عندما نتحدث عن التطوير والقيادة وتقدم الأمم وازدهارها فنحن نتحدث بالأساس عن الإنسان باعتبار الاستثمار فيه هو ضمانا لأمن وسلامة المجتمع وصناعة للنجاح. وعندما نتحدث عن التخلف والتدهور والاضمحلال فنحن نتحدث، أيضا عن الإنسان على اعتبار إهماله وإهمال تكوينه عاملاً أساسياً لتراجع المجتمعات وصناعة الفشل.
«الإنسان» هو كلمة السر التى تميز بين المجتمعات المنتجة والأمم المتقدمة، وبين المجتمعات المحدودة والأمم المتخلفة عن الركب. من هنا كانت صناعة الإنسان هى أحد أهم أولويات الدول المتقدمة، من خلال الاهتمام بالتعليم وتطوير منظومة التعليم ومواكبة التطور التقنى وصقل المواهب، وتكثيف دورات التكوين والتدريب، والتشجيع على القراءة والإهتمام بالمعلم الذي هو أحد أعمدة العملية التعليمية.
فالمعلم يحمل أشرف رسالة، ويؤدي أعظم أمانة، وجمال رسالته مستمد من شرفها، وخاصة أن قدوته في ذلك أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية.
ومن هذا جاءت رؤية الرقي و التقدم (رؤية المملكة 2030) مواكبة لرسالة التعليم وتأثيره المباشر الفعال، بتطوير وازدهار التعليم في المملكة.
وذلك بأن يعتمد المعلم في تدريسه على الاستقصاء الفكري، والبحث العلمي الذي محوره التلميذ، وينتقل من الاستظهار والتلقين إلى الفهم والتمكين، ومن الإيداع إلى الإبداع في ربط مفاهيم الحياة و تنمية التفكير الناقد والإبداعي لدى الطلبة، من خلال توفير تعليم نوعي وعميق يعتمد على النظريات التربوية الحديثة، وتقديم التعليم المطور من خلال التحول الرقمي الكبير، انطلاقًا من: المصادر الرقمية الواسعة، والبوابات التعليمية الوطنية، والمنصات الإلكترونية.
ويستمر التطور بتفعيل كل ما هو جديد في الميدان، كدمج التقنية في العملية التعليمية داخل الصف من تطبيقات الأجهزة اللوحية، وملفات الإنجاز الإلكترونية، والفصول الافتراضية، ليلبي كل ذلك حاجات ورغبات جيل (التحول الوطني 2030) ومجتمعه وحكومته الرائدة، مع العمل على تحقيق القيم التربوية للطلاب، المتمثلة باحترام الآخرين وحسن التواصل معهم والالتزام بالعمل، فيجعل المعلم كل ذلك استثماراً لمهارات الطلاب وقدراتهم، ليصبح المجتمع أكثر تطوراً و ازدهاراً وارتقاءً إلى آفاق غير مسبوقة من الريادة، ويغدو الجيل الطموح واعداً يبني وطنه، متقدماً في مصاف كبار الدول اجتماعياً و ثقافياً مع المحافظة على مبادئنا و قيمنا الإسلامية.
لتلك اللبنة الأساسية
للمعلم ومربي الأجيال ومحقق دور التعليم في ( رؤية المملكة 2030)
فلتسعى جاهداً وبكل إخلاص وتفاني في الميدان
فعليك الآمال منشودة يامعلمي الفاضل.
*بقلم المعلم / محمد بن عالي اللهيبي.*