مختصر الحياة (إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ)

بقلم /صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز

هناك عمل من أعمال التقوى مكارم الاخلاق ،أحب أن ألفت الإنتباه له ، وهو موجود عند بعض من النبلاء الكرام للآن في زمننا هذا بأشكال مختلفه ، ليكون لنا رحمه من الله جل جلاله ،وقد كان سبب لدعوة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم لقبيلة مزينه الكريمه بالرحمه وهو من آداب اللياقه والتهذيب والنبل وحسن التصرف لأهل التقوى
ألا وهو جلب هديه معنا عند الزياره
والأهداء بما يكفي او يغطي بعض النقص او الحاجة من المأكولات أو ماشابه أو غيرها عند زيارتنا لأي أحد ، خصوص إن كانوا من غير الميسورين أو المشغولين ، فنقدم بذكاء مانظن أنه لازم لهم عند زيارتهم ، فإن كانت زياره عاديه لناس غير مشغولين او محتاجين فنكتفي بالهدايا الشكليه ، فقد قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ينصحنا ويوجهنا بأهمية العلاقات الإنسانية الراقيه قال (تهادَوا تحابُّوا ) أو لا داعي عند كل زياره لكي لاتمنعنا التكلفه من زيارة الاخيار ، أما إن كانوا من المحتاجين او الفقراء أو من شغلهم أمرا ما عن كرم الضيافه ، فمن الأفضل أن نحمل معنا لهم مانراه مناسب ، سبحان الله ماأعظم نعمة الدين والايمان الذي نعيشه ، لنعطي مثل عن التصرف اللائق وما يترتب عليه من موده وربما محبه ، وخير من الله الواسع العليم بما في الصدور
المثل هو عندما أنا قبيلة مزينه الكريمه ، وهم الى الآن موجودين بأسماء مختلفه او بإسمهم ، جاءت لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان من ذوقهم الرفيع أن ساقوا بعض من أغنامهم هديه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكي لايكلفوا عليه ضيافتهم وهم يعلمون كثر الوفود عليه ، وعدم التفرغ والقدره في ذلك الوقت ، فساقوا تكريمهم لكي لايربكوا رسولنا صلى الله عليه وسلم بضيافتهم .
فلنتيقظ لعظم الجائزه التي جاءتهم بسبب هذا الذوق الرفيع والنبل
هل تعلموا ماهذه الجائزه والمستمره بفضل الله الى اليوم ؟؟؟؟!!!!
أنزلت آيه من الله تبشرهم بالرحمه بسبب نبل تصرفهم وتمثلهم التقوى قبل حتى ان يتعلموا الاسلام ، وكذلك دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث بأن يرحمهم الله ، فما زالوا يتمتعون بالرحمه الى الآن ككل المتقين (أهل مكارم الأخلاق)
الشاهد فيما سبق
( أن التقوى مكارم الأخلاق كالذوق الراقي الرفيع والكرم واللياقه تأتي بنتائج مذهله في الدنيا ، ونتائج عظيمه في الآخره )
(أنعم وأكرم بقبيلة مزينه بكل مسمياتهم في عصرنا هذا ، وليستمروا على ماكانوا عليه لتكون دعوة رسولنا لهم صلى الله عليه وسلم مباركه )
وأنعم وأكرم بكل قبائل وعوائل وطننا المقدس أهل التقوى مكارم الأخلاق ، والمثل للعالم بها ، وكل المؤمنين أولي الألباب من المسلمين الذين قال الله جل جلاله بهم
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(وكم نحن بحاجة الى تعلم والانتباه لمكارم الأخلاق ، الآن في هذا الزمن الذي يرى فيه سيئ الخلق القاسي أنه هو الشاطر الفطن )

شاهد أيضاً

رحل عامر المساجد

بقلم/ عوض عبدالله البسامي مات الهدوء ومات اللين والحلم وغربت التؤدة والأناة مات الشيخ الوقور …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com