العقوق الوطني

بقلم حسن بن عايض آل معدي

إن من عقوق الوطن وسوء التربية وضعف البصيرة أن تتمنى لوطنك السوء، ولمواطنيه زوالَ النعمة، بسبب اختلاف رأي، أو ميولٍ فكريٍّ أو تعصبٍ طائفيٍّ أو أيٍّ كان. ماذا لو آمنا أن الوطن منزلنا الكبير، وأن ما يحدث فيه من اختلاف للآراء هو الاختلاف الصحيُّ الذي يحدث في كل منزل؛ لا يتجاوز أبوابه، ولا يستحق أكثر من عَتب أحبابٍ ينتهي بوُدٍّ، دون الحاجة لهدم المنزل.

ومن أنواع (العقوق الوطني) تحقير إنجازات الوطن والاستخفاف بها، ومحاولة التأثير في المجتمع ببث نبرة اليأس، واستغلال بعض الظروف الاقتصادية المؤقتة لتحميل الدولة مسئولية التقصير، وإسقاط التضخم العالمي -وما يسببه من تأثير على اقتصادات الدول- على خطط الدولة الاقتصادية، ونعتها بالفشل.

قد نتراجع عن مشروع أو نفشل في اجتهاد أو نغير في الخطط … إلى آخره؛ هذه من سنن الله في الكون، ولا تستوجب الشماتة والتوبيخ، ولا تستدعي جلدَ الذات وإظهارَ هذه السلبية التافهة وطمسَ آلاف النجاحات -بل بعضها كالمعجزات-، والتي تمت بفضل الله، ثم برؤية القيادة وبعمل رجال الدولة الأَكْفاء.

إن ما تعرضت له السعودية في الأعوام الخمسة الماضية من أحداث سياسية وعسكرية واقتصادية، لو كانت في بلد آخر، لربما انهار اقتصاديًّا وسياسيًّا بل ومعنويًّا؛ لقد تعرضنا لأبشع هجمة إعلامية في العصر الحديث، ورُمِينا بتُهم الفشل بعد أن وصل سعر برميل النفط إلى (الصفر)، وبعدها بعدة أشهر حققنا أكبر ميزانية في تاريخ الوطن.

إن من حق الوطن علينا أن نحافظ على مكتسباته، وأن نفخر بالمنجزات الكبيرة التي تحققت في عشرات السنين الماضية، وأن نزرع في أبنائنا حب الوطن، ليعيشوا في بيئة وطنية صحية، ويشاركوا في بناء منزلنا الكبير بعيدًا عن أفكار أرباب العقوق الوطني.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com