انتهز فرصة العطالة

بقلم : بلسم الألمعي

كانت أكثر جملة يزعجني سماعها في مرحلة تخرجي هي جملة ” تخرجكم هو بداية الطريق” ظناً مني أن بوصولي للتخرج الجامعي هو نهاية الطريق هو نهاية التعب والسهر في طلب العلا ذلك أني لم اكن أعي فعليا ً عمق معنى
” هذا بداية طريقكم ”
لم أجد مقال واحد يخبرني آنذاك بمرحلة ما بعد التخرج مرحلة وماذا بعد ؟
لذلك قد يكون هذا المقال أول مقال مفيد لك كخريج …
أ. مرحلة ما بعد التخرج والحياة الواقعية :
في مقولة كنت اقرأها تقول ” في الدراسة نتعلم الدرس ثم نختبر ، في الحياة نختبر ثم نتعلم الدرس ”
في هذه المرحلة تبدأ رحلتك في البحث عن عمل , عمل يلائم تخصصك الدراسي لكنك ستتفاجئ بالكثير في سوق العمل يعمل في غير تخصصه ومن هنا ستتعلم أنه ليس من الضروري العمل بنفس مجال تخصصك بل فيما تجيد العمل فيه .
سوق العمل مليئ بالكثير من المفاجآت التي قد لا تخطر على بالك لذلك وجب هنا أن يكون لديك المرونة النفسية .
قد تصاب بالخيبات , خيبة اولى , خيبة ثانية , خيبة ثالثة , خيبة مئة ، ومن هنا ستتعلم الالتزام بالصبر و الاصرار مهما طالت المدة ستصل .
قد تكون من أصحاب الرزق السريع ويتم قبولك بالعمل مباشرة او يتم قبولك في الدراسات العليا, وقد تكون من اصحاب الرزق البطيء او المتأخر مثلما نقول فتبقى فيما نسميه مرحلة البحث عن العمل ” العطاله ” في كلا الحالتين رزقك سيصل لك أو تصل انت لرزقك فالاولى بدعائك والثانية بسعيـك .
في هذه المرحلة مهم ان تدرك وتنتبه انها بداية رحلتك مع ذاتك وكيف تتخطى ازماتك النفسية .
” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ” حديث صحيح مهم أن تدرك وجود هذه النعمتين وأن لا تجعلها تضيع فيما لايعود عليك بفائدة مثل التصفح المستمر للفيديوهات القصيرة بدون ضبط وقت محدد لها
او متابعة مشاهير ذو محتوى فارغ بالساعات وبجميع الحسابات
أو تقوم انت شخصياً بصنع محتوى فارغ ..الخ .
ب. ( تذكر)
عند عدم سعيك لتحقيق هدفك فأنت في الحقيقة تسعى في تحقيق هدف الاخرين .
عليك أن تعلم ان مرحلة العطالة هي مرحلة مؤقتة غير دائمة وغير مصيرية وهي ليست آخر الحياة .
هذه مرحلة رائعة في اكتشاف نفسك أمام نفسك وفي تطوير مهاراتك وفي إكتساب مهارة جديدة , قد تقضيها في حضور دورات معتمدة في تخصصك او خارج تخصصك أو في دراسة دبلومات مرغوبة في سوق العمل .
هي مرحلة رائعة في ممارسة هواياتك التي اندثرت في وقت دراستك قد تكون رسام مبدع لم ترسم من قبل او قارئ شغوف لم تكن شغوف بالقراءة من قبل أو مصور محترف او مصمم جرافيك او مصمم مونتاج مبدع , هذه المرحلة ستظهر لك ابداعك المدفون سنين نصيحة لا تضيع فرصة عطالتك.
أكثر شخص محسود هو العاطل لأنه يملك الأربع وعشرين ساعة في يده لا يتحكم فيه مدير ولا يسأل عنه صاحب مصلحة ولا يسعى في طلب إجازة .
انت المتحكم الاول والاخير في جدولك اليومي وبما يعود عليك من فائدة .
المرحلة الرائعة هذه قد عاشها افضل المعلمين اليوم وافضل الاطباء وافضل الموظفين بأفضل الشركات والعقود عالمياً في مراحل عمرية مختلفة قد تكون عاطل العشرين وقد تكون عاطل الثلاثين أو عاطل الستين بمسمى متقاعد .
– عاطل لا يعني فاشل لا يعني مكسور لا يعني مهزوم هو محارب على العديد من الجبهات .
ج. اغتنم هذه الفرصة
– أقرأ .. اقرأ  اقرأ وربك الأكرم .
القراءة أجمل أفق يمكنك التأمل فيه , نوّع لغات مصادرك بين العربي والإنجليزي.
قم بممارسة الرياضة ( ليس شرطاً الاشتراك بنادي رياضي) المهم هو تحريك عضلات جسدك ورفع مستوى هرمون الاندورفين المسؤول عن شعورنا بالسعادة .
جرب تربية حيوانات أليفة منزلية فيها الكثير من الصدقة ودفع الاذى عنك من جانب ومن جانب آخر مساعدتك على الشعور بالسعادة .
كن الداعم الأساسي والأول بعد الله لنفسك مهما شعرت بالضعف . عندما تظهر ضعفك للآخرين يزيد الاخرين من اضعافك الآخرين لا يحبون الا النسخة السعيدة والقوية منك .
حافظ على ثلاث مهمة , ايمانك , صلاتك , خبيئة صالحة بينك وبين الله .
استبدل كثرة التفكير بكثرة الحُلم والتخطيط ( احلم بدون حدود ) .
ملاحظة :
لا ادعو الى الاتكال والانتظار , انما ادعو الى السعي في ايجاد فرصة عمل مع الاستفادة من وقت فترة البحث حتى تجد العمل .
ان كنت تملك رأس مال لو بسيط بادر بعملك الخاص فيما تحب او تبدع .

شاهد أيضاً

وصيتي لشباب وطني

بقلم / حسن سلطان المازني وصيتي لأبنائي وبناتي ابناء وبنات الوطن الحبيب …أوصيكم ونفسي ايها …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com