بقلم / منار مليباري
عائلتي وطن وانا من دونهم غربة
عند إصابة زوجي بكورونا كوفيد ١٩ اضطررت للبقاء وحيدة مع طفلتي بشكل منفصل عن زوجي المحجور في غرفة خاصة من أجل الإجراءات الاحترازية، كما ألزمت بالبقاء بعيدا عن محيطنا العائلي امي وأم زوجي واخوتنا لكوني مخالطة لمصاب ، مما جعلني استشعر هذه النعمة التي غفلنا عنها أو نسيناها مع مشاغلنا الحياتية وكثرة النعم من حولنا .
كانت الساعات تمضي طويلة بعيدا عمن كان يؤنس وحشتنا ويحلي أوقاتنا ويشعرنا بالألفة والاطمئنان ، بعيدا عن تلك الأصوات و الضحكات التي كانت تفرحنا تارة وتزعجنا تارة أخرى، بعيدا عمن كان يمسك بأيدينا في ليالينا الصعبة وبعيدا عن محيطنا الآمن الذي اعتدنا على المكوث فيه ، ورغم وجود العديد من الأشياء التي كنت أستطيع أشغال نفسي بها أو انهائها إلا انها لم تثنيني عن الانتظار على أحر من الجمر لتعود حياتنا لطبيعتها ، وعودة تلك الأصوات والوجوه التي افتقدتها.
وما ان انتهت مدة الحجر حتى عاد الأنس والفرح إلى قلبي بشكل أكبر مما لو لم نواجه تلك التجربة الصعبة التي ايقظتني لاستشعار نعمة العائلة التي يفتقدها العديد من الناس من حولنا ولعل ما أصابنا كان خيرا لنا من أجل أن نحمد الله ونشكره ونؤدي حقوق واحتياجات بعضنا ونعود أكثر قربا ومودة وحبا وصلة لأرحامنا فرب ضارة نافعة .