مهما تقولون لي فإنها #أمي..

بقلم الكاتب والاعلامي/ عوض بن صليم القحطاني

ضابط امن سابق-أخصائي اجتماعي-مدرب تنمية بشرية

لهيت في حياتي قرابة خمس عقود..
مرت سريعه كنت خلالها ارسم (خريطة المستقبل) مع طرق الاجتياز والطموح والحمدلله نلت العديد منها بتوفيق الله ثم دعوات والدي ووالدتي خاصة..

كنت اسمع الكثير يتحدث عن الام وغياب الام وحنان الام فظننته حديث عابر يختص بصغار السن وحنينهم..

فجأه مرضت والدتي تدهورت حالتها الصحيه أدخلت العنايه المركزه لاكثر من شهرين توفيت (رحمها الله) في ثاني أيام جمادى الأول لعام ١٤٤٣ للهجره..

قال الله تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]، يخبر تعالى عن تمام حكمته، وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال: إنه مؤمن، وادَّعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يُشوِّش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميَّز الصادق من الكاذب، والمحقُّ من المبطل؛ ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأُمَّة، أن يبتليهم بالسرَّاء والضرَّاء، والعُسْر واليُسْر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر[1].

احسست ان روتين حياتي تغير تماما..
بالرغم انني معدد ولكن (اتصال والدتي/ رحمها الله) له نبرة خاصه واتصال محبه لااتصال طلب او مصلحه.

صمت جوالي من اخر مكالمه لها في ١٧ اكتوبر ٢٠٢١م ٧ص تحددا ١٥دقيقه بعدها اغلقت وهي تردد وتدعي.
لم اعلم في قرارة نفسي انها اخر مكالمه من (امي الحبيبه)..

اتعلمون من هي الام باختصار..
*هي تلك الرحوم التي نتعمد اطفال ان ننام في الصاله لتحملنا الي غرفة نومنا ونجد الفراش الدافئ يغطينا..

*هي تلك الام التي ياتيها المال (وهي لاتعمل) لترى دمعتنا لاي سبب وتقول خذ هذي (الفلوس) رح البقاله بسط نفسك ولعلها لاتملك غيرها..

*هي تلك الام التي تصحوا صبحا في قمة الام وحتى في ولادتها لنجد الفطور جاهز (وتخفي عنا كل الم) وتضحك رغم الالم.

*هي الام التي ترتب في حياتها ان تضع الغداء الساعه ٢ ظهرا كل يوم َتصحي العموم قوموا للغداء ولاتأكل حتى ناكل (ولعل نفسها في لقمه معينه) ولكن تصد حتى ناكلها.

* كانت ثيابنا مكويه نظيفه وماعرفنا قيمتها الا بعد ان تغربنا وان ماقدمته لنا بالمجان كان في الخارج بفلوس.

*كانت لاتنساني من عصيرياتها الجميله اقلها (خبز بالسكر) مع شاي منعنع.. كانت كالنحله في المنزل لاتقف تخدمنا ونحن لانعلم اننا اهلكناها..

*وفي الليل نستمتع بتشكيلاتها اللذيذه وتنويعها للاكل.

*ثم تجمعنا في صالة المنزل لنسمر قليلا بعد ان ترتب معنا الكتب الدراسيه (لليوم التالي) ان كانت هناك مدرسه َنتابع اخبار التاسعه ثم ياتي (وقت النوم) واذا بالفراش معطر ومجهز لنا ‘ ونصحي علي صوتها الهادي قوموا صلوا (يالله خلوا ربي يدخلنا الجنه) وتدغدغ وجنتينا حتي نصحى.. ونعود وكان كيس الفسحه متطلب في جيوبنا يبقى لساندويش اليوم التالي..

*كبرنا وتابعتنا وفرحنا بالنجاح ولم نكن نعلم انها اول من يفرح ظنا انه نجاحنا فقط..

*توظفنا فلم تطلبنا مصروف لها بل تجادلنا وتتعفف.

*تزوجنا فاصبحت تحمل همنا َهم اطفالنا ايضا وصحتهم وعلاجهم..

*سافرنا فكانت تتصل كل لحظه لتسال عن وصولنا…

*تسافر معي واسالها عن أفضل فندق فتسال عن السعر اولا فتختار الارخص وتقول نفسي فيها وهي تريد توفير

*تالمنا فكانت تتصل دائما وتطلب ان تصل الينا لتكمدنا..

*بنينا فكانت فرحتها اكثر منا في منزلنا..

“ضاقت صدورنا فكانت هي ملجأنا واطفالنا تستقبلنا بابتسامه رغم ازعاجهم..

وفجأة غاب الاتصال.. غاب السوال.. غاب الود.. غاب الحب.. غاب الحنان.. ..
‏كان في شعر رأسي دائرتين في زوايا الرأس..
فسألت ‎#امي وانا طفل امي ماهذه الدائرتين..
قالت انت (ابو صقعتين) ممازحة لي..
ودارت الايام فصقعتني الدنيا بوفاة
(عمتي ابنة عمها(حماتها) ثم امي)..
فرحمت جدا ابني عبدالمجيد الذي
(اسمته امي. رحمها الله)..
فجع بوفاة جدته لأمة..
ثم بعد شهرين..
فج بوفاة جدتة لأبيه.

لم يعد للحياة طعم بدونك ياامي ياكبر مكانك اليا غبتي..

ولكن مايهونها انك عند ارحم الراحمين رب العالمين
(فالموعد باذن الله الجنه انا لله وانا اليه راجعون)

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com