بقلم – ناصر المسلمي
سابقا . كانت الحياة من منظور كبار السن و ممن تجاوز الأربعين عاما حياة طيبة سهلة و فيها ترابط أسري و مجتمعي منقطع النظير
و لكن ..
مع التقدم التقني الهائل و الثورة العمرانية و النقلة الحضارية في بلادنا و كذلك الارتفاع الكبير في اعداد السكان و نشأة المدن و تباعدها و اضطرار الكثير من ساكني القرى إلى الانتقال إلى الحاضرة و إلى المدن الكبيرة و انشغالهم بأعمالهم و مصادر دخلهم .
هنا أحس اولئك الذين عاشوا فترة القل و القرب من بعض و عاشوا حياة البادية بكل تفاصيلها احسوا بالحنين و الشوق لذلك الزمان حتى اسموه ( زمان الطيبين )
و في الحقيقة انه لا عيب في زماننا الحالي و لا تقصير إلا من انفسنا .. نحن من انشغل و نحن من نسى حق الجار و نحن من غفل و تجاهل حقوق الأقارب و صلة الرحم
نحن من اختلق الاعذار و اشغلتنا انفسنا و حياتنا عن محاكاة تلك الفترة الجميلة بجمال من عاشها ومن عايشنا فيها .
بل الصحيح ان نستغل هذه الثورة الحضارية الهائلة و المميزة و تعدد وسائل الاتصال و التواصل و سهولة التنقل و الانتقال بين مدن و محافظات مملكتنا الحبيبة.. نستغلها في تقوية اواصر التواصل و توثيق المحبة و الواصل بين الأحبة و الأقارب و الأصدقاء .
كان الناس يجتمعون .. فمالذي يمنعنا ان لا نجتمع ؟
كان الناس يتواصلون … فمالذي يمنعنا إلا نتواصل ؟
كان الناس يسأل بعضهم عن بعض .. فمالذي يمنعنا عن السؤال ؟
ختاما .. صدق الشافعي حين قال :
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا