بقلم _ إبراهيم العسكري
كنت اعتقد ان فترة الشباب ونظارة القوام وسواد الشعر وقوة الحواس ولبس الوثير المتجدد والسكن الفسيح والمركب المريح والزوج الرفيق والابن البار والأخ العضيد والزميل الماتع والمجتمع الوفي سيستمر معهم البقاء والعطاء امدآ طويلآ فنبقى نستمد من الله وبعونة لنقوم بكل ما نطمع فيه باستدامة بكل اقتدار ونظل نجمع للحياة الدنيا في غفلة وانسجام..!!
ان مرآة انكاس صورنا في الماء الصافي او حينما ننظر من خلال تلك المرآة الفاضحة الواضحة التي لم يتخللها فلاتر ولا فلاشات كاذبة خادعة ناصبة هي التي تجعلنا ندرك بواقعية حينما نرى من خلال تلك المرايا بمصداقية وواقعية فندرك من خلالها كل الزيارات المتتالية لتجاعيد وترهل الوجه وسائر الجسد أحدثها مرور الزمن فنرى الانعكاس بشكل جلي وواضح ويساير تلك التجاعيد تغير لون الشعر من السواد للبياض بشكل مستطرد وكأنه مستطرب في زيارات المتكررة مهما حاولنا له من خداع بصري معاكس..!!
القوى الحركية أيضآ تتراجع بشكل ملحوظ وليس كلما ذكر فقط بل حتى القوى المسانده والذواكر والنبضات الداخلية يتقلص حماسها بشكل ملحوظ فاصبحت الرغبات العامة المندفعة في ايام مضت تسجل تراجع متزايد لتصبح معها كل الملفات بطيئة الحراك وقوة الاسترجاع فيها متكاسلة بشكل يدعوا للقلق أو السأم..!!
التقي بالبعض ممن يتأثر بالعواطف المعادية للفكر ويؤمن بدورات خداع الذات بأن كل شيء يتجدد تلقائآ ولا يتأثر بمس الكبر واشتعال الراس بالشيب فيختلفون معي بالقول انك تعيش وهم فتلك مجرد أرقام تعدوا لتستمر الحياة..!!
حينما انظر لمن يختلف معي ارى فيهم مالا يرون بانفسهم وأدرك ما كانو عليه وما أصبح بهم من اطلال..!
أمام اصرارهم بأن الوقت بدري والظنون اوهام استدعي بقايا المرايات التي تنقل الصور كما هي فتأكد لي صدق المضان لتقول لا يغرك كلامهم فأن الشمس مالت للمغيب..!!
غرتنا الحياة الدنيا بلعبها ولهوها وملذاتها الفانية فقد آن لنا أن نفهم الدرس ونتعلم من كل علقة اكلناها من كل جاحد لنحسن الاستزادة من زاد الرحيل يوم لا ينفع مال ولا بنون.