عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم / فلوة العائض
يرنّ منبه الحياة ليخبرنا بأنها قد بدأت من جديد لتُفتح ستائرها للنور ولتتسلل أشعة الشمس إلى الأعماق لتُزيح ظلمة الأمس وكدرها.
نقف أمام المرآة لنُصلح حال ملامحنا الناعسة بقطراتٍ من الندى ولتبتسم شفاه الأمل لها.
قبل خروجنا من باب آمالنا نُرتل آيات حفظنا ونسأل الله التيسير وكل ماهو يسير بطريقنا.
نُدير محرك السيارة لتتحرك وجهتنا نحو لا نقول طريقٌ طويل فنحن قد قطعنا الكثير في الحياة بل من الأفضل أن نقول نحو الأمان والطمأنينة بوجود خالقٌ كريم.
الأرواح المتفائلة نجدها تشرق كل يوم بتفاؤل متوكلة على رازقها تعلم بأن كل ما يصيبها مكتوبٌ لها وإن جزعت فهي على ثقة بأن الله سيعوضها بعوضٍ عظيم.
تتوقف الحياة لحظة عند إشارة( قف لبعض الوقت لتهدأ قليلا).
في تلك الثواني التي ننتظرها ننظر لمن حولنا وسنرى أنواع مختلفة للحياة..
هناك الأب الذي يحمل على عاتقهِ نجاح ابنائه فنراهُ يهديهم أعظم نصائحه وهم مستمعين له.
وتلك الأم نجدها تبحث في حقيبتها مصروف ابنائها وهم بجوارها وعندما تهديهم عطائها نجد الفرح يعانق صباحهم.
لم تنتهِ الحياة بعد فعلى جهتنا اليمنى نجد ذلك الشاب العابس الوجه يضرب بكلا يديه على ما هو أمامه مُكفهرّ ينتظر الأذن بالانطلاق.
بينما صاحبه بجواره بشوش الوجه هادئ يتأمل من حوله.
تلك الثواني التي قضيناها في تلك التأملات ستهدينا عدة قيم وعبر.
نحن في معترك الحياة كل يوم في صراع وضغوطات نحاول أن نُظهر أفضل ما لدينا لنخفف من وتيرتها ولتصبح أقل حمل مما كانت عليه.
لماذا لا نكون على يقين بأن الحياة محطة عبور سنعبرها لغيرها ومن خلال تلك الساعات والأيام والشهور والسنيّن نجعل يقيننا بالله قويا وأنه السند العظيم وأنهُ سيقول للشيء كن فيكون ولأجل استمرار ذلك علينا أن نُجدد مابيننا وبينه بحسن التوكل عليه.
هذه القاعدة لو ترسخت بداخلنا ستجعلنا مع كل شروق شمس يوم جديد في حالٍ سعيد.
فلا أنا ولا أنت ولا حتى ذاك الغريب نستطيع رسم حياة بعضنا ومع ذلك نستطيع رسم ابتسامة جميلة القبول في كل مكان نغدو به كالسحابة الغادية.
لابد أن نهدي أرواحنا زهور من الأمل لاتعترف بمقولة ستذبل بل نجعلها دوماً في أفضل حال نسقيها ثقة بالله عزوجل لتُزهر الدروب لنا وبأن اليوم وغداً سيكون جميل.
