ناصر المسلمي
نعيش ولله الحمد في ثورة تقنية كبيرة جدا وتتعدد وسائل الاتصال و التواصل الاجتماعية ، وأصبح اغلب الناس يتخذون من وسائل التواصل الوسيلة الوحيدة للتواصل و السؤال عن الاحوال و الصلة …
ويختلف الناس في التواصل فيما بينهم فبعضهم بشكل يومي والآخر بشكل اسبوعي و هكذا … ولكن و مع كل هذا فهناك اشخاص لا يُمكن ان يُغني التواصل الإلكتروني عن وصالهم المباشر ( وجهاً لوجه ) و السلام عليهم من قريب … حتى و لو كان هذا الوصال من فترةٍ لأخرى واغلى وأهم هولاء الأشخاص ( الوالدين و الإخوة و الأخوات ) ثم الذين يلونهم من الأقارب والأرحام و الأصدقاء .. يتفاجأ هؤلاء الاصناف من الناس بمرور الشهر تلو الشهر من غير زيارة و لا لقاء اسري الا في مناسبات الاعياد ان سمحت لهم الفرصة .. ومهما بلغ حجم المشاغل والأعمال فلا بد ان يجد الشخص منا وقتاً و فرصةً لزيارة اقاربه و الالتقاء بأسرته و لو مرةً كل شهرين ، لأن الاتصال و التواصل الالكتروني بجميع انواعه سواءً مسموعاً او مرئياً لا يمكن ان يغني عن جلسةٍ ولقاء أُسري يجتمع فيه ( الوالدين احدهما او كلاهما ) و الأخوة و الأخوات و يتطمن كلا منهم على الآخر ويتلمس حاجاته و يسعد بلقاء .. و بهذا بإذن الله تنعدم كثيرا من الخلافات الأسرية وتغلق أبواب الشكوك و الفتور في العلاقات الأسرية و تسود المحبة و الطمأنينة والسكينة في أجواء العائلة ، ويموت الحاقدين و الحاسدين بحقدهم وحسدهم و تُقفل في وجوههم كل أبواب الفتنة و محاولات التفرقة … فحتماً هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة …
ختاماً : راجع علاقتك مع والديك ومع اخوانك واخواتك وأقاربك الآخرين وأصدقائك.. و انظر .. متى آخر مره اجتمعتوا بعيداً عن المناسبات الرسمية المُجب للقاء … واعلم انهم يستحقون من وقتك الشيء الكثير حتى وان كان غالياً عليك و ثميناً .