الوسط الرياضي يطبخ منافساته على نار الملايين، ويراقب دربيات “الجلد المنفوخ” بهياط مدرجات، وتصريحات مدببة، ومستويات فنية باهتة، المواطن البسيط لا يتوقف عند منافسات “الرياضة” وما تفرزه لنا من أبطال من ورق ونجوم يتربعون على اللقب الآسيوي بالبصق والشتائم، واتحادات رياضية تبلط البحر وتلون الهواء ببطولات غير معترف بها دوليا، بل يفكر في الكساء والغذاء ومأوى إذا صدقت تصريحات الأشهر السبعة التي وعد بها “شويش”، وعدا ذلك يمدي المواطن على “الجواهر” وركل “الجلد المنفوخ”.
مباريات كثيرة وركض هنا وهناك، لكن المواطن يهمه مباريات “الوزراء”، يبحث عن صاحب الصولجان، صاحب البصمة التاريخية، الوزير الحائز على أكبر قاعدة جماهيرية، الجميع يترقب مباراة ساخنة بين أعضاء فريق التشكيل الوزاري الأخير، فالمدرجات تتنامى طوابيرها، وشمس “سلمان” تشرق على ثرى الوطن.
يستطيع وزير النقل الفوز بالهدف الذهبي إذا نجح في توقيع عقود عشرات الشبكات من القطارات تربط طول البلاد بعرضها وما عدا ذلك “كرت أحمر” متناثر على الطرق المهترئة، ويستطيع وزير التعليم الحصول على كأس التفوق إذا طبق خطط التطوير التي كان ينوي خالد الفيصل إشهارها ومن ضمنها مناصفة الوظائف النسائية واقتسام الراتب والتقاعد وسنوات الخدمة، لحل مشكل آلاف العاطلات العانسات، وبهذا سيحصل وزير التعليم على أكبر قاعدة جماهيرية إذا فعل ذلك.
مباراة “القرن” بين الوزراء لن يتنبأ بنتائجها محنطو برامج القنوات الفضائية، ولا تصريحات وولائم الجولات الميدانية السياحية، ولا مزايين البعارين، ولا المفحطين والمطعسين بسيارات الوزارات، بل يحددها الوزير الذي يسجل هدفا ذهبيا يجبر كل البسطاء على الهتاف له في الهجيع الأخير من الليل.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
صالح الحمادي>