حياة الشاعر صالح بن مصلح العمري الذي نحت الشهادتين على صخرة في آل عطيفة عام 1300هـ

IMG-20150223-WA0007

كتبت- نورة ظافر الشهري- النماص :

من خلال التواصل مع الأستاذة القديرة عائشة أبو دولة مديرة مدرسة آل عطيفة بالقطاع الشمالي والتي تربطني بها علاقة أخوة صادقة في الله سبحانه وتعالى
وصداقة رائعة تحدثتْ عن صخرة تم نحت الشهادتين عليها قبل 136 سنة والذي نحتها هو جدها الشاعر صالح بن مصلح رحمه الله ، حيث مضى وبقي الأثر ، وتذكرتُ قول الشاعر:
اكتب وإن طال المدى فلسوف يأتي قارئ ****** لاتخش أن تمحى الخطوط فللخطوط مرافئ
فطلبت منها تزويدي بشيء عن حياة هذا الرجل الطيب الذكر ، فاستجابت مشكورة مأجورة
وبعثت نبذة عن جدها (تعليمه – أشعاره – صور من القرية التي ولد وعاش بها- مسجده ) .

التعريف بالشاعر:

الشاعر صالح بن مصلح بن محمد بن يحيى من آل سليمان من تميم من بني عمرو بن حجرمن الأزد . وهو والد الشيخ محمد أبو دولة والذي اشتهرت باسمه أسرة آل بودولة المعروفة من آل عطيفة . والذي كان نائباً على قرى( آل عطيفة و آل جاهل و الخيشة ) و يدعون آل خلف من آل سليمان بني عمرو. ومن أحفاده الشيخ صالح بن محمد بن صالح أبو دولة حفظه الله الذي استلم النوابة من والده محمد أبو دولة بعد وفاته عام 1376هـ و لا زال و لله الحمد يتمتع بالصحة الجيدة و يقوم على شئون قبيلته خير قيام . ومن أحفاد الأحفاد منهم في مناصب مرموقة في الدولة و نسأل الله لمن توفي من هذه الأسرة الرحمة و لمن بقي التوفيق و السداد .

تعليمه:

هو شاعر مجيد وشيخ وعالم تعلم على يد والده الذي تعلم هو الآخر العلوم الشرعية في مدينة زبيد باليمن والتي كانت تسمى (مدينة العلم والعلماء ) ثم ذهب الشاعر صالح بن مصلح لإكمال تعليمه على يد آل الحفظي في رجال ألمع في عسير فتعلم القراءة و الكتابة – في وقت يندر وجود من يقرأ ويكتب – وكان تركيزه على العلوم الشرعية ولهذا تجد أشعاره لا تكاد تخلو من ذكر الله إن لم تكن كلها .

ولد في قرية آل عطيفة بني عمرو ، وعاش في أواخر القرن الثالث عشر و أوائل القرن الرابع عشر ويلاحظ أن شعره يشابه شعر سحيم في بعض قصائده من حيث أحكام القوافي واختيار بعض الكلمات الغريبة إلا أنه يدخل في الموضوع رأسا يساعده في ذلك غزارة في الشعر ودقة في التصوير. توفي رحمه الله في مكة المكرمة حاجاً ملبياً حيث أصابه مرض لم يمهله كثيراً ودفن هناك في عام 1331 هـ رحمه الله رحمة واسعة .

أشعاره :

لمع نجم شاعرنا في عصر كثر فيه الشعراء وأصبح البقاء للأفضل ومع ذلك كان من أفضل شعراء عمرو الشام المعاصرين له. ولكن للأسف لم تدون قصائده ولم يبق منها إلا ما تناقله الناس عن طريق الحفظ وهذه بعض قصائده التي استطعنا العثور عليها.

البدع :

استغفر الله عد ما لاحت أفكاري فتهنا وسبحان من كل لفضله ومعروفه مرايي

والحمد لله ذا أمن الروح مماكان محذور ولا إله إلا الله أقولها من صدر صافي
والله أكبر عز شأنه قلب دول بدولي

الثانية :

قال ابن مصلح من يصلني من أصحابي فتهنا وي واحدٍ فا نه من أول دريت انه مرايي

واي بعضهم ودع سلام ويتعذر فمعذور وي بعضهم لو وصل لم يحتسب يلقى مصافي

وي بعضهم لو نمرض أربع سنين ما بدوا لي

معاني الكلمات :

مرايي : أي مراجي من الرجاء لأنهم ينطقون الجيم ( ياء) وهذه من لغة قبائل الازد ٠

مرايي : أي مرائي من الرياء، يلقى مصافي : أي لم يصدق أن يجد أي فرصة لإنهاء الزيارة بأسرع وقت.

ومناسبة القصيدة أنه قرصه ثعبان في تهامة ولكن الله انقذه من سم ذلك الثعبان وبقي مريض من اثر السم حوالي خمسة أشهر لم يغادر حلة ال عطيفه (القرى ) . وله كتابات منحوته على صخور هناك وسنورد بعضها.

صالح بن مصلح يرد على سليمان بن مسعد الشهري :

اختلف رجلان من بني عمرو احدهم من ال سليمان والآخر من آل جمعة ويدعى (حبيب) في سوق الربوع في السرو وتعالت الأصوات ولكن بني ثابت حالوا بينهما وقبضوا على الرجلين و طبقوا عليهم الحكم الذي وضعوه لمثل هذا الحادث ثم خرج من بني ثابت أكثر من مائة و خمسين رجلا حتى وصلوا إلىقبيلة ال سليمان بني عمرو للتفاهم حول ما حدث في سوق الربوع ومعهم شاعرهم سليمان بن مسعد فاستقبلهم ال سليمان في الكنهبلة ومعهم شاعرهم صالح بن مصلح .

فقال سليمان بن مسعد رحمه الله :

يا سلام يا حمى واد تطول به الفروع
يا رفيق الجنب ذا ما لي عنه م الناس خيره

يا هل اروام اذا مدوا صروعه ذاح ذاك .

الثانية :

و الله ما نقبل خطايا م القبايل في الربوع

لو يكن منا الخطأ في المذهب إن نقطع ايده

سوقنا يدري بذا فيه البعيد وذا حذاك

وقد اعترضه الشاعر صالح بن مصلح العمري رحمه الله حيث قال :

مرحبا يا الثابتي ذا مذهبه شف الشروع

سوقكم سوق لنا ما أرضى لكم فيه القصيرة

ثر بما تبغى طويلا مالنا والدم فداك

الثانية :

ما جمعنا شورنا أو نضرب حبيب في الربوع

ضامني خصم الرفيق وشف عميان البصيرة

ذا لطم عينه بكفه راح منها أعمىً فداك

و يتضح من هذا مقدرة صالح بن مصلح كما يتضح حسن جوابه وسرعة بديهته رحمه الله و غفر ذنبه.

معاني الكلمات :

اروام : نوع من السلاح ، مدو صروعه: سددوا على العدو ، ذاح: مات ، ذا حذاك : أي المجاورين لك من القبائل،

شف : أي زاد ، راح منها أعمى فداك : أي ضاع و خاب.

و هذه قصيده قالها في حلف ال سليمان مع بني ثابت من بني شهر :

الأولى :

يا لله إنا نطلبك يا ذا في الجنة رفعت إدريس

يا سلام عد ما خط القلم في اللوح والمدراسة

يا ال ثابت يا هل روم ذاب من نماد روسها

حلفنا من يوم نص الحيد في البيداء وله سنين

الثانية(1):

حن سليمان الهول نمر تدانى له رقاب العيس

و إن هدر عود من البزل ترصد له و يلمد رأسه

و السباع الضارية ناوي على لماد روسها

يشهد الله لي إذا هبت القنا بيدك و له سنين

مناسبة القصيدة الثانية(1):

يقال إنه عندما بدا بن محسن شيخ قبيلة الشق من الراية في سوق ثلاثاء بني عمرو وبعد التنسيق مع (سعيد ابن عثمان شيخ بني عمرو) بدا يدعو الجموع المتواجدة في السوق بكثرة إلى الاستعداد لحرب الأتراك حتى يأخذ العلم الأكيد من بني عمرو أثناء حديثه معهم في السوق ركز ابن محسن رمحه في التراب وقال لن ارفعه من هنا حتى ترفعوه بأيديكم . وهو يرمز بذلك إلى انه لن يعلن الحرب ضد الأتراك حتى يعلن ذلك المواطنين من بني عمرو لأنه سيعتمد على الله ثم عليهم فما كان من شاعرنا صالح ابن مصلح إلا أن قام بأخذ الرمح ودفعه في يد ابن محسن و قال ال سليمان معكم في الخير والشر وذكر ذلك في هذه القصيدة ( يشهد الله لي إذا هبت القنا بيدك و له سنين) أي مسنون وحاد.

-وهذه قصيده للشاعر صالح بنمصلح في حفل لبني شهر ويستفاد منها حدود قبيلة بني شهر الجغرافية.

الأولى :

يا الله اليوم ولد صالح مبروك يأخذ الحق و يرد الخطأ لا يندف (2)

سلمه و أحفظه لي فاسمك السلام

الثانية :

يا بني شهر من سبلن إلى بركوك إلى ثربان زرب الطارفة إلى يندف
قسمي النصف منهم فاقره السلام
معاني الكلمات :

لا يندف(2) : أي يضرب ويندف مأخوذة من المنادفة وهي الخصيمة والمضاربة.

سبلن : اسم الوادي الفاصل بين بني شهر وبالقرن في تهامة ، يحد بني شهر من الشمال .

بركوك : جبل مشهور في تهامة بين بني شهر و باللسمر يحد بني شهر من الجنوب .

ثربان : هو الجبل المعروف في تهامة ويحد بني شهر من الغرب .

يندف: اسم جبل بالقرب من بيشة يحد قبيلة بني شهر من الشرق .

وقال رحمه الله في وادي الكنهبلة :

يا لله إنا نطلبك يا ربنا ما عنك منصرف

يا سلام ي ال معزب يا شبه باب الحديد
باًشة يحكم على الطابور ويقرر مصارفه

جاركم ربي من أهوال الوقوت و من صروفها

الثانية :

حنا سليمان الهول من يعقل السمحان إلى صرف

والعدو بعزة الله عن طرقنا جانب ومصارف

كم هزمنا في ملاقانا من أنياب مصارفه

مشخص بين الدراهم فيه زود عن صروفها ٠

وهذه قصيده ألقاها رحمه الله في قرية ال طلحة :

طلبة الله يا سلام الله على البدَين فرض عين

من حمى المشرق وكتفا بالغفور ورنما المنسابه

ما حموها الابساطي الحد وصفوف المعابري

ناوي المرزم إذا هلت مزونه فجر الحيضان

الثانية :

الله من وقت يشيب من نشوا فيه امس مرضعين
>
> نحمد الله نجمنا الدوار ذا يلعب على الحسابه

> جيت واصاحب اذا هو ما مشى الخاين مع بري

و الوصايا كبها الوارث لا اما علم بن روضان

معاني الكلمات:

> البدَين: ال الشيخ وعضيدات ،كتفا : هي كتفاء مكان معروف ساطي الحد: السيف ،
>
> صفوف المعابر: الرصاص لأنه يعبر المسافات ليصل الهدف. ناوي المرزم : يقصد نؤ المرزم ، المزن : السحاب ، كبها :أي تركها
>
> علم بن روضان : كان بن روضان في الأزمنة القديمة رجلا قويا شجاعا يمارس بعض الحركات الرياضية إلا انه كان يخلط معها نوعا من الشعوذة وكان يتحدى الأبطال في الأسواق حيث يمد يده ليضربها احدهم بالجنبيه فلا تؤثر فيها على حد زعمهم . وفي يوم من الأيامخرج إليه رجل من بني عمرو وهو يهز جنبيته في يده ويقول :

(ما انا بحساب ولا احتسب غير اتوكل فانقض الحساب ) وضربه فقطع يده.

يقال أن شاعراً من أهالي نجران اسمه عبد الكريم. كان يضرب في الأرض متحد يا جميع الشعراء .فقيل له لن تستطيع مقارعة شعراء بني عمرو وبني شهر لأنه ذاع صيتهم في كل مكان في ذلك العصر. فمضى حتى نزل في سوق الربوع في قرية السرو وسأل عن الشعراء الموجودين في السوق. فبحث الناس فلم يجدوا الا الشاعر صالح بن مصلح فاخبروه بخبر الشاعر. فقابله وتعرفوا على بعض فبدأ الشاعر عبد الكريم قائلاً

البدع:

– يا سلام يا ابن مصلح عَد من عبد الكريم

شاعر عمرو الشام من يحضى بمرتينٍ وقفله
مسرع ايديهم لدراج العجل والقاف له
– يا ابن مصلح جاك بدع القول من عبد الكريم
نمر في نجران يزهم ذا في البصرة وقفله

و اسلمت من هيبته جمع العُصب والقافله.

فرد الشاعر صالح ابن مصلح في الحال قائلاً:

– مرحباً بك عد فتوى الشرع من عبدٍ كريم
واي عدد من زار مكه والقُرين ومن وقف له
واي عدد من شرب زمزم بالدلي والقافلة

حثحث الراعد وابى المشرك يقول الله كريم

والصواعق صاوبت قصره وبيبانه وقُفله

و العمل ع الخاتمه يعمل وما يلقى فله.

وكان جواب شاعرنا مفحم للشاعر عبد الكريم من جميع النواحيخاصة عندما ذكر الشرك لوجود نصارى قديما في نجران

فقال هل بقي شعار أفضل منك في المنطقة ؟ فقال نعم و أنا من أوسطهم.

فعاد عبد الكريم أدراجه معترفا بشاعرية صالح بن مصلح وقال لن امتدح نفسي بعد هذا اليوم.

ومن أشعاره في النماص :

_ طلبت ربي وثيق العُرى

اهلا بمن له في الجُمل عاده

شهرين من يكسب الفايده

_ ان كان قيست فيما ترى

ما عاد لك في بني التيم فاقه

فاقطع يدك بيدك الثانيه

اختلف العسبلي شيخ بني شهر مع بني التيم وهو شيخهم لعدم تنفيذهم بعض أوامره .فاصدر أمره بقتالهم حتى ينصاعوا لأوامره فتجمع المؤيدون للشيخ العسبلي في النماص وبدوا يعرضون لرفع المعنويات على أن يبدأ الاقتتال في اليوم الثاني وجاء الشاعر صالح ابن مصلح صدفه. وسأل عن سبب هذا التجمع فاخبروه الخبر فنزل والقى القصيده السابقه . وكان يشير بيده إلى الشيخ العسبلي المعني بهذه الأبيات فقال العسبلي صدق صالح ابن مصلح كلنا بني شهر كيف نقاتل بعض وبفضل الله ثم حكمة هذا الشاعر حقـنت دماء الناس وتم الصلح .

وعلى طرق اللعب القديم له قصائد وجدنا منها:

– يا لله يا مطلوب يا جالي الظلمات بالنور
سهل لنا ليما المحبين ونعيمٍ وسراء.

IMG-20150223-WA0007

___ _____.jpg

>

شاهد أيضاً

مهرجان الجبل الثقافي يعلن عن موعده الجديد في 26 أبريل

صحيفة عسير – يحيى مشافي أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الجبل الثقافي، في اجتماعها أمس …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com