عسير صحيفة عسير الإلكترونية
صحيفة عسير – تقرير – ظــافـر سـعـدان :
( وجعلنا من الماءِ كُلَّ شيٍ حـيٍ )
الماءُ سبب حقيقي لحياة سعيدة
للإنسان والحيوان والنبات، وهو عصب الحياة ونعمةٌ كبيرةٌ ، لا نُدرك أهميّتها إلا عند فقدانها فالعرب قالـت : قديماً عن الماء أنه أهون موجود،وأعز مفقود
( ماقَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ )
١- لِّيـنـَة بيشة احدودبت وفقدت شموخها في عنان السماء ،وافتقدنا لسماع حفيف سعفاتها عندما تُحركه الرياح ،وذلك بعد إصابتها بشي اسمه العطش -فقدان الماء -والذي بسببه أخذت باسـقات ُ بيشة في انحناءِ شموخهـا و قِممِهـا و الذي يليه موتها مباشرة وتواريها عن عيون عشاقها وكأنها شمسٌ أزفت للغروب إحمرَّ شَفَقُهـا في ليل حالك الظلام
٢-مناشدة لسمو سيدي أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز
قائدُ تنمية عسير وعرَّاب نهـضتها
-باسم أهالي محافظة بيشة -مراكز -قُرى و هجر نُنَشاهد سموكم الكريم بفتح بوابات سد الملك فهد
لفترة طويلة لكي ينساب الماء الى باطن الأرض -وتستفيدُ منه الآبار
لإنقاذ مزارع بيشة باسقاتهـاوأشجارها مما هي فيه الآن من جفاف وتواري عن الحياة ولأهمية الماء
( في كل كبد رطبةٍ أجر )
-ولنا في الله ثمَّ في سموكم الأمل
المنشود
-فالأم المباركة لانُريدها تموت فقد تعودنا منها الغذاء والدواء والكساء فلنكن معها أوفياء بوجود وتوجيهات سموكم
فيدُكَ بيضاء وستجدُ أيادٍ خضراء
٣-الأمن المائي الزراعي اصبحَ مفقوداً ببيشة ،وذلك بسبب إغلاق مصبات السد
الماء حياة المزرعة -والرب رحمان رحيم
المياهُ خلف السد محجوزة بكميات كبيرة
لكن العين ُ بصيرة – واليدُ مقصورة
٤- السد مشروع تنموي وشاهدٌ حضاري
سدٌ عملاق يختزن خلفهُ كميات هائلة من المياه ، تتبخرُ في الهواء مع مرور الوقت يُعدُ ثاني اكبر سد في الشرق الأوسط بعد السد العالي بمصر و من أضخم المشاريع التي نفذتها المملكة
( وزارة الزراعة سابقاً )
لتأمين المياه لبيشة وتنميتهـا استغرق انشاء السد أكثر من أحدَ عشرَ عاماً( 11)
الإنشاء من ١٩٨٦ – ١٩٩٧ م
وعمره الآن 24 عاماًبالحساب الميلادي
ويقع على وادي بيشة من اكبر الأودية بالمملكة الممتد من سراة عبيدة جنوباً الى وادي الدواسر شمالاً
٥-( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ
نَضِيدٌ)
لأبناء الجزيرة العربية ارتباط وثيق وصلة
ضاربةٌ بجذورها في أعماق التاريخ
مع شجرة النخيل
( ولبيشة النخل نصيب الأسد من ذلك الإرتباط )فكم تغنى الفلاحون ببيشة بأهازيج شعبية عندما يقومون من خلال عدة مراحل بخطوات تلقيح النخيل الى أن يأتي يوم حصاده
-ورد ذكر النخل في القرآن مايقارب 22مرة والرسولُ يقول :
إن من الشجر شجرة مثلها مثل الإنسان المُسلم ، ألا وهي النخلة
ويقال : هناك مناظر تذهب الحزن عن المرء ومنها:
-القمرُ ليلةُ البدر -فجميعكم أقمارُ
-الماءُ الجاري فما أجملهُ من جريان! وأجمل به من خرير !
-وسعف النخل حين يعانق السماء
ويحركه الهواء محدثاً صوتاً اسمه حفيف ، نعم شجرة النخل باسقة وذات شموخ ، لها ارتباط خاص بالإنسان
ولها صفات مميزة عن باقي الاشجار
-بيشة تحتاج الأمن المائي الزراعي
-جفت آبارُهـا وماتت اشجارها وتساقطت ثمارُها وإلى الله المُشتكى
٦- المَزَارعُ الآن ببيشة اشبه بالأطلال بعد أن توقف المزارعون عنها وكلهم ألمٌ وحسرة وكان ذلك التوقف إجبارياً
بعد أن كانت تلك المزارع عامرة بالعمل والعاملين وسماع أصوات هدير المكاين لجلب الماء – إنه حقاً يردُ أصواتاً عاشقة وخريرُ الماء يناسبُ من خلال قنواته
-وتطرقُ مسامع الفلاحين عدة اصوات لحيوانات وغيرها كخوار البقر بالمزارع
وثُغاء الأغنام هنا وهناك ،ورائحة دخان
المخلفات والحشائش عندما يتم التخلص منها بأحراقهـا مكونة سحب دُخانية تأملوا ذلك الزمن الجميل
-وتغريد الطيور مختلفة الألوان
كل تلك المعطيات لاوجود لها الآن بسبب
موت الزراعة وهجر المزارعين لتلك المهنة
٧-كيف كانت بيشة قبل السد ؟
كانت موطن النخل مايُقارب ثلاثة ملايين نخلة تنتج انواع التمور اشهرها الصفري
-الخضار والفواكه بأنواعها متوفرة وخيرُ شاهد مشتل الحيفة -كان ينتج أنواعاً متعددة من الحمضيات ،وغيره من المزارع
٨- ماحالُ بيشة بعد انشاء السد؟
-جفاف تام لوادي بيشة على ظفتيه الشرقية والغربية
-انحسار للزراعة بأنواعها إلا على استحياءمن بعض المزارعين وذلك لتعلقهم بذلك الموروث
-تقلصت أعداد النخيل الى خمسمائة الف نخلة الآن وكانت سابقاً ثلاثة ملايين نخلة
الناسُ تسأل لماذا تم انشاء السد
-وزارة البيئة والمياه والزراعة ببيشة
ماذا لديكم حيال ذلك
نخيلُ بيشة ومزارعها الان ذكرى بل أطلال والوقوف على الأطلال ظاهرة
يقول إمرؤ القيس :
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزِلِ
بِسِقْط اللِـوى بين الدَّخُول فحوملِ
—–
سقط : ماتطاير من شرر النَّارر او المولود غير المكتمل
اللِوى : مارقَّ من الرمل اومكان تجمعه
الدَّخُول: يُقال أنها هضاب حمر في نجد
حومل : جبل اسود شاهق الإرتفاع بنجد
٢٢ – ١٠ -١٤٤٢هــ .
