وكان ولايزال وسيبقى باذن الله ، مصدر ثقة لدى عموم أُسرة ال مجثل وعامة أهل السقا ، والمُجتمع العسيري باكمله ، لاسيما وان هذه الاسرة من أعرق الاُسر على مستوى المملكة ، الشيخ عبدالله ، له من الابناء ، سعيد ، المُتخرج حديثاً من جامعة الملك خالد ، نُبارك لأبا سعيد تقلده منصب نائب قُرى السقا وريدة ، وندعوله بالعون والتوفيق والسداد ، وطول العُمر وصلاح العمل🇸🇦

((إضاءة حول ، القائد العظيم علي بن مجثل قبل تولية الإمارة))
١- يقول الأمير علي بن مجثل ، في احدى رسائله((إن الدين وسط بيننا وبين من أدّعاه ، ولا يظهر المتابعة فيه إلا البينة ، وبينتهُ ماكان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في زمنهم والبدعة ما أُحدث بعدهم))
٢- الأمير علي بن مجثل هو العامل الرئيس في المبادرة بعقد الاتفاق مع شريف أبو عريش الشريف حمود أبو مسمار .لانهاء التواجد العثماني ….
٣- لقد صنعت هذه السنين الطوال التي عاصرها علي بن مجثل منه شخصية متمرسة ذات خبرة عالية، تمكنت من امتلاك العديد من التجارب على المستويين العسكري والسياسي.
(إمارته وأبرز سمات حكمه)
١-إتضح ، دور الأمير علي بن مجثل على نحو تصاعدي مع الوقت ، إذ لم يحن تأسيس الأمير سعيد بن مسلط لإمارته في عسير ، حتى غدت بعض المصادر والوثائق العثمانية تعتبر الأمير علي بن مجثل الأمير الفعلي لعسير ، بل إن ثمة العديد من الرسائل في عهد الأمير سعيد كانت تحمل توقيعات الأمير علي بن مجثل ، وبعضها كان مُشتركاً يحمل توقيعات كلا الأميرين وهذا بلا ريب يُشير إلى مدى نفوذه شبه المطلق أثناء حكم أخيه ، وعند وفاة الأمير سعيد بن مسلط في 22 صفر 1242هـ أقبلوا أهل عسير قاطبة ، على مقر الإمارة لمبايعة ابن عمه علي بن مجثل ، وتُعد إمارة علي بن مجثل بداية العصر الذهبي لتاريخ عسير ، حيث إتسم حُكمه لعسير بالهدوء والاستقرار واتصف بناء إمارته بالحكمة والدهاء بعدما استطاع أن يحررها من السيطرة التركية وكان عادلاً ذا سيرة حسنة وبمنزلة رفيعة من الدين والورع وقد إشتهر بتسامحه وحبه للعلم والعلماء ولذا فإنه ماكاد يتولى الأمر في عسير حتى أخذ في تقدير العُلماء والاستفادة منهم في مهام الحكم وفصل الخصومات فازداد بذلك عزاً وقوة بل يمكن القول إن الأمير علي بن مجثل كان من أبرز أمراء آل يزيد دعماً للعلم وتقديراً للعلماء حيث أنعكس هذا الدعم والتقدير على الواقع الفكري والعلمي في عسير بصورة إيجابية فكثرت المدارس في عهده ، نتيجةً للاستقرار الذي ساد البلاد وأصبح للدولة هيبة عظيمة في عهده وكانت مدة ولايته كما يصفها بعض المؤرخين كلها خيرات وبركات ، كما أن الامير العسيري المغيدي اليزيدي ، سياسيٌ بارع، ذا حزم ودهاء، موصوفاً بالشجاعة والإقدام والثبات في الحروب ، بسط سيطرته على تهامة اليمن ووضع يده على أهم موارد اليمن الاقتصادية واستطاع ملئ الفراغ السياسي ، ولاعجب إذا علمنا أن تعداد جيشه أكثر من أربعين ألف مقاتل وصف أحد المؤرخين مسير علي بن مجثل لاستعادة أراضي اليمن من الأتراك فقال :
خرج ابن مجثل من الحجاز بقومٍ لا قد خرجت مع أحد كالجراد الناثر فرجعوا الترك إلى المخادر وأعدوا واستعدوا فلما قرُب منهم (النجدي ، يعني بن مجثل) لتمسكه بالدعوة السلفية وعلاقته المتينة مع أئمة الدولة السعودية الثانية ، جمع ابن مجثل أصحابه خارج المخا وخطبهم خطبةً عظيمة وحرضهم على الجهاد ، ولما رأوا ذلك الترك فشلوا واندهشوا فتركي بلماز كبيرهم والبعض منهم عبروا البحر ومن كان منهم في البندر قُتلوا جميعاً ومَلَك بن مجثل عسير وتهامة وارتفع نجمُ بن مجثل وجعل عليها أمراء من تحته ، وقد أجادوا أهل عسير جودة ما قد أحدٍ أجادها فيما تقدم ولا تقع فيما تأخر وصاحوا للناس بالأمان ، وقد كانت هذه الأخلاق النبيلة تُميز جيش ابن مجثل حيث قيل في احدى حملاته 1246هـ((لم يكن يصدر من أصحابه نهب ولا قتل لأحد ، وقيل: كان مظهراً الدين والأمان ، بل إن شخصية علي بن مجثل نفسه كانت شخصيةً متسامحةً حيث ذكر أحد الرحالة الغربيين أنه قد عفا عن بعض الجنود العثمانيين حين اعلنوا استسلامهم في إحدى المعارك ويرجع أحد المؤرخين ذلك إلى خصال المرؤة والشهامة والعفو عند المقدرة التي تحلى بها الأمير بن مجثل كما أنه أعتاد غالباً عرض الصلح والسلام قبل القيام بأي عمل عسكري يتجلى ذلك من خلال حملاته على أبو عريش ، وكذلك مفاوضاته مع الأتراك قبيل دخوله مدينة زبيد اليمنية)) أماتلك القوة التي يمتلكها ابن مجثل فقد كانت مصدر قلق وإرباك لمحمد علي باشا وقواته حتى بات يخشى أن يبسط ابن مجثل يده على الأراضي المقدسة في مكة المكرمة، خاصةً وقد التجأ إلى ابن مجثل عدداً من أكابر أشراف مكة المكرمة المعارضين لسياسة حكومة الحجاز والقاهرة ، فاستقبلهم وأكرمهم وأحسن نزلهم ،
ولما كان علي بن مجثل هو سيد الموقف في تلك المرحلة لم يكن بيد محمد علي باشا سوى حث عدداً من الشخصيات للكتابة لابن مجثل لتحذيره وثنيه عن التقدم إلى بلاد اليمن ،
إلا أن ابن مجثل لم يعبأ بشيء من ذلك واستعاد تلك الأراضي وبسط سيطرته عليها مما حدا بالإمام اليمني بعد ذلك المبادرة بالاتصال بأمير عسير وبعث إليه رسولاً يحمل عدداً من الهدايا كالسيوف والخيول اعترافاً بنفوذه وبقوته السياسية والعسكرية. كما كان رد الأمير ابن مجثل على تلك المبادرة أن بعث برسالة جوابية مصحوبة بعدد من الهدايا ، إضافة إلى حسن استغلال بن مجثل للظروف المحيطة به ليُصبح أقوى رجل في المنطقة والمناطق المجاورة ، وبالتالي وصلت عسير إلى أقصى توسع لها ، وأصبح نفوذها يمتد من الطائف شمالاً حتى المخا المرفأ القريب من باب المندب وجهات عدن في الجنوب ومن البحر الأحمر وجزر دهلك الإرترية غرباًوإلى وادي الدواسر في الشرق ونجران في الجنوب الشرقي تحت سيادة بلاد عسير ..

(أخيراً🇸🇦🇸🇦)

هذا جانب من تاريخ أخوالي ، الاجلاء ، الاتقياء (ال مجثل) المُبتعدين عن الاضواء ، على الرُغم من التاريخ الرصين ، والعريق ، الذي يُطوق سيرتهم الإستثنائية ، ومآثرهم العظيمة ، وعطائهم في تطهير المنطقة من المُحتلين ، والاعداء ، والغُزاة ، والطامعين ، والمُتربصين ، وإقامتهم لشرع الله ، واستمرارهم في نشر القِيم والشيِم ، وكُل ماهو نافعُ ومُفيد ، وتُعد أُسرة ال مجثل ، صاحبة ولاء وإنتماء للدولة السعودية 🇸🇦 الثانية 🇸🇦 والثالثة 🇸🇦 ويُعتبر رجالُها ونِسائُها من نسل الامير ، علي بن مجثل ، في مقدمة من يُثمنون جهود الملك عبدالعزيز مُؤسس الدولة السعودية الثالثة ، وأبنائه ، وأحفاده 🇸🇦 أحببت تسليط الضوء على مسيرة هذه الأُسرة العريقة وأقوال (بعض) المُؤرخين فيها ، بعد أن فقدت الاسرة في ١١-٦-١٤٤٢- أحد رموزها وهو الشيخ علي بن عبدالله بن محمد بن مجثل ، نائب عموم قُرى السقا التاريخية وريدة ، حفيد الامير علي بن مجثل ، رحمهم الله جميعاً وأعلى منزلتهم ، وحفظ الاحياء منهم ، ذكوراً وإناثاً ، ومتعهم بالصحة والعافية ، وحفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الامين ، محمد بن سلمان (( والحكم لله ثم لعبدالعزيز ، رجلُ الدين ، والعدل ، والإستقرار ، وفارس الامن ، وموحد القلوب ، والدروب ))🇸🇦

شاهد أيضاً

الكتب السماوية

بقلم / سميه محمد الكتب السماوية هي التي أنزلها الله من فوق سبع سموات على …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com