بِقَلَمِ د/ عِيْدَانُ أَحْمَدُ العُمَرِيْ
بِمُناسَبَةِ اليَوْمِ الوَطَنِيِّ الثانِي وَالتِسْعِينَ لِمَمْلَكَتِنا الحَبِيبَةِ ، يَتَجَدَّدُ الفَخْرُ وَالاِعْتِزازُ ، وَيَزْدادُ الاِنْتِماءُ ، وَتَتَأَلَّقُ الرُوحُ بِحُبِّ الوَطَنِ وَقِيادَتِهِ وَشَعْبِهِ ، وَتَعْجَزُ حُرُوفَ الشِعْرِ وَالكَلِماتِ وَالعِباراتِ وَالأَلْسُنُ ، فَلَنْ تَجِدَ ما يَلِيقُ بِمَقامِ الوَطَنِ وَشُمُوخِهِ ، إِنَّها مَمْلَكَةُ العِزِّ وَالإِباءِ ، لَها فِي المَجْدِ عُنْوانُ ، وَفِي الإِبْداعِ قِمَّةٌ ، وَفِي الاِزْدِهارِ بَصْمَةٌ لَمْ نَجِدْ إِلّا دُعاءَ الجَمِيعِ لِرَبِّ السَماءِ أَنْ يَحْفَظَ الوَطَنُ قِيادَةً وَشَعْباً وَأَرْضاً .
هِيَ عَراقَةُ تارِيخِ دَوْلَةٍ ، وَمَجْدِ أُمَّةٍ ، وَرَمْزِ كَرَمٍ وَقُوَّةٍ ، وَحَضارَةٍ عالَمِيَّةٍ مُزْدَهِرَةٍ هِيَ مَمْلَكَتُنا الحَبِيبَةُ الوَفِيَّةُ الراسِخَةُ رُسُوخُ الجِبالِ ، وَالشامِخَةِ إِلَى عَنانِ السَماءِ ، يُرَفْرِفُ عَلْمُها فِي كُلِّ أَرْجاءِ البِلادِ المُتَرامِيَةِ الأَطْرافِ ، وَفِي كُلِّ المَحافِلِ الدَوْلِيَّةِ رايَتَها الخَضْراءُ خُفّاقَةٌ ، وَبِالمَجْدِ بَرّاقَةٌ ، وَبِمَكانَتِها مَرْمُوقَةٌ تَحَدِّي وَمُنافَسَةٌ عالَمِيَّةٌ .
وَفِي الثالِثِ وَالعِشْرِينَ مِن سِبْتَمْبِر مِن كُلِّ عامٍ تَحُلُّ ذِكْرَى عَزِيزَةٍ وَغالِيَةً عَلَى قَلْبِ كُلِّ مُواطِنٍ سَعُودِيٍّ ، ذِكْرَى الأَمْجادِ وَالأَبْطالِ ذِكْرَى تَوْحِيدِ وَبِناءِ دَوْلَةٍ ، وَتَلاحُمِ شَعْبٍ ، ذِكْرَى فِي يَوْمٍ خَلَّدَ التارِيخِ أُسْطُورَةَ بِناءِ دَوْلَةٍ ، وَتَوْحِيدِ قِيادَةٍ وَشَعْبٍ فِي ظِلِّ قِيادَةٍ حَكِيمَةٍ واحِدَةٍ ، تَأَلَّفَت القُلُوبَ قَبْلَ الأَجْسادِ ، وَتَعانَقَت الأَرْواحُ بِالحُبِّ وَالتَقْدِيرِ وَالاِحْتِرامِ عَلَى يَدِ المُؤَسِّسِ المَلِكِ عَبْدِالعَزِيز بِن عَبْدِالرَحْمٰن آل سُعُود طَيَّبَ اللّٰهُ ثَراهُ وَرِجالَهُ المُخْلِصِينَ عَلَى مَبادِئِ شَرِيعَةِ الإِسْلامِ وَالتَوْحِيدِ وَهَدْيِ رَسُولِهِ الكَرِيمِ ، وَما زالَت عَبْرَ العُصُورِ مُسْتَمِرَّةً فِي تَحَقُّقِ الأَحْلامِ الواعِدَةِ ، وَتَبَدُّدِ الظَلامَ وَالجَهْلِ بِأَنْواعِهِ ، فَاِنْتَشَرَ العِلْمُ وَعَمُّ السَلامِ وَالأَمانُ كُلُّ أَرْجاءِ البِلادِ .
تَتَجَدَّدُ الذِكْرَياتُ وَنَسْتَلْهِمُ العِبْرَ وَالمُنْجَزاتِ ، وَنَسْتَذْكِرُ الوَحْدَةَ مِنْ بَعْدِ الشَتاتِ ، وَالأُلْفَةِ بَعْدَ التَفْرِقَةِ ، وَالحُبِّ بَعْدَ التَباغُضِ وَالتَناحُرِ ، إِنَّها مَلْحَمَةُ تارِيخِ وَصُنْعِ أَمْجادِ ، وَبِناءِ دَوْلَةِ وَحْدَةِ شَعْبِ وَقِيادَةِ وَتَأْسِيسِ دَوْلَةِ الإِسْلامِ وَالتَوْحِيدِ ، وَحِصْنِ المُسْلِمِينَ وَقَلْعَةِ التَسامُحِ وَمُعْجِزَةِ العَصْرِ وَمَفْخَرَةِ التارِيخِ ، وَحامِيَةِ العَقِيدَةِ وَالدِينِ وَالشَرِيعَةِ ، وَاِحْتِرامٍ بِما لا يَتَعارَضُ مَعَ مَبادِئِها وَنَهْجِها وَدُسْتُورِها وَثَقافَتِها لِلقَوانِينِ العالَمِيَّةِ وَالأَعْرافِ الدَوْلِيَّةِ .
مَنْهَجُها وَدُسْتُورُها القُرْآنُ الكَرِيمُ وَالسُنَّةُ المُطَهَّرَةُ ، تَحْكُمُ الشَرِيعَةَ قَوْلاً وَعَمَلاً ، مَمْلَكَةُ الخَيْرِ وَالرِفْعَةِ وَالسُؤَدُدِ ، مَمْلَكَةُ الإِنْسانِيَّةِ إِنَّها المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السَعُودِيَّةُ جَعَلَ لِهٰذا الوَطَنِ اِحْتِراماً ، وَلِبِناءِ الدَوْلَةِ تَطَوُّراً وَازَدَهاراً ، وَالشَعْبَ قُوَّةً وَاِنْتِصاراً .
وَالمُواطِنُونَ السَعُودِيُّونَ يَفْتَخِرُونَ وَيَعْتَزُّونَ بِتارِيخِ وَمَجْدِ دَوْلَتِهِم ، وَحِكْمَةِ قادَتِهِم ، وَتَآلُفِ شَعْبِهِم ، وَمَلْحَمَةِ تارِيخِهِم وَأَمْجادِهِم الَّذِي لا يُفارِقُ أَذْهانَهُم وَعُقُولَهُم ، وَلا يَنْسَى مِن ذاكِرَتِهِم وَيُخَلَّدُ فِي قُلُوبِهِم وَأَفْئِدَتِهِم اِزْدِهارُ وَتَطَوُّرُ دَوْلَتِهِم ، رَخاءٌ وَسَعادَةٌ وَأَمْنٌ وَأَمانٌ ، وَخَيْرٌ كَثِيرٌ ، وَتَطَوُّرٌ وَاِزْدِهارٌ نَحْوَ قِمَمِ الإِنْجازِ، وَتَسابُقِ الزَمَنِ ، وَتُعانِقُ السُحْبَ فِي هِمَّةٍ مُتَّجِهَةٍ نَحْوَ القِمَّةِ بِسَواعِدِ أَبْنائِها وَبَناتِها ، وَقِيادَةِ وَإِدارَةَِ وَحِنْكَةِ وَحِكْمَةِ حُكّامِها .
فَنَحْمَدُ اللّٰهَ سُبْحانَهُ وَتَعالَى لَهُ الفَضْلَ وَالمِنَّةَ عَلَى هٰذِهِ النِعْمَةِ ، وَزادَنا اللّٰهُ مِن فَضْلِهِ الواسِعِ الَّذِي جَعَلَ لَنا الخَيْراتِ تَتْراً ، وَمِن المُنْجَزاتِ الكُبْرَى هَدَفاً وَتَحْقِيقاً، لِأَجْلِ خِدْمَةِ وَطَنٍ وَقِيادَةٍ وَشَعْبٍ وَرِفْعَةِ شَأْنِ الأُمَّةِ ، وَتَخْلِيداً لِذِكْرَى الوَحْدَةِ الغالِيَةِ عَلَى قُلُوبِ الجَمِيعِ فِي دَوْلَةِ العِزِّ وَالشَرَفِ وَالكَرامَةِ .
حَفِظَ اللّٰهُ الوَطَنَ قِيادَةً وَشَعْباً وَأَرْضاً ، وَأَدامَ عَلَيْنا الأَمْنَ وَالأَمانَ ، وَالوَحْدَةَ وَالأُلْفَةَ وَالخَيْراتِ ، وَتَحْقِيقِ الأُمْنِيّاتِ وَالمُنْجَزاتِ فِي دَوْلَةِ حِصْنِ الإِسْلامِ ، وَقَلْعَةِ المُسْلِمِينَ ، وَحامِيَةِ الحَرَمَيْنِ الشَرِيفَيْنِ ، وَمَهْوَى أَفْئِدَةِ قُلُوبِ المُسْلِمِينَ .
اللّٰهُمَّ اجعلها آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً إِلَى يَوْمِ الدِينِ يَا رَبِّ العالَمِينَ .