‏(سُقم العقول)

بقلم ✒️/ دولة بنت محمد الكناني

كما أنَّ للأبدانِ أسقامٌ فإن للعقول أسقام، وهيهات هيهات لأسقام العقول من دواء.

علةٌ عضال، عتيّةٌ عصيّة، لا يرجى برؤها، إلا بعودةٍ للكتاب والسنة النبوية،ثم وعيٌ لما هو مطروحٌ من أقوالٍ وآدابٍ (شرعية، أدبية) وسعة إدراك، وسلامة فهمٍ يسبقه حسنُ ظن وصفاء عقل وقلب.

وسقيم العقل يقرأُ النصوص بقلة وعي وفهم، ويسقط نواياه عليها فيحور المعاني كيفما شاء!

تراه يتسلل بين الألفاظ ثم ينسل منها وينفث خبث فهمه في ردوده العمياء على كلِ نصٍ يقرأه كان قد خالف هواه.

ثم يفتح فاه مبرزًا أنيابهُ والسمُ يقطرُ من لسانهِ و السوء يسعى بين جنبيه، ويدافع عن فكره، وفهمه المعتل، وكأن قوله لا رد عليه وفهمه يقينًا لا شك فيه ونزّل فهمه ورده منزلة الوحي المنزه.

ولسان حاله يقول: خذوا بقولي فإني أرى ما لا ترون، وأعلم من الله ما لا تعلمون!

ولعل من أعظم الأسباب في سقم العقول عند قراءة النصوص الشرعية هي:

_ شبهة وقعت في النفس وهوى مطلق فلايرده حرام ويحوم حول الحمى.

_ الابتعاد عن الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة.

_ قراءة كتب الإلحاد والفكر المنحل.

_عدم التسليم للأحكام الشرعية والسمع والطاعة لله تعالى بل البحث في ضعيف القول والأخذ بما يوافق هواه والاستشهاد بأراء أناس لم يشهد لهم بالثقة والعلم والفقه ويطبق مقولة (خل بينك وبين النار مطوع).

_تأثير الثقافات الفكرية الغربية وتزيينها في العيون وتعدد أساليب عرضها.

ولا علاج لهذا السقم سوى العودة لله والتوبة والإنابة والتمسك بالكتاب والسنة وفهمها والعمل بها والتسليم التام لما فيها من أوامر ونواهي شرعية.

هذا من ناحية النصوص الشرعية أما النصوص الأدبية فأكثر سقم العقول حين قراءتها يكمن في النية وسوء ماتنطوي عليه وإسقاط الانحلال فيها وشخصنة النص..
وكلاهما نعوذ بالله منهما..

أخيرًا:
واعجبي!
ممن يدنس طهر القلم بخبث الفهم، وبراءة القول بسقم الفكر.
فكم من نص سليم اللفظ سامي المعنى لغا فيه سقيم العقول حتى كرهه قائله!
وكم من أدب صار حبيس الأدراج وليته كان أدبٌ منحل لكي يفرحَ بحبسهِ، ولكنه أدبُُ فضيل فيه من الأخيلة البديعية ما تسافر بك في عوالمها وتأنس بها من شدة روعتها وجمالها.

فيا أسفي على قلم بريء حوصر بسقامة العقول حتى سجنت حريته الفاضلة إلى أجلٍ غير مسمى.

شاهد أيضاً

مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة من يستغلها للإساءة سهلة وفق الأنظمة

عبدالله سعيد الغامدي. في وقتنا الحاضر ومع تنوع منصات التواصل الاجتماعي كثر من يقومون بعمل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com