إن الدور الأساسي والمحوري للمعلم يتمثل في غرس القيم الأخلاقية والاحترام والمشاركة وتقبل الاختلاف في شخصية المتعلم بالإضافة إلى صناعة المتعلم وتربيته من الناحية التعليمية.
هناك بعض الخصائص التي يجب أن تتوفر في المعلم والتي من شأنها أن تساهم في جعله قدوة حسنة للمتعلمين مما يساهم في إقبالهم عليه.
يجب أن تكون أخلاق المعلم فاضلة، تلك الأخلاق التي يجب أن يورثها ويغرسها في نفوس طلابه، فيجب أن يتحلى بالأمانة في تدريسه حتى يورث لهم مبدأ الأمانة في جميع أمورهم، كما ينبغي على المعلم التحلي بالصدق في معاملته وكلامه وأن يتجنب التنمر والتكبر.
كما يجب على المعلم أن يكون صاحب شخصية إيجابية، لين الطباع بشوشا وهادئا، يستمع إلى طلابه، مقدما نصحه ومساهما في حل مشاكلهم، متواصلا بشكل جيد مع أولياء الأمور.
إن تمتع المعلم بالقدرة على التحكم بوقت الحصة وتنظيم الصف الدراسي والاهتمام بهندامه الخارجي يؤدي إلى تمثل المتعلم واقتدائه به.
تتضح الفروقات بين المعلمين في قدرة المعلم على إيصال المعلومة للمتعلم، وقد نرى المتعلم يميل لمعلم دون غيره في بعض الأحيان وهذا إثبات على أن المعلم الذي يفضله قد استوعبه وفهم قدراته ووجد طريقة لإيصال المعلومة والفكرة إليه، فينبغى مراعاة جانب كسر الملل لدى المتعلمين من قبل المعلم باعتماده لأساليب تدريسية مشوقة تناسب جميع المتعلمين.
إن تشجيع المعلم للعمل التشاركي والجماعي لدى المتعلمين ينعكس إيجابا في نفوسهم ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويساهم في تبادل الخبرات فيما بينهم.
يعد المعلم المصدر الأساسي للمعلومة لدى المتعلمين فيجب عليه أن يساعد كل متعلم بحسب مستوى الاستيعاب لديه وأن يوجهه بالطريقة التي تناسبه للاستفادة من المعلومة، وأن يكون قدوة من ناحية السلوك الاجتماعي له وذلك بإعطائه الفرصة للتعبير عن آرائه ومشاعره مما له بالغ الأثر في بناء شخصيته.
يعد المعلم بمثابة أسرة المتعلم الثانية فهو يساعده في بناء شخصيّته بالتعاون مع أسرته وتنمية مواهبه أو كشف مواهب وقدرات جديدة لديه، بالإضافة إلى دوره الأساسي في دعم المتعلم علمياً ومنحه معلوماته وعلمه وخبراته ليستطيع العيش في المجتمع كفرد فعّال.
يعد المعلم الذي يحترم زملاءه وطلابه ويستمع إليهم ويقدّر جهودهم محفزا على الاحترام المتبادل بين الطلاب وعدم التقليل من شأن أي طالب مما يساهم في خلق صداقات اجتماعية وبيئة منظمة يحكمها القانون والاحترام بين الأفراد.
وعلى النقيض تماما فإن المعلم السيء يترك أثرا سلبيا لدى المتعلم مما ينعكس سلبا على تربيته وأخلاقه وطريقة تعامله مع الآخرين وحكمه على الأمور واتخاذ القرارات.
فعلى المعلم أن يتجنب التفريق والتمييز بين المتعلمين وتفضيل أحدهم على آخر لأن ذلك يؤدي تضليل العملية التعليمية وضياع أهدافها كما ينمي ظاهرة التنمّر المدرسي ما يولد شخصية غير مستقرة لدى المتعلم، كما يجب على المعلم البعد كل البعد عن الأذى الجسدي لما يسببه من صقل لشخصيّة المتعلم على أذى الغير وقد يسبب لبعضهم اضطرابا في الشخصية.
لقد كان الهدف الرئيسي للتعليم قديما هو تعليم الأطفال الحساب والقراءة والكتابة والمناهج الدراسية التقليدية بالإضافة إلى غرس القيم الأخلاقية في نفوسهم وتعليمها لهم، ليتطور الهدف التربوي من التعليم ويصبح مواكبة العلم بالوسائل الحديثة ومنافسة المناهج الدراسية الأخرى وهذا يطبع الطالب على تحديث ومواكبة كل شيء جديد يتعرض له.
بقلم المعلم/ عبده بن علي أبوديه
مدرسة جعفر بن أبي طالب بظهران الجنوب