ورد أحمر وفراشات ملونة.

 

IMG_112896308993931

ورد أحمر وفراشات ملونة

عيسى مشعوف الألمعي

تسكنهُن لوثة الجمال ، فيسارعن في التجمل وهن جميلات خِلقة ، مزهوات بفتنة طاغية وَهَبهُن الله ، أنوثة تجعل الصخر يتفجر ينبوعاً من ماء عذب ، لديهن سحر المنظر ، وعطر الكلام ، وعبير الدلال ، فاتنات رشيقات فراشات وزهور وعصافير جنان ، أسمائهن مثيرة تسحر أفئدة الرجال ذوي الألباب الراجحة ، بعضهن جمال طبيعي فائق الوصف بلا مساحيق وألوان ، وبعضهن جمال فاخر ، وتبقى المرأة جميلة بكل صورها، وكل النساء وجوههن جميلة ، والتفكر في إبداع الله في هذا الجنس اللطيف يجعلك في حِيرة . فهو كالعالم الفسيح لن تبلغ مداه مهما حزت من علوم الأنثى، لغة العيون محيطات وأهوال وعواصف وجنات نعيم ، أما من ناحية القلوب والدموع والآهات والتعبيرات عن المشاعر فهي معادلات صعبة وملاحم من عشق وقصائد من غزل ، كما يقال : شيئان لا تصدقهما أبداً : دموع النساء وقلوب الرجال ، بالمقابل ، شيئان لا تكذبهما أبداً : قلوب النساء ودموع الرجال ، هي معادلة قد تكون صحيحة وقد تكون مجرد معادلة فقط، والأرجح صحتها خاصة في قلوب النساء فلا تكذب أبداً ، ودموعهن سلاح الضعيفة وحيلة من لا حول لها ولا قوة ، وهنا يأتي الغزل الجميل الذي يفتقـُده الكثير في تعاملاتهم الخاصة مع زوجاتهم وحبيباتهم ، كأن يقول لها : ناوليني الملح ، فتقول : هل أرشُّ لكَ ؟ فيقول : لا ، أنا أرشُّ بنفسي ، فبأصابعكِ سيصبح الملح سُكر ، تصوروا ، كيف سيكون شعور الزوجة والخطيبة والحبيبة من كلام راق كهذا ، سيجعلها سعيدة فراشة محلقة في ملكوت الفرح منتشية يومها ذلك ، وقد قيل : أن الحب هو الطريقة المثلى لاسترقاق الآخرين دون الإساءة لآدميتهم ! وأبواب إدخال السعادة والبهجة على الأنثى الزوجة أو غيرها كثيرة مثل أن تقول الزوجة لزوجها : تزوج من أخرى فمن حقك أن يكون لكَ ولد ، فيرد عليها قائلاً : كل طفل لستِ أمه لا حاجة لي في إنجابه ، هنالك طارت الزوجة الوفية من شدة العبارة وجمالية الموقف ، وحالات عدم الإنجاب كثيرة ، لكن انكسار النفس يكون شديداً ومؤلماً على الزوجة ، وكثير من الرجال يكون قلبه مثل موقف السيارات يقف فيه الجميع ولا يملكه أحد . بعكس المرأة فقلبها كالرصاصة وجدت لتستعمل مرة واحدة ، أو مثل منديل كيلنكس يستعمل مرة واحدة ، يجب على كل رجل أن يجعل المرأة كالوردة النادرة في مزهرية من ذهب ؛ حُبه لها كالماء لبقائها على قيد الحياة ، وتعامله الراقي معها كالشمس لبهجتها وزينتها ، وإخلاصه لها كالهواء تتنفسه ، وحنانه وكلامه الناعم العذب سياج يحمي الوردة التي تحط عليها فراشات السعادة والحب الملونة ، عليك أن تقول لها يا عبد الله : كلهم حولي .. ولكني بدونكِ وحدي ! قل لها دوماُ : أفتقدكِ ، أحبكِ ، أحتاج لكِ ، قل لها ولا تخجل ولا يصيبك عمى الجلافة فتخسرها ، عندها ستكسب قلباً وزوجة وامرأة وأنثى .. وهنيئاً لمن حاز كل ذلك في معشوقته وشريكة عمره ، من حق المرأة أن تعيش كما خلقها الله بفطرتها وأنوثتها وقرارها وحياتها لا كما يريد البعض أن تكون دمية يصنعونها ويفصلون لها أثواباً ذات ألوان قاتمة على مزاجهم.>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com