الماضي وتراثه عنواناً للحاضر وأزدهاره

 بقلم – د. علي بن سعيد آل غائب

— إن التراث هو كل ماورَثهُ الأجيال عن اسلافهم من فنون وتقاليد وعادات ومقتنيات مادية ( منقولة وثابتة ) ولذلك فإن العلاقة وطيدة بين الإرث التاريخي وحضارات الشعوب على مختلف مشاربها .،

— وبما أن مستجدات الحياة المعاصرة اصبحت متسارعة فإنه اضحى في غاية الضرورة الإهتمام بحفظ التراث وتوريثه عبر الأجيال للجمع بين الأصالة والمعاصرة ، وكذلك ترسيخ الإنتماء للأرض وبالتالي الإنتماء للوطن .،

— ولإن قيمة كل امرءٍ بما يُحسنه فإن قيمة كل مواطن بما يقدمه لوطنه ، ومن المؤكدْ أن كل مساهمة فاعلة من كل مواطن صالح تُعدْ لبنة جديدة في بناء الوطن ليبقى اصيلاً بماضيه شامخاً كما هو شامخاً في حاضره وفي مستقبله والوطن يستحق ذلك .،

— وأرى أن تلك المعاني النبيلة تكتمل في ( قصر مالك ) بقرية سَبل بمنطقة عسير ، والذي تم بنائه من قبل الشيخ / علي بن معدي رحمه الله عام ( ١٢٩٥هـ ) وتم إعادة تأهيله وترميمه من قبل ابنه الشيخ احمد بن علي بن معدي ( شيخ شمل قبائل بني مالك عسير ) عام ( ١٤٣٩ هـ )

— فقد تشرّفت بزيارة هذا القصر الشامخ في بنائه والعزيز بمكانه ومكانته واستوقفني خلال هذه الزيارة وقفات اربع اختصرها فيما يلي :-

الوقفة الأولى : وجود هذا القصر في قرية عتيقة تجمع بين عبق الماضي التليد وشموخ المستقبل المجيد في مبانيها وفي مزارعها ، يحيط بهذا القصر اشجار الفاكهة المتنوعة والمثمرة ( الرمّان – العنب – التين – المشمش والخوخ )

الوقفة الثانية : تزيين هذا القصر بعد تأهيله بمقتنيات تراثية قديمة يتحقق بها الإرتباط الوثيق بين الماضي والحاضر ويدلل على أن الإنسان السعودي قادراً على العيش بكرامة وشموخ في كل الظروف ويجعل الأجيال الجديدة تفتخر بماضي اسلافها وتحمدالله على ماوصل إليه الوطن من تطور يفوق الوصف ويحاكي الدول المتقدمة في حضارتها وثقافتها واقتصادها وفي كل المجالات دون استثناء ، وماكان لذلك أن يتحقق للوطن إلاّ بتوفيق من الله ثم بالجهود المخلصة والمباركة من قيادته الكريمة وسواعد شعبه الوفي .،

الوقفة الثالثة : تهيئة ساحات تحيط بهذا القصر تتوفر بها الخدمات الأساسية ( المسجد – دورات المياه – طاولات الأستراحة والأستجمام – تهيئة بعض المشروبات الخفيفة ” الشاي والقهوة ” ) مما يحقق في هذا المكان خدمة جاذبة لزائريه .،

الوقفة الرابعة : الإشراف المباشر على المكان من قبل المنتمين إليه من اسرة آل معدي وتهيئة الظروف المناسبة لزائريه من قبلهم والرد على استفساراتهم بأسلوب راقي ، وهم بذلك يجذّرون قيماً اخلاقية واجتماعية وأنسانية تحلى بها المجتمع السعودي النبيل في كل أرجاء الوطن العزيز .،

— حفظ الله بلادنا العزيزة وأعان ووفق قيادتها الكريمة وحفظ الله شعبها من كل مكروه ، والدعاء موصول لكل من ساهم في بناء الوطن .