بقلم / إبراهيم نيازي
التاريخ كما يطلق عليه “لسان الزمن”…فهل اصابه في عصرنا الحاضر تقرحات افقدته التذوق الصحيح للحلو والمر والحامض والمالح؟
ولم يكن العيب في التاريخ نفسه بقدر ما اضاف له قلة من المؤرخين في مراحل مختلفة اكاذيب وطمس للحقائق واجتهادات غير موفقة.
يقول الشاعر العراقي معروف الرصافي.
“وما بعض كتب التاريخ فيما
روت لقرائها الا حديث ملفق.
نظرنا لامر الحاضرين فرابنا
فكيف لامر الغابرين نصدق.!!”
في مقاله الاسبوعي (عسيريات) تناول الاخ الصديق احمد عسيري موضوعا حيويا “طور سنين عسير وقصة النبي موسى عليه السلام”
وقد سبر غور هذا الموضوع برؤيتة النقدية الثقافية والتاريخية الرصينة. واستطاع ان يقنع المتلقي بحزمة من
اراء باحثين ومؤرخين لهم ثقلهم المعرفي في الاوساط العلمية والثقافية.
نعم …جاء مقال احمد عسيري ليدق ناقوس الخطر وينبه عن بعض بحوث تاريخية…. خاصة التي لم تستطع اقناع العقل والمنطق معا.
ونتذكر منذ سنوات مزاعم وتخرصات كمال الصليبي التي ماتت في مهدها
كونها لم تجد لها قبولا او مصداقية بين اوساط الباحثين ومراكز البحث في العالم.
ودعم تلك الاكاذيب ان التوراة وفق راي كبار المؤرخين في العالم خضعت
من قرون للتاليف والتبديل.
ان الكثير من بدايات الاستعمار في مراحل التاريخ المختلفة بدات مخططاتها من خلال اسقاطات لغوية مغلوطة حملها مؤلفوها انذاك مالا تحتمل لتدخل عنوة في جغرافية اللغة والسياسة والتاريخ…حتى اعتقد الناس بصحتها كحقائق ثابتة..
والسؤال الذي طرحه متخصص في التاريخ منذ سنوات.. هل هناك.ظاهرة”غسل التاريخ”؟ اتمنى
ان نجد الاجابة الوافية من اهل الاختصاص.
لم تتبدل تلك القناعات من الناس الا بعد سنوات من الزمان حين تصدى لها باحثون ومثقفون وفندوا تلك الاكاذيب والانحرافات والمزاعم …ولازال التاريخ بحاجة الى اعادة قراءته من خلال منهج علمي متخصص لتنقيته
مما علق به عبر العصور ..
وتحظى المؤلفات التاريخية باهتمام خاص في بلادنا ودعم ومتابعة وتشجيع للمؤرخين والباحثين مايلقي الضوء على تاريخ المملكة العربية السعودية المجيد …هذا الوطن الذي لم يعرف له الاستعمار طريقا وحقق له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه اعظم وحدة عرفها التاريخ الحديث.
وهاهي السعودية العظمى تسير اليوم
نحو البناء والتقدم والمستقبل الواعد بحول الله.